fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
السلحفاة التائهة
 
استفزاز الشعب الثائر ليس من الحكمة في شيء، وللاسف يقوم القائمون على الامور في مصر باستفزاز المصريين ودفعهم الى اقصى درجات المواجهة التي لا يؤيدها عاقل، ولا يسعى إليها الا كاره لمصر حاقد عليها.
وأسوأ.. وأعلى درجات الاستفزاز هي تلك المحاكمات «الهزلية» للمخلوع مبارك وزمرته، تلك المحاكمات التي تبعد كل البعد عن العدالة الناجزة، وتشبه «السلحفاة التائهة».. بطيئة ولا تعرف إلى أين تمضي، والنتيجة ان مجرما واحدا ممن يوقن المصريون جميعا انهم افسدوا البلاد والعباد ايضا، لم يلق مصير المجرمين المحتوم، وذهبنا في المحاكمات الى «مثالية» لا تعرفها الثورات، وصبر لم يعرفه الثوار على مدى التاريخ.
نزلاء «بورتو طره» أو «طره لاند»، سمه ما شئت قيد الاقامة «الترفيهية»، بينما رجالهم.. وأموالهم خارج السجن، يقومون بالواجب.. واكثر كثيرا.. ثم نتساءل جميعا.. بغباء مصطنع.. وعته مفتعل: من هو اللهو الخفي؟.. ومن يكون الطرف الثالث؟
عام كامل مر.. والابتسامة لم تفارق وجه حبيب العادلي «الصبوح»،.. والنضارة تغطي وجه جمال مبارك.. والبشاشة والحبور يكسوان وجوه اغلب شلة المخلوع من نزلاء الاقامة الترفيهية، وكأنهم موقنون من الافراج، وواثقون من البراءة، ويعلمون بان ما هي الا اسابيع أو شهور ويقومون جميعا بنفس حركة «اصبع» جيمي الشهيرة التي لم يحاسبه عليها أحد!!
أندهش بشدة من استغراب البعض عندما يقول الشهود ان مجزرة بورسعيد، دبرها اصدقاء جيمي، «وسيد الناس» الشهير باللواء أبو…….، وان اكثر من 600 بلطجي تم استئجارهم لارتكاب الجريمة البشعة.
وتتردد انباء عن «احتمال» التحقيق مع سوزان مبارك، وسؤالها عما فعلته خلال العام الماضي!!
ما هذه «البراءة الثورية»؟.. وهل تعتقدون بان الشعب المصري العظيم بهذه السذاجة حتى يسير معكم الى نهاية هذه المسرحية المبتذلة، دون ان تنفجر مرارته؟
يا سادة يا كرام.. المطلوب عدالة ناجزة، ومحاكمات حقيقية لا هزلية، واحكام يتم تطبيقها فورا.. والا لماذا قامت الثورة؟ اذا كان كل شيء لم يتغير وبعض رؤوس الفساد في «طره لاند» وتلاميذهم وانصارهم وثرواتهم تقود الثورة المضادة؟
اما ما يحدث الآن امام مبنى الداخلية ومديريات امنها فلابد من التصدي له بحزم و«حرفية»، فمن يحرق مبنى الضرائب هو نفسه من حرق مبنى «المجمع العلمي المصري» ولم يجد من يردعه فكرر الامر دون خوف من حساب أو عقاب، وواضح ان من يفعل ذلك بلطجية مأجورون، واذا كانت قوات الشرطة لا تستطيع مواجهة البلطجية، ولا حماية وتأمين مباراة كرة قدم، ولا حماية خط الغاز الذي تم تفجيره 12 مرة.. فلا اجد سوى هتاف المشجعين الشهير أقول لهم: «قاعدين ليه.. ما تقوموا تروحوا».
وحفظ الله مصر وشعبها من كيد الكائدين.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66