fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
رسالة المرشد
 
.. عندما يتحدث المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع قبل ساعات من افتتاح الجلسة الاولى لأول برلمان بعد ثورة يناير والذي يسيطر عليه نواب «الاخوان» لأول مرة في تاريخ مصر، فذلك يعني ان الرجل لديه رسالة يود ان تصل الى «المرسل اليه».
.. وعندما يؤكد، وبوضوح ان المجلس العسكري ستتم محاسبته على ادائه، واية اخطاء شابت هذا الاداء خلال الفترة الانتقالية تكون الرسالة هي «نفي» واضح لأي «صفقات» مزعومة بين المجلس والاخوان، وهي «القناعة» التي وصل اليها العديد من المحللين السياسيين في الداخل والخارج، وكانت تحتاج بالفعل الى توضيح من شخص بحجم وثقل ومصداقية المرشد العام، الرجل قال: «الجيش نحترمه ونقدره أما المجلس العسكري فلابد له من ان يحاسب على أي اخطاء، ومن له مظلمة عنده فليتقدم بها لانه لا احد فوق المحاسبة».
كلام فضيلة المرشد العام للاخوان المسلمين الواضح والقاطع يؤكد فرضية ان «الجماعة» ابتعدت عن أي مواجهات مع المجلس العسكري خلال المرحلة السابقة بشكل تكتيكي، ونأت بكوادرها عن المشاركة حتى في المظاهرات المعارضة، والتحركات الاحتجاجية، وتحملت اللوم والتجريح والاتهام بالابتعاد عن الثورة، بهدف التركيز على متطلبات خوض الانتخابات، التي لم ينفع فيها الاعتصام في ميدان التحرير، او الالتصاق بعدسات الفضائيات وقضاء الليالي في الاستديوهات، إنما الأهم كان النزول الى الشارع، والاختلاط بالناخبين الحقيقيين، و«تفهم الاحتياجات» الحقيقية لرجل الشارع العادي و«تلبيتها» - والجملة الاخيرة ارجو تفسيرها بحسن نية! – وهو الامر الذي نجحت الجماعة فيه تماما بدليل فوزها بنسبة تتجاوز %46 من المقاعد.
المفروض ان تصريحات المرشد العام «المدروسة» تؤدي لإزالة الاحتقان الذي شاب علاقة الجماعة بأغلب القوى السياسية، ويظل تطبيق هذه التصريحات وما حوته من ان البرلمان الجديد سيحاسب المجلس على اعماله خلال الفترة الانتقالية مرهونا بردة فعل المجلس العسكري، وهل بالفعل سيترك الحكم الى سلطة مدنية دون ان يحصل من «الجماعة» على ضمانات بأنه لن يواجه محاسبات قانونية على الاقل في وقائع قتل المتظاهرين، أوسيلجأ الى الاحتفاظ بدور مهم وقوي ونفوذ حقيقي في مجريات السياسة كما ألمح لذلك العديد من المحللين السياسيين؟
الجزء الأهم هو تأكيد المرشد العام على ضرورة اخضاع ميزانية القوات المسلحة للرقابة البرلمانية، وعدم استثناء المؤسسة العسكرية من قواعد الرقابة، وهو ما ترفضه قيادات الجيش، وربما يكون هو جوهر الأزمة.
وعشية افتتاح الجلسة التاريخية للبرلمان والتي لن يحضرها المشير طنطاوي كما أعلن، هل ستعود «الجماعