fiogf49gjkf0d
المؤامرة...(9) أخونة السلف...!
 بقلم : محمد يسري موافي
 ****************
ذكر موقع وجريدة )الموجز( نقلاً عن صحف امريكية علاقة الإخوان المسلمين مع واشنطن حيث أكد التقرير المنشور أن هذه العلاقة لم تكن وليدة الأيام الماضية لكنها علاقة طويلة الأجل مترامية الأطراف كما ذكرنا في مقالات سابقة، جعلت الجماعة تسارع اليوم بالارتماء في الحضن الأمريكي. ففي 29 يونيو 2010 صدر خطاب من مكتب مديرة الاتصال بالجمهور والمساعدات (دانيال بورين) إلي السيدة (جينيفر لاسزلو مزراحي) مسؤولة منظمة المشروع الإسرائيلي جاء فيه إن الإدارة الأمريكية قررت استئناف الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر التي كانت قد بدأت في عام 2006 ونشر الخبر في صحف ومجلات الجماعات اليهودية الأمريكية واللوبي الإسرائيلي في أمريكا ونشر بجوار الخبر السابق أن إسرائيل ستحضر اللقاءات الأمريكية المقبلة مع الإخوان عبر مسؤولين أمريكيين!! وقد ردت الإدارة الإسرائيلية بسؤال عن موقف الإخوان من حركة حماس وكانت المفاجأة في الإجابة التي اطلقها (دانيال بورين) حيث قال: (لنا اتصالات سرية مع الإخوان بدأت في عام 2006 بهدف إزاحة الرئيس مبارك وعائلته ولا علاقة للأمر بحركة حماس) وللعلم فإن (بورين) كانت تعمل منسقة للعلاقات بين المنظمات اليهودية بأمريكا، كما كلف الرئيس الأمريكي اوباما (جون كارسون) بملف العلاقات مع الإخوان ايضاً وجون كارسون هو صاحب نظرية طحن البيانات حيث يقوم بجمعها عن طريق المتطوعين وبدأ يظهر بعد الثورة المصرية علي يمين الرئيس أوباما وقد اشترطت الإدارة الأمريكية على الإخوان أن تعمل الجماعة علي ترويض الشارع المصري والعربي لقبول الدور الامريكي ومجابهة الأصوات المعادية لأمريكا وإسرائيل والتمهيد للمفاوضات العربية - الإسرائيلية لحل القضية الفلسطينية ومساندة الاتفاقيات التي تنتج عن التفاوض وحمايتها بشكل استراتيجي دائم في مقابل تمكين الجماعة من حكم مصر! وتم تحديد السيدة (أن دي بارل نانس) نائب موظفي البيت الأبيض لتكون المسؤولة عن ترتيب اللقاءات بين الإدارة الأمريكية والإخوان وترتيب المواعيد والبروتوكولات ولقد شنت المنظمات اليهودية هجوماً علي اسناد ملف العلاقة مع الإخوان إلي (كارسون) وعلقوا على الأمر بأن أمريكا تريد أمركة الإخوان! وقد أنضم (جون فافيرو) إلى الأسماء السابقة في متابعة ملف العلاقات مع الجماعة وهو الشاب الذي قام بكتابة جميع خطابات اوباما السياسية في أيام الثورة المصرية كما تم تكليف مكتب البيت الأبيض لشراكات الأديان بالانضمام إلى المجموعة السابقة لتولي ملف العلاقة مع الجماعة. وبذلك تكون الجماعة قد وضعت نفسها في حضن الشيطان الأكبر وتناست تاريخ أمريكا في أفغانستان والعراق مما جعل المحامي ممدوح اسماعيل وكيل مؤسسي حزب النهضة المصري وأحد أبناء التيار الديني يوجه كلمة للإخوان يحدد فيها مخاوفه من جلوس الجماعة مع الأمريكيين!. ويرى المراقبون أن الجماعة لم تتطرق بعد الثورة إلي مسألة الغاز