fiogf49gjkf0d
 

مطلوب حاكم (دكر)

بقلم/ اسامة جلال

ما يحدث في مصر الآن ليس سببه مبارك وأعوانه فقط أو العسكري أو الطرف الثالث.. فما يحدث في مصر الآن يجب أن نعترف بأن سببه الثورة وتوابعها وراكبوها والمتمصلحين من خلفها.. والمنظرين أمثال حمزاوي وبتنجناوي والنجار والصباغ واسحاق وغيرهم الكثير من الذين استمرأوا الاثارة والخروج على الفضائيات للعب دور البطولة والنخبة ولعنة الله على الظالمين.. الذين ظلموا أنفسهم وظلموا شعب بأكمله وبلد بحجمها الكبير.

لقد ثرنا على نظام فاسد ولم نثر على أنفسنا الفاسدة واخلاقنا المتدنية ونسينا انفسنا فلم يعد هناك رادع أو واعز.. تلاشى الاحترام للكبير بداعي الحرية.. واصبحت البلطجة ديمقراطية.. وقلة الأدب والسفالة رأي.. والتخريب ثورة.. والعناد على غير حق بطولة وثبات على مبدأ.. فهل نفق ونصحوا مما وصلنا إليه؟؟

المسألة معقدة فالثوار دائما بمبرر وبدون يلقون باللائمة على الأمن ويحملونه اي مصيبة.. فإن تصدى للبلطجية يقولون ضرب الثوار وإن تخاذل أو طنش يقولون الأمن متواطيء لم يقم بدوره ولم يحمي الناس ولا الثوار.

الإعلام الفاسد.. المضلل ظاهرة استشرت.. وكلمات الحق التي يراد بها باطل انتثرت.. وفضائيات وصحف الفلول احتلت المشهد والصدارة فهل لنا من مخلص.. وهل لنا من رئيس أو حاكم دكر.. مجبتهوش ولادة.. ديكتاتور يخاف الله.. فيتحاور بديمقراطية وينفذ بديكتاتورية.. وعنف.. يطبق القانون كما أنزل بروحه.. ويقتص من نفسه إن أخطأ ومن الناس عندما ينشرون الفوضى.. التي تريح الحاقدين على مصر.

أين المنظراتي ساويرس الذي لعب على كل الأوتار؟؟ واستفاد في كل الأحوال؟؟ لماذا لم نسمع رأي المنظرين والمحللين. وأين هم قابعون؟ وفي ماذا يفكرون؟ لم يعد الأمر يحتمل السكوت ولابد أن نعترف أن ما يحدث فوضى.. وهؤلاء لا يريدون الخروج علينا الآن حتى يتأكدوا من أن ما سيقولونه سيحقق لهم المكاسب.. فهم لا يعرفون أي رأي هو الذي سيحقق لهم المزيد.. لايريدون أن يقولوا بعفوية كلمة الحق.. وإنما يريدون أن يستفيدوا ولا يخسروا الأصوات ولا المراكز والأموال.

يسقط حكم العسكر.. نعم.. وألف نعم.. ولكن كيف ومتى؟؟ اليس فيكم حكيم يا بشر.. من هم المتواجدون الآن في التحرير وعند وزارة الداخلية.. لو كانوا ثورا فبئس الثوار هم الذين يريدون للدولة أن تنهار.. وإن كانوا التراس فليخسئوا هم وأنديتهم.. وإن كانوا مأجورين فلماذا لا يلقى القبض عليهم ويوضعوا في السجون ويحاكموا محاكمة ثورية سريعة.. ليست عادلة وإنما قاسية.

الثوار يقولون لسنا في الميدان.. والألتراس يؤكدون أنهم مشغولون بتقديم واجب العزاء.. فمن هؤلاء الذين يقتلون رجال الأمن ويريدون إقتحام مبنى وزارة داخليتنا.. وإن كانت الداخلية أخطأت فهل الحل بأن ندمر الوزارة التي نحن من يدفع أموال صيانتها.. وهل إذا ما تغير وزير الداخلية وجاء وزير ثوري على هوانا سيمارس عمله في مكان آخر.

أين العقل.. وأين الحكمة.. هؤلاء خائنون لمصر ولشعب مصر بقصد أو بدون ولابد من محاسبتهم كما نطالب بمحاسبة الداخلية على تراخيها في أحداث بورسعيد وأحداث كثيرة.

وحيث أن المجلس العسكري متراخي.. فعليه أن يعلن عن انتخابات مبكرة للرئاسة.. ليأتينا رئيس.. (دكر).. يردع الخارج على القانون.. وإن كان من الثوار.. أو الإعلاميين.. يغلق المحطات المحرضة والداعية للفتنة.. يعيد للمؤسسات هيبتها.. وللمواطن كرامته.. كله بالقانون.. ويعلق البلجية على المشانق في التحرير.. ويسجن من يقطع طريق أو يعطل سير المركبات.. أو ينشر الفوضى ويلقي بالمولوتوف والحجارة على أبناء مصر من رجال الأمن الشرفاء.. الشرفاء.

نداء.. إن كان من يدعون أنهم ثوار يريد مصلحة مصر فليشكلوا لجنة لإنقاذ مصر.. ليس لها أي أهداف سوى الخروج من النفق المظلم.. وأن ينزلوا للتحرير وكل المياديين في مصر يعيدوا لها الهدوء.. وينتظروا يوم الحشر (30) يونيو.. والذي إن لم يسلم فيه العسكري السلطة للحاكم الجديد ستخرج مصر عن بكرة أبيها لتقول بأعلى صوتها يسقط يسقط حكم العسكر.. ولكن لننتظر حتى لا نضيع فرصة أخيرة في أن تعود مصر من جديد منارة لكل العالم وأم حقيقية لكل ابنائها.

وأخيرا.. فليرحم الله شهداء مصر الحقيقيين ويسكنهم فسيح جناته.. من شهداء 56 وحتى بورسعيد.. وليلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.. ونقول للشهداء.. دماؤكم الطاهرة لن تذهب سدى أبدا.. وإن غد لناظره قريب بإذن الله لنقتص لكم من الجناة وبلطجية النظام والحزب.

 تحية للصادق مع نفسه مصطفى بكري الذي لم يحسبها كيف يتمصلح.. وتحية أخرى لمن لا أحبه ولكنه واضح وصريح وجريء مرتضى منصور.. وأقول للمرشحين المحتملين للرئاسة.. واحسرتاه على مصر أن يكون المرشحين لرئاستها ليس فيهم رجل واضح ولا يهمه كرسي الرئاسة بقدر ما تهمه مصر.. فهم جميعا يفكرون كيف يكسبون الاصوات.. وهل إذا ما قالوا الحقيقة سيخسرون أطرافا أم لا.. ونقول لهم أن تخسروا كل الاصوات أفضل من أن تخسروا مصر وتخسروا أنفسكم يا سعادة وفخامة الرؤساء المرتقبون.

ونقول للاخوان المسلمين لقد كانت وقفتكم أمام مجلس الشعب رائعة وعليكم أن تستمروا في حماية مصر.. طالما أن الأمن غاب.. وجاء اليوم لتثبتوا فيه أنكم تستحقون الثقة التي أولها إليكم شعب مصر.