المؤامرة (8)....وثيقة الاتفاق..! apayd

المؤامرة...(8) وثيقة الاتفاق...!
بقلم : محمد يسري موافي

***************

ما ننشره خلال السطور التالية وقائع حقيقية بدأت قبل اندلاع الثورة المصرية في 25 يناير 2011 ونكشف فيه لأول مرة عن اللقاءات السرية التي جمعت بين قيادات الإخوان المسلمين وممثل لأمير قطر ومسؤول من وزارة الخارجية الاميركية متخصص في شؤون الشرق الأوسط هو السفير جيفري فيلتمان الذي عهد إليه بالملف بصورة غير رسمية عبر إدارة أوباما. اللقاءات المتتابعة والتي تمت بصورة مستمرة منذ إبريل 2010 جمعت دائماً هذه الأطراف حيث جرى الاتفاق لإعادة تنظيم صفوف جماعة الإخوان بتنظيمها الدولي ليعمل وفقاً لجدول متسارع في عدد من الدول العربية لمواجهة متغيرات منتظرة خلال أشهر قليلة، وهذه المتغيرات لم تكن أقل من استبدال قيادات وأنظمة في الدول العربية كانت واشنطن قد أدركت أن لحظة الحسم بالنسبة لها قد حانت وكانت تدرك أن هذه الأنظمة بصورة أو بأخرى على وشك السقوط وكان عليها أن تملأ الفراغ مخافة أن يتكرر السيناريو الإيراني. لكن الجديد في هذه المرة أن واشنطن لم تعتمد على المملكة العربية السعودية بأي صورة من الصور فواشنطن تدرك الدعم القطري لجماعة الإخوان لأن قطر ستكون أكثر سعادة بذلك لأنها وفقاً للسيناريو الموضوع لن تكون الدولة الصغيرة المحاطة بدول أكبر حجماً خاصة أن السيناريو الموضوع (المؤامرة) ستطال السعودية في النهاية ويحولها لمجموعة من الدول هي الأخرى وفقاً لخطوط تقسيم واضحة! أما تركيا فلن تكون أقل سعادة خاصة مع النموذج الذي يمثله أردوعان الذي يريد لتركيا أن تخلق شيئاً مشابها للدولة العثمانية القديمة لكن وفقاً لآليات العصر مستخدماً كونه عضواً في الإخوان دون إعلان وكونه مدعوماً بقوة من تنظيمها الدولي وجميع الأطراف ستكون لها مصلحة في أن تقع هذه الدول بسرعة تحت سيطرة النموذج الإخواني كبديل للخطة الأخرى التي ترعاها السعودية دون مباركة أمريكية لإحلال النموذج السلفي محل الأنظمة المتهاوية لتمنح السعودية نفسها مزيداً من الوقت قبل أن تواجه هي الأخرى رحلة السقوط. المثير للسخرية أن إسرائيل تصر على أن النموذج السعودي السلفي سيكون أكثر جدوى في حالة تطبيقه على المنطقة نظراً لأنه سيكون دافعاً لعمليات الاقتتال الداخلي بصورة أسرع بينما يرى الأمريكان ويشاركهم الأتراك في ذلك أن النموذج السلفي السعودي أثبت أنه دائماً ما يخرج عن السيطرة وينقلب السحر على الساحر! لكن الاتفاق تم على أن تقوم تركيا بعملية إعادة تنظيم جماعة الإخوان على النموذج التركي لضمان شكل من أشكال القبول بالآخر وخاصة إسرائيل ومصالحها في المنطقة كما يقبل بشراكة استراتيجية أمريكية وبعيدة عن مفاهيم السلفية الجهادية والالتزام بالاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تكون الدول المستهدفة بهذا المخطط قد وقعتها، وهنا قدمت قطر حلاً فقهياً عبر فتوى شرعية قدمها الشيخ القرضاوي تقضي بالالتزام بالعهود وما وقعه السلف في الدولة!. بداية تنفيذ الخطة – المؤامرة كانت تركز بقدر كبير على مصر كدولة مرشحة لبداية التنفيذ وكان النقاش يتمحور حول الاستفادة أيضاً من التحرك السعودي الداعم للسلفيين هناك من خلال استغلال التحريك السعودي للجماعات السلفية المصرية بعد سقوط النظام بصورتها المعروفة المتشددة التي تمثل ترهيباً وتخويفاً للمصريين ورجال الأعمال والعديد من الطبقات في مصر مما يجعلهم أكثر ميلاً لقبول النموذج الذي سينادي به الإخوان والذي سيقدمون له باعتباره امتداداً لنموذج أردوغان في تركيا وحتى اسم الحزب الذي سيحكم مصر ويكونه الإخوان جرى اختيار اسمه مقارباً لنظيره التركي. كان المخطط الموضوع في هذه الاجتماعات يشدد على عملية انتقال هادئ قدر المستطاع للسلطة وجرى حديث مطرد عن حوار بين عدد من قيادات الجيش المصري ممن تربطهم علاقات وثيقة بأمريكا (بحكم التعاون العسكري وبرامج التدريب المشتركة) وبين ممثلين عن الإدارة الأمريكية وبصورة سرية للحديث المفتوح عن فترة ما بعد مبارك الذي عرض الأمريكان خلاله الأمر باعتبار أن اختفاء مبارك أمر متوقع حتى بحكم السن والحالة الصحية وأعرب الأمريكان خلال الحوارات التي جمعتهم بالضباط المصريين عن قلقهم من تنامي النفوذ السعودي داخل مصر ودعم الجماعات السلفية ومدها بالمال بوفرة وأيضاً أعرب الأمريكان عن عدم قناعتهم بكون جمال مبارك سيمثل رئيساً قادراً على قيادة البلاد أو حتى تولي الحكم بحكم المعارضة الشعبية المتصاعدة ضد ذلك في حين أن مبارك كان حريصاً على عدم اختيار نائباً له كما كان حريصاً على أن يكون كل من له صلاحية دستورية لتولي الحكم من بعده ولو لفترة مؤقتة مرفوضاً شعبياً وملوثاً بقضايا الفساد وكانت واشنطن تتحدث أن مبارك قد وضع أمامها خيار واضح: أنا أو الفوضى في مصر! لكن واشنطن تريد الفوضى من وجهة نظرها فوضى ما بعد حكم مبارك وهذه الفوضى من وجهة نظر واشنطن كانت تعنى صعود تيارات إسلامية متشددة وهي تيارات في النهاية تنفرد بالشارع ووسط ذلك سيكون من الصعب على الجيش أن يزج بقواته في معارك شوارع ضد مواطنيه بحكم أن معظم قواته من قوات الاحتياط التي تنتمى فكرياً لفكر الشارع (وهو وضع مخالف تماماً للوضع في سوريا التي يمثل الجيش فيها عنصراً قائماً على الطائفية بصورة واضحة تضمن بقاءه متماسكاً في مثل هذه الحالة) وهنا كانت الطرق تصب في خانة البحث عن بديل جاهز يضمن انتقالاً هادئاً برعاية أمريكية تضمن عدم تردي الأحوال الاقتصادية إلى نقطة اللاعودة كما تضمن عدم انتهاز أي طرف من الأطراف التي تملك حدوداً مشتركة مع مصر للحالة المتوقعة والقيام بعمليات عدائية ضد مصر وهو ما أكدته أمريكا فيما يخص إسرائيل تماماً!. وبعد ذلك تطرقت الاجتماعات بين الأمريكيين والضباط إلى تفاصيل وآليات التنسيق والتعاون بين الجيش والإخوان وبمعنى آخر كانت تلك الاجتماعات تمثل مرحلة وضع خطط وسيناريوهات التحرك المنتظر، وعلى الجانب الآخر كانت الاجتماعات التي تدور في تركيا بين الأتراك والأمريكيين والقطريين والإخوان تركز على شكل الحركة في عدة دول دفعة واحدة وصفوها بأنها ستكون لعبة الدومينو العربية وتشمل العراق وسورية والأردن وتونس والسودان وليبيا وكانت النتائج والتوقعات التي توصلت إليها الاجتماعات أكثر من واضحة وواقعية: فيما يخص تونس كانت هناك رؤية لأن حالة من حالات الاحتقان ستكون مرشحة للحدوث بين الطبقات السياسية في تونس خاصة مع وصول محتمل لحزب الغنوشي للسلطة هناك في حال سقوط بن على وكان من المتوقع أن تشهد تونس حالة من حالات النشوة بسقوطه تعقبها حالة من حالات الإحتقان يكون فيها الجيش التونسي خارج الصورة تماماً تأهباً للتدخل في أي لحظة ضماناً لوجود الدولة نفسها لكن السيناريو كان يضع فرصة واضحة لحدوث بتر لأطراف الدولة التونسية لصالح قوميات جرى تعريبها مسبقاً بينما تسود حالة من حالات الصراع بين الإسلاميين والليبراليين واليساريين في وسط الدولة لتصبح الدولة ساخنة لفترة من الوقت قبل أن تتشكل على الأرض مناطق نفوذ واقعية لكل تيار يجرى على أساسها قيام اتحاد ما بين المناطق التونسية يكفل لكل منطقة أن تحكم وفقاً لما تراه مناسباً لأهل تلك المنطقة وبمعنى آخر أن التقسيم على اساس فيدرالي أو كونفيدرالي سيكون مطلوباً بشدة في وقت من الأوقات وبعد تحققه سيكون من السهل أن تتحول هذه الأجزاء إلى دويلات تحتفظ بحالة من التربص والعداء فيما بينها!. أما الحالة الليبية فقد توصل المجتمعون إلى أن تخلياً سريعاً عن السلطة من قبل القذافي لن يكون واقعياً لذلك كان هناك توقع لحالة من حالات الصراع المسلح لكن تقدير الموقف كان يقول بأن مهما كانت إمكانات ثوار ليبيا المنتظرين لن يكون بإمكانهم حسم المعركة أو حتى التصدي لرد فعل القذافي كما أن التفكير في انقلاب يقوم به الجيش الليبي لم يكن واقعياً في ظل حالة تدريب متدنية وتسليح غير فاعل في مقابل إمكانيات واسعة تحوزها ميليشيات من جنسيات مختلفة يحتفظ بها القذافي لمواجهة أي صراع على السلطة وأيضاً لتأمين نقل هادئ للسلطة لنجله سيف الإسلام، وهنا كان من الطبيعي أن يتوصل المجتمعين إلى أن مساعدة لوجستية واسعة ستكون هي الحل في ليبيا وهو ما تم بعد ذلك، لكن تم قبول فكرة صراع يشمل احتمالية أن تسيطر جماعات سلفية مدعومة سعودياً في مقابل حكومة شرعية جديدة مما يضمن مزيداً من الاحتياج من قبل حكام ليبيا الجدد للدعم الأمريكي والمعونات القطرية إلى جانب الامتيازات المنتظرة اقتصادياً لتركيا وواشنطن. لكن اليمن مثلت حالة مختلفة تماماً فوسط حالة من حالات الفوضى شبه الكاملة التي لا توحي بإمكانية فوز أي فصيل بالحسم اعتمد المخطط في النهاية على ترك الأمر كشوكة في جانب المملكة العربية السعودية عبر الجماعات الحوثية التي لن تحتاج إلا إلى بعض التسليح بينما يكون من المتوقع أن تصبح اليمن نفسها مناطق تصارع نفوذ لكن الأهم من وجهة النظر الأمريكية أن تكون منطقة جنوب السعودية والمناطق الملاصقة لها خاضعة لقوة مناوئة لها من خلال الحوثيين ولو بعد وقت من سقوط النظام. أما السودان فكان الأمر فيها مختلفاً، فبعد أن قسمت السودان فعلياً إلى دولتين كان على شمال السودان نفسه أن يمثل نموذجاً لما يمكن أن يعمم على باقي المنطقة ولم يكن هناك بد من التعاون مع إسرائيل في تلك المنطقة وهي الدولة التي استطاعت الارتباط السريع بعلاقات قوية مع جنوب السودان ولديها قدرة على التحريك داخل جنوب السودان بينما سيكون على الإخوان المسلمين أن يحفزوا تحركا مناوئاً للسلطة في الشمال عبر حديث عن شكل من أشكال الحكم المدني في مواجهة الحكم الديني المتصلب للبشير فيما يصبح مؤهلاً لحالة من حالات الاحتدام بين حكام السودان وقطاعات مسلمة أيضاً من الشعب والسلطة تكون نهايته ثورة محسوبة النتائج لكنها ستكون كافية كي تجد مناطق من الشمال السوداني الفرصة أثناء الفوضى لترسيخ استقلالها بقوة السلاح ثم يتم ترسيخ ذلك عبر موافقة من النظام الحاكم الإخواني القادم في السودان. وفيما يخص الأردن كان هناك تصور لأن تكون الأردن آخر حلقات السلسلة اعتماداً على نفوذ إخواني متصاعد يحتاج بعض الوقت حتى تستنزف السعودية تماماً في حماية سلفييها في الدول الأخرى ثم يكون من الطبيعي بعد ذلك أن يمثل الإخوان قوة ضغط ممولة جيداً في مواجهة السلفيين الذين من المتوقع أن يكونوا قد حدث بينهم شقاق وبين باقي فئات المجتمع وهنا سيكون على النظام الحاكم في الأردن أن يختار بين ملكية دستورية يحكم فيها الإخوان وبين تغيير كامل لشكل النظام الحاكم في الأردن. أما الحالة في سوريا فقد مثلت في هذا السيناريو نقطة ضعف واضحة لأنها لم يكن لدى شعبها تنظيمات قادرة على أي تحرك كما أن جيشها لم يكن مثل باقي جيوش المنطقة وحتى لم يكن مثل ميليشيات القذافي لكنه جيش مبنى على أساس طائفي علوى يحمي مصالحه الشخصية والشخصية جداً حتى بالنسبة لصغار الضباط. كما أن الوجود الإخواني في سوريا لم يكن قادراً على التحرك الفاعل بعد عمليات استئصال مستمرة وقوية لوجودهم لكن السلفيين في سوريا كان قد بدأ نفوذهم يتعاظم على أطراف الدولة بدعم سعودي مباشر في كثير من الأحيان لكن كانت هناك خشية من أن تتحول المعادلة إلى تحرك نحو التغيير بدعم سلفي واسع في مواجهة الجيش السوري وأيضاً في مواجهة مساعدات قادمة لا محالة من حزب الله وإيران وحتى من الفصائل الفلسطينية المسلحة التي تعيش على الأراضي السورية. وفي النهاية كان من المنطقي أن يجري الاتفاق على أن يقوم الإعلام القطري (قناة الجزيرة) الذي يمثل إعلاماً يحوز نسبة كبيرة من المشاهدة في سوريا بتصوير أحداث على أنه بداية ثورة ثم بعد ذلك يكون على الجميع أن يدفع في اتجاه مزيد من التصعيد خاصة أن الحدود التركية ستمثل عوناً هاماً في هذه النقطة ومن المنطقي أن رد الفعل السوري سيأتي عنيفاً كالمعتاد وهنا فإن دوامة الدم ستكون قد بدأت ويصبح من الصعب وضع نهاية لها!. في النهاية فإن عملية تقسيم واقعية ستتم على أرض الواقع بحكم القدرة على التسلح وبحكم أيضاً القدرة على الدعم لتصبح سوريا ساحة مفتوحة لدويلات صغيرة وهو سيناريو سيجد هوى داخل نفوس قادة إسرائيل التي لن تصبح في حاجة للاحتفاظ بقوات كبيرة على حدودها مع سوريا أو حتى حدودها مع مصر عندما يكتمل السيناريو ويمكنها بعد ذلك أن تخرج من حالة الفصام بينها وبين شعبها الذي يبحث عن حل لابتلاع وزارة الدفاع لمعظم الدخل القومي الإسرائيلي بينما تتفرغ إسرائيل كونها ستصبح أكبر دول المنطقة مساحة وأكثرها تماسكاً لممارسة دور الداعم لبعض الدويلات الناشئة والقامع لبعضها الآخر!. وما زلنا في انتظار سقوط سوريا ليبدأ مخطط تقسيم مصر حتى يتم تنفيذ المخطط كاملاً كما تم وضعه وعندما يصل شكل الشرق الأوسط لهذه المرحلة لن يكون أمام الفلسطينيين سوى انتظار ما يمكن أن تجود به الأقدار بعد أن يذهب الدعم السوري والظهير المصري حتى في أضعف صوره والممول السعودي بينما تنشغل باقي الدول بمشاكلها المتزايدة وسيكون على الفلسطينيين أن يدفعوا قادتهم نحو حل سريع يكفل بقاء البعض منهم على أرض فلسطين دون مزايدات، ويتم الدفع نحو تغيير بنية حركة حماس الجناح العسكري لحركة الإخوان المسلمين في فلسطين رغم السيطرة الإيرانية الواضحة عليه ومع تغليب فقه المنافع برؤية إخوانية بحتة سيكون على حماس أن تجرى اتفاقاً نهائياً مع السلطة الفلسطينية في اتجاه تسوية نهائية مع إسرائيل لا يملك الفلسطينيون وقتها غير قبولها هذا إن لم تكن إسرائيل نفسها ستصبح في حاجة لضغط أمريكي لقبول فكرة نهاية الصراع الذي مثل كلاسيكية رومانسية يصعب العيش دونها!. على جانب آخر قال الموقع الاستخباري الإسرائيلي (ديبكا) أن السياسة التي ينتهجها الرئيس الامريكي باراك اوباما في المنطقة العربية هدفها دفع الإخوان ومساعدتهم لاعتلاء الحكم بدلاً من الزعماء العرب الحاليين، وأن هذه نقطة خلاف بين البيت الأبيض وبين إسرائيل، وأضاف الموقع نقلاً عن مصادره في واشنطن ان القاسم المشترك بين أسامة بن لادن وباراك اوباما واسرائيل هم الإخوان، حيث يرى اوباما (قرار سري غير معلن) أن مصلحة أمن إسرائيل الاستراتيجية تكمن في دعم الإخوان في الشرق الأوسط باعتبارهم قوى إسلامية معتدلة من بطن السنة تقف في وجه القاعدة المتطرفة. ووصف الموقع قرار اوباما بالغريب والمستهجن، بل ذهب الموقع للادعاء أن الرئيس الامريكي جورج بوش والرئيس الامريكي بيل كلينتون كانا يعلما مكان اختباء اسامة بن لادن ولم يذهبا لقتله بعكس اوباما الذي يستثمر كل جهده الآن في دعم الاخوان المسلمين. وأضاف الموقع أن من قرأ خطاب اوباما في 4 يونيو 2006 بالقاهرة كان سيعرف جيداً أنه قرر التحالف مع الاخوان المسلمين، باعتبارهم تيار اسلامي سني معتدل وأن قراره قتل أسامة بن لادن جاء لسببين: الأول لإظهار مدى قوته ورغبته في محاربة الإسلام المتطرف ورفع اسهمه أمام الجمهور الأمريكي، والثاني لتحقيق الردع النفسي للإخوان وتحذيرهم من التطرف مثل بن لادن من جهة وإفساح المجال لهم لدخول الحكم والاعتدال من جهة ثانية، بل والسعي الحثيث لجعلهم القوى الأكثر قوة في المنطقة وأن يكونوا حلفاء للولايات المتحدة الأمريكية. ويقول الموقع استناداً الى خبراء إسرائيليين في شؤون مكافحة الإرهاب أن الدعم الأمريكي للثورة المصرية لم يكن بريئاً وإنما جاء على أرضية قرار استراتيجي أمريكي للتعاون مع الإخوان للإطاحة بحسني مبارك، والغريب أن اوباما لم يتخذ نفس الخطوات ضد بشار الأسد أو ضد زعماء آخرين مثل القذافي!. والسبب من وجهة نظر الخبراء الإسرائيليين أن مصر هي مركز قوة الإخوان في العالم العربي وأن