المصدر إلي إسرائيل أو حقوق الشعب الفلسطيني ولا ينسى أحد زيارة التلمساني وعاكف إلى أمريكا وحصولهما على هدايا من المسؤولين الأمريكيين كما لا ينسى أحد حضور قيادات الجماعة احتفالية كبرى بمنزل السفير الأمريكي في عام 2003 عندما كانت الطائرات الأمريكية تدك العراق لأن العلاقات المتميزة سهلت كل شيء الآن حتى أن خرج عصام العريان الوجه الإخواني المقبول أمريكيا وصرح بأنه لامساس بقانون الخمور في مصر ولا مساس بالسياحة وهو بذلك يبعث رسالة غرامية جديدة إلى أمريكا والغرب!. لقد وصل الاخوان إلى الحكم في تونس وليبيا وها هم فازو بثلث مقاعد مجلس الشعب المصري وفي الجنوب حيث السودان فإنها لن تمانع في وصول الإخوان إلى الحكم حيث أن النظام في السودان بقيادة البشير هو نظام إسلامي، وفي الشرق هناك حماس في غزة وهي فرع الإخوان بفلسطين، أما الدول المحورية في المنطقة فتبدأ من تركيا وتعتمد الجماعة على رجل الأعمال حسن مالك في هذا الشأن فهو على علاقات متميزة بوزير الخارجية التركي احمد اغلو, أما إيران فإن للجماعة أيادٍ وجمائل عليها وعلى ذراعها في المنطقة حزب الله بدليل أن قضية حزب الله المعروفة في مصر كان بها اثنان من الإخوان، كما أن إيران تبحث عن منقذ خوفاً من انهيار تحالفها مع سوريا برحيل بشار الأسد وتبقى قطر فالأمر بالنسبة لها أسهل حيث يقوم بهذه المهمة الشيخ يوسف القرضاوي ذو الجنسية القطرية الذي دعا لانتخاب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح (غير الإخواني في العلن) لرئاسة مصر ليكتمل المخطط بمنتهى الدقة. هل تتذكرون اللجان الشعبية؟ يقول التقرير إن الهدف المعلن للجان الشعبية هدف نبيل ولكن تحول على يد الجماعة عبر مؤيديها في القرى ومكاتبها الإدارية بالمراكز والمحافظات إلي وسيلة تسهل الوصول إلي السلطة وسعت عبر هذه اللجان لإحكام السيطرة على الشارع وبدلاً من أن تشارك كل الأطياف في اللجان الشعبية أصبحت شبه قاصرة علي الجماعة فمن أراد الحصول على أنبوبة الغاز أو حل مشكلة البنزين عليه باللجوء إلي الجماعة. ويضيف التقرير إنها حيلة ذكية من الجماعة فهي لم تهدف لحل المشاكل بقدر سعيها للإمساك بكل منافذ الخدمات وأصبح يرى رئيس اللجان الشعبية بكل محافظة وقرية إخوانياً رغم أن هؤلاء لم يظهر لهم دور فعال وقت الثورة والفراغ الأمني وسيطرة البلطجية على الشوارع وقتها بدأت الجماعة استعراض عضلاتها وفرض سطوتها حتى يشعر المواطن بأنها هي الحاكمة قبل أن تحكم وفي ذلك ايضاً رسالة إلى المواطن لتأييدها بعد أن جعلته يحس بأنه ليس أمامه سوى الإخوان وهو ما ظهر جلياً في نتائج الانتخابات!. كانت أمنية الجماعة سابقاً أن يقوم أحد رجالها بإلقاء درس في مسجد حكومي ولكن اليوم صارت مساجد الأوقاف تحت يد الإخوان وبدأت تنطلق الدعاية الإخوانية من هذه المساجد وبدأت تعقد اللقاءات التنظيمية حتى قسم الاخوات بدأ ينظم الدروس واللقاءات التنظيمية بمصليات النساء في هذه المساجد وبدأت أكبر عملية تلقين لنوعية معينة من الخطب كلها عن الحكم الإسلامي وتطبيق الشريعة وأهمية اختيار المسؤول المتدين ولم يكن باقٍ أمام الجماعة سوى أن تعلن على المنابر انتخاب مرشحي الإخوان دون غيرهم. ويقول التقرير أنه قبل أن تميل الجماعة إلى أي ناحية كان من الأولى توحيد التيار الديني تحت عباءة المرشد العام للإخوان، وكانت المعضلة في المدرسة السلفية التي تخاصم السياسة وتهتم بالعلم والدعوة، لكنه تم اختطاف الجماعة السلفية على يد الإخوان وبدأت عملية (أخونة السلف) وبدأت بفتوى إخوانية بضرورة التوحيد ومزاحمة التيارات الأخرى كالليبراليين وغيرهم لتقليل شرهم في الانتخابات وقد دخل الإخوان إلى الجماعة السلفية من هذه النقطة. بدأ الاتفاق بين الإخوان والسلف على توحيد الصف وتوحيد الكلمة وظهر ذلك في استفتاء 19 مارس ثم مليونية الشريعة، ونجحت جماعة الإخوان في التمدد وسط جماهير السلف وشيوخهم بعد نجاح الجماعة في الاتفاق لإحساس الإخوان بقوة السلف وتأثيرهم في الشارع وبإدراك الجماعة بأن مشروعهم قد أصابه الإنهاك. في الوقت الذي انتشر فيه السلفيون سعى الإخوان لاجتذاب السلف وأوحوا لقادتهم بأن جذور الإخوان سلفية وأن الإمام حسن البنا قال «نحن دعوة سلفية» ثم ذكروا لهم أن البنا تأثر بالشيخ محمد بن عبد الوهاب وأخذ عن محبي الدين الخطيب ومكتبة السلفية، ويبدو أن رجال سيد قطب بالجماعة هم الذين قادوا لهذا الاتفاق لقرب المناهل الفكرية لكلا الطرفين وقد ظهر ذلك بوضوح عندما شن ياسر برهامي شيخ سلفيي الاسكندرية هجوماً على الإصلاحيين داخل الإخوان ووصفهم بأنهم يقولون المنكرات وأنهم يقبلون بالعلمانية ولقد نجح الإخوان في وضع السلفيين في جرابهم رغم الملاسنات والخصومات بين الطرفين حتى قبل الثورة بأيام. وذكر برهامي أنه لا ينسي أحد كيف حرم قطب السلفيين عالم الحديث الشيخ ناصر الدين الألباني الانضمام لجماعة الإخوان وقال عنهم في شريط بعنوان (فتوى حول جماعة التبليغ والإخوان) ليس الإخوان من أهل السنة وإنما هم يحاربون السنة، أما العلامة ابن باز فهو من أكثر المهاجمين للإخوان في حين حذر محمد بن عثيمين من الإخوان وقال عنهم الشيخ صالح اللحيدان بانهم ليسوا من أهل المناهج الصحيحة حتى أن أبا اسحاق الحويني أحد رموز السلفية في مصر ألقى عشرات الدروس يهاجم فيها الإخوان ويصفهم بأنهم أهل البدع. ولقد عبر عن الاتفاق بين الإخوان والسلف صراحة محمد أمام عضو المكتب السياسي لحزب الفضيلة السلفي على موقع (فرسان السنة) عندما أعلن رفضه أن يقوم الإخوان باختيار الدوائر الانتخابية المريحة بالنسبة لهم بما فيها من كثافة سلفية بدواعي التنسيق في الوقت الذي يتركون فيه دوائر الدرجة الثانية والثالثة لمرشحي السلف. وحتي تكتمل خطة الإخوان شرعوا بعد ذلك في استخدام السلف كفزاعة أمام المجتمع ولكن بشكل غير مباشر فرأينا تصرفات شباب السلفية في الشوارع ثم كانت جمعة (لم الشمل) التي رفع فيها السلفيون علم السعودية وسيطروا على ميدان التحرير وجاء دور الجماعة الإسلامية وظهر المهندس عاصم عبد الماجد عند مسجد الفتح بوسط العاصمة وشن هجوماً بالأسماء على شخصيات حزبية ومسيحية وأصدرت الجماعة بياناً شديد اللهجة وخرجت في نفس اليوم مظاهرات حاشدة تطالب بالإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمن كان كل ذلك بإيعاز ومباركة من الإخوان في رسالة للجميع بأنهم النموذج الإسلامي الأفضل بدلاً من الفوضى ولكن يبقى تنظيم الجهاد خارج السيطرة الإخوانية حيث أنه لم يسبق أي تعاون بين الطرفين بل لقد صمت الإخوان وقت عمليات التصفية الجسدية من قبل الأمن لأبناء جماعة الجهاد!. تشمل خطة الإخوان (التي تقوم بها حالياً) محاولة التحالف مع بعض الأحزاب الليبرالية مثل حزب الوفد حتى يمكن القبول بشكل الحكومة القادمة لدى الغرب عبر وسيط ليبرالي كالوفد، والوفد هو صاحب ضربة البداية مع الجماعة في عام 1984 ولكن تراود الجماعة امكانية التحالف مع أحزاب أخرى مثل العمل وقد سبق ذلك في عام 1987 بالتحالف الاسلامي مع العمل والأحرار أو اللجوء إلى الابن الإخواني المتمرد «حزب الوسط»، وهي ترى أن التحالفات لابد منها في هذه الفترة بدليل سعيها الدائم لعقد عدة تحالفات في اكثر من اتجاه. وقد لجأت الجماعة إلى نفس الحيلة الخبيثة التي كان يلجأ إليها الحزب الوطني بمحاولة شق الصف المسيحي وزرع الفتن بداخله فبدلاً من أن تلجأ للمسيحيين الأرثوذكس لجأت لطائفة قليلة ومحددة العدد وهم الأنجيليون وهو نفس الأسلوب المتبع في الماضي من قبل الحزب الوطني وجعلت رفيق حبيب نائب رئيس الحزب ديكوراً وشكلاً بحيث لا يطلق على الحزب أنه طائفي ومن أجل ذلك تم ضم 90 مسيحياً لحزب الإخوان في محاولة لمغازلة الصوت المسيحي ومغازلة الغرب رغم أن التاريخ خير شاهد على أن الوحدة الوطنية قد تراجعت بعد ظهور الإخوان ولم تظهر الفتنة الطائفية إلا بعد الحرب العالمية الثانية. إن الإخوان لا يطلبون دولة المواطنة ولكن الدولة الأممية الإسلامية ويتخطون مفهوم الدولة القومية، ومواقف الإخوان جعلت المسيحيين في مصر ما بين المتحفظ واحياناً الخائف من الإسلام السياسي عامة والإخوان علي وجه الخصوص، ويبقى سؤال مهم لحزب الإخوان عن الولاء الأول لمن هل هو لمصر أم للجماعة والمرشد؟ لكن ما هي حقيقة موقف السلفية المصرية من ثورة 25 يناير؟ ومن هي الجماعات المنظمة التي قامت بحرق مراكز الشرطة واحداث العنف منذ الثورة وإلى الآن؟ ومن هو متولي أمر تسمية أيام الجمع بهذه التسميات؟ هذا ما سنعرفه في المقال القادم إن شاء الله، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
********
 إضاءة: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ أَنَّى&<648; يُؤْفَكُونَ) سورة المنافقون (14) نهاية الكلام: (قالوا اسكت وقد خوصمت قلت لهم * إن الجـواب لبـاب الشـر مفتـاح * والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرف * وفيه أيضاً لصون العرض إصـلاح * أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ؟ * والكلب يخسى لعمري وهـو نبـاح) من روائع الإمام الشافعي. Ahram.kw@gmail.com