fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
هل هي الفتنة؟
 
.. لا يا سيدي هي ليست فتنة حتى تعتزلها وتغلق عليك بابك اتقاء لشر مسبق مستطير، لا يا سيدي لن نكسر أسنة أقلامنا بحجر، ولن نقطع أوراقنا حتى لا نكتب بها، أو فيها، ما يشعل جذوات الفتن، كلا يا صديقي ليس هذا زمن الفتن الذي يكون فيه الجالس خيراً من الماشي، والماشي خيراً من الساعي، بل هو زمن واجب علينا ان نهرول فيه جميعا نحو الحق الأبلج، فالحق بيّن واضح كالشمس، والشر ظلمات فوق ظلمات يسعى أصحابه لخراب البلاد والوقيعة بين العباد، وأولو الامر يتعامون أو يتغاضون أو يتلاعبون لأغراض لا يعلمها إلا علام الغيوب.
ما سبق قلته لصديقي الكاتب والمحلل السياسي المحترم الذي أبلغني هاتفيا انه يفكر حقيقة في اعتزال الكتابة واغلاق باب بيته عليه عملا بأحاديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، عن زمن الفتنة وضرورة اعتزال المسلمين فيه ووجوب إتلاف وسائل الفتنة، فما تشهده الساحة في المحروسة من أعمال شغب مدفوعة وواضحة لتحقيق ما يصبو اليه كل من يريد بمصر سوءاً، فكل ما ارتكب في حق هذا البلد وأبنائه من جرائم سببه الانفلات الأمني وعدم اخذ حقوق الشهداء والمصابين من المجرمين داخل «طرة لاند» وخارجها، لم يطالب أحد بأخذ الحقوق عنوة أو بمعزل عن القانون طالما اخترنا طريق الحق والعدل والقانون، لكن أقصى ما تمنيناه، حتى لا يحدث ما يحدث، هو تنفيذ وتطبيق العدالة النافذة لا عدالة السلحفاة التائهة التي تطبق على قتلة الشعوب ومغتصبي الدول وسارقي مستقبل أبنائنا.
ان التأخر في القصاص واستعادة الحقوق هو ما فجر كل هذا العنف وكل هذا الغضب في الصدور، فاذا أضفنا لذلك أموال الفساد التي توظف لاعاثة الفساد واثبات النظرية المباركية: أنا أو الفوضى.. لعرفنا وتأكدنا من الفاعل ومن المجرم.
ياسادة دماء المصريين لم تعد رخيصة ولا تتعاملوا مع مهرقيها، بعد 25 يناير، تعاملكم معهم أيام المخلوع، خذوا حقوق الشهداء والمصابين حتى تهدأ أرواحهم في جنات الخلد وتهدأ نفوس ذويهم «وكلنا ذووهم» في كل حي وشارع وحارة من حواري مصر.
أما الاعتداء على منشآتنا الحكومية ووزارة الداخلية ومديريات الأمن تحديدا فلن يسفر الا عن مزيد من العنف وسفك الدماء الطاهرة البريئة وادخال مصر في نفق مظلم يتم دفعها اليه دفعا حتى تتحقق مآرب المجرمين في الداخل والخارج.
لدينا الآن مجلس شعب منتخب سارع بتشكيل لجنة تقصي الحقائق ومنحها اسبوعا واحدا فقط لاعلان النتائج، وبدأت خيوط المؤامرة تتضح.. من خطط.. ومن موّل.. ومن نفّذ من فلول وسراق أعمال وبلطجية مجرمين، وغدا تبين الحقائق، وهنا يكون دور الدولة في استعادة هيبتها وسرعة تنفيذ القصاص بالمجرمين والمتقاعسين والمتواطئين والمهملين.
حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وهدى أهلها سواء السبيل.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66