تجربتهم تؤهلهم للدخول والسيطرة على الحكم هناك من خلال حزبهم أو مؤسساتهم الدينية وفي حال نجحت التجربة فإن اوباما وكبار مستشاريه قرروا أنه سيجري تعميمها بهدوء في ليبيا والأردن وفلسطين وتونس واليمن والجزائر وحتى في السعودية نفسها واستبدال الحكام العرب الحاليين بقادة الإخوان بناء على اتفاق دولي سرّي بين واشنطن وبين قيادة الإخوان وهو الأمر الذي تمكن القادة العرب من فهمه لاحقاً بعد سقوط مبارك وفهموا لماذا يتصرف اوباما على هذا النحو!. ويعتبر خادم الحرمين الشريفين هو أكبر القادة العرب رفضاً لسياسة اوباما ليس فقط لأنه تسبب في سقوط مبارك بل لأنه علم بأمر الاتفاق السري بين الإخوان وواشنطن، حيث بدأت أمريكا بمحاولة إقامة علاقات مع الإخوان في داخل المؤسسات الدينية السعودية، وهو ما تسبب في شبه قطيعة بين العاهل السعودي وبين اوباما. ويقول الموقع أن الزعيم الليبي معمر القذافي في البداية لم يفهم لماذا يريد الغرب استبداله وحاول أن يثبت لهم أن هناك متشددين إسلاميين يحملون السلاح ضده وأن من بينهم من كانوا في القاعدة سابقاً، وكم كانت صدمته حين اكتشف أن هناك تنسيقاً بين المتشددين الإسلاميين والأمريكان في دعم الثورة ضده فحاربهم بقوة. وكذلك الأسد فهم أن واشنطن تدعم كل هذه الثورة ضده من أجل منح الإخوان المسلمين القوة للسيطرة على معاقل الحكم في دمشق وذلك بموجب الاتفاق ذاته مع الإخوان، ويذهب الموقع وخبراؤه للقول أن المصالحة بين فتح وحماس في القاهرة تأتي على نفس الأرضية في فلسطين حيث وفي النهاية ستوافق واشنطن على دخول حماس على حكم السلطة لكنها لا تريد أن تعلن ذلك فوراً. ويقول الموقع: حسب التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية فإن المخابرات المصرية قامت فوراً بعمل الصلح بين حماس وفتح (من دون علم إسرائيل وامريكا) لتلفت انتباه الإخوان المسلمين إلى الساحة الفلسطينية وتبعد أنظارهم عن مصر وعن ساحتها الداخلية وأن يكتفوا بهذا الانجاز وألا يفكروا بأكثر من المشاركة في الحكم في مصر!. أما في حال اتضح للإخوان ولأوباما أن المجلس العسكري المصري لا يريد التنازل عن السلطة فإن الأمور ستختلف كثيراً لا سيما في مسألة ترشح واحد من قادة الاخوان لرئاسة مصر وهو ما تريده واشنطن ولكنها تخشى الآن أن المجلس العسكري المصري لن يسلم الحكم للإخوان بسهولة وحينها سيضطر أوباما للتدخل ضد المجلس العسكري في مصر! ولا حول ولا وقوة إلا بالله، اللهم بلغت اللهم فاشهد.

********

إضاءة: (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ، وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ، إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا، وَأَكِيدُ كَيْدًا، فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا) سورة الطارق (من13-17) نهاية الكلام: (نعيب زماننا والعيب فينا* وما لزمانا عيب سوانا * ونهجو ذا الزمان بغير ذنب * ولو نطق الزمان لنا هجانا وليس الذئب يأكل لحم ذئب * ويأكل بعضنا بعضا عيانا) من روائع الإمام الشافعي.

Ahram.kw@gmail.com Twitter@ahramkw