fiogf49gjkf0d
 
.. بغض النظر عن دعابة أن مصر زي أمريكا لأن كلتيهما لديهما مجلس «شيوخ»!! فقد شمر 11 «شيخا» من شيوخ مجلس الشيوخ الأمريكي عن سواعدهم، وسنُّوا أقلامهم، وأرسلوا برسالة نارية الى سيادة المشير – بالراء وكفانا الله شر الاخطاء المطبعية – محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية يحذرون من استمرار تقييد أنشطة الموظفين الدوليين في مصر، وأيضا المصريين العاملين في المنظمات الأهلية، ولم يتردد «الشيوخ» الأحد عشر في رفع «عصا فرعون» في وجه «مصر» مؤكدين: «أن المساعدات الامريكية لمصر في خطر اذا استمر العمل ضد المنظمات غير الحكومية».
كان ذلك يوم 18 يناير الجاري، وقبل مضي 48 ساعة على تهديد «الشيوخ»، اتصل الرئيس الامريكي باراك «حسين» أوباما بالمشير محمد «حسين» طنطاوي و«شدد» على أهمية دور المنظمات غير الحكومية.
وتوقيت تفجير هذه القضية «ملعوب» ومحسوب، فمصر كما نعلم جميعا تمر بمنعطف خطير، على صعد عديدة، من أخطرها الوضع الاقتصادي، وتسعى للحصول بشكل عاجل على 3.2 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، ولا يحتمل الاقتصاد إيقاف أو تقليص «المعونة» التي تعودنا عليها، ولا نستطيع العيش بدونها، كما قال لنا «زبانية» المخلوع، ان كل رغيف خبز من بين 3 أرغفة هو من «فضلة خير» العم سام!
المهم الرسالة الامريكية واضحة: إما ان تتركوا شباب «المعهد الجمهوري الدولي» و«المعهد الوطني الديموقراطي» يمرحون ويرتعون.. ويبرطعون – لا مؤاخذة – في ساحة السياسة المصرية دون حسيب أو رقيب أو نفجر «ثورة الجياع» المرتقبة وليكن ما يكون.
رأيي المتواضع ان «بعبع» المعونة الامريكية مجرد «خيال مآته» أو «فزاعة» من ورق، وخاصة ان اغلب اموال هذه «الملعونة» كانت تذهب الى جيوب «لصوص» الاعمال في عهد مبارك المخلوع، والذين عرفوا بـ«مليونيرات» المعونة، نسبة الى «قصر» الاستفادة منها على حضراتهم، وبذلك لا ينوب مصر من «همّْ» المعونة الا «تهمة» التبعية لامريكا، بينما يذهب «ذهب» المعونة لجيوب اللصوص، وبعض رجال الاعمال «الموصى» عليهم «امريكيا».
وحسنا فعلت السلطات المصرية بتطبيق القانون، ومداهمة مكاتب هذه المنظمات، طالما أنها تخالف القانون المصري، و«تستقوي» بماما أمريكا،.. والأحسن هو قرار النائب العام حظر سفر الأخ سام لحود، نجل وزير النقل الأمريكي راي لحود، والذي شغل منصب مدير فرع المعهد الجمهوري بالقاهرة، وخمسة أمريكيين آخرين، فلابد ان يعرف العالم ان مصر لم تعد «حيطه واطيه» لاجهزة الاستخبارات العالمية، ولم نعد نخضع لسطوة «الملعونة» الامريكية، اقصد المعونة الامريكية، وقانا الله شر الاخطاء المطبعية!
همسة اخيرة في أذن المسؤولين المصريين: بدأت بعض الجهات الامريكية تتشدق بأن توقيف النائب العام للامريكيين الستة في ظل الظروف التي تمر بها مصر، يعتبر «تعريضاً لحياة امريكيين للخطر» في اشارة لامكانية التدخل بـ«كل الطرق» لانقاذهم؟!! والأمر يتطلب تحركاً دبلوماسياً «محترماً» وسريعاً وحازماً يقطع كل السبل على.. الصائدين في الماء العكر.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66