fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
كل هذا.. العنف
 
الوضع الأمني في مصر ليس بمعزل أبداً عن الأوضاع العامة، بل يتفاعل معها، أحياناً يكون سبباً فيها، وغالبا ما يكون أحد مخرجاتها.
ومنذ اندلاع الثورة وحتى الآن لم يستتب الأمن في مصر، حتى لنوقن أن هناك من القوى والجماعات من لا يريد لمصر استقرارا.
ورغم تغيير وزير الداخلية، والمجيء بوزير «يقولون» انه يعشق العمل الميداني، ويقضي جل وقته في الشارع إلا أن «القوى المضادة» تنجح دائما في إحباط مسعاه لضبط الشارع، وتحقيق الأمن.
لاشك أن ضبط «الحنبولي» دون إراقة قطرة دماء هو نجاح كبير لأجهزة الأمن، مع التحفظ أن أسطورة «الحنبولي» قد تكون من صناعة أجهزة الأمن التي سربتها للإعلام، كما كان يحدث في العهد البائد!
كذلك فإن سرعة ضبط الجناة في موقعة السطو المسلح على محل الصرافة في شرم الشيخ أيضا نقطة إيجابية تحسب للمباحث، ولكن الأمر يتحول بسرعة تجاه حالة انفلات غير مسبوقة، فمتى كانت حوادث السطو المسلح تقع بهذه الكثافة والتواتر المتسارع؟.. ومنذ متى والمصريون يحملون الأسلحة النارية ويعتدون بها على بعضهم البعض بسبب خلافات تافهة؟
محاسب يختلف مع سائق على أولوية المرور، فيرديه قتيلا بمسدسه المرخص، ويخرج أهل السائق القتيل في شارع جامعة الدول العربية يحطمون السيارات العابرة ويعتدون على ركابها، وعلى أفراد الشرطة الذين حاولوا السيطرة على الموقف دون جدوى، وتحولت شوارع جامعة الدول وشهاب والبطل أحمد عبدالعزيز الى ما يشبه ساحة الحرب، حتى أغلق أصحاب المحلات محلاتهم، وشلت الحياة واندلعت مظاهرات تطالب بحق «الشهيد»!
وفي إحدى القرى وبعد حضور «فرح» لأحد أقاربه، حاول شخص إيقاف «توك توك»، ووقعت مشاجرة حاول رجل من كبار القرية التدخل لإيقافها فكان نصيبه القتل بالرصاص ليتجمع أهل القرية ويقتلوا اثنين من أقارب القاتل.
ثم تأتي هوجة السطو المسلح، وخلال يومين فقط تتم سرقة فرع بنك (H.S.B.C) التجمع الخامس، وشركة صرافة في شرم الشيخ والسطو على سيارة نقل أموال في حلوان، وفي الاسكندرية يطلق اللصوص النار على مندوب شركة سيارات وشرطيين امام احد البنوك بشارع السلطان حسين ويسرقون أموال الشركة قبل ايداعها بالبنك.
ما كل هذا العنف؟.. وما كمية السلاح الهائلة التي تسربت لأيدي الناس؟.. وما هذه الجرأة على الشرطة وهيبة الدولة؟
اعتقد ان مجلس الشعب الجديد عليه اتخاذ اجراءات عاجلة وصارمة تجاه حيازة السلاح دون ترخيص، وسن التشريعات التي تؤدي للاسراع بجمع الاسلحة من ايدي الناس.
أما جهاز الامن فندعو الله أن «يقيله» من عثرته ويعيده الى طريق الصواب، وهو حفظ الأمن ونشر الأمان.. لا أكثر من ذلك.. ولا أقل.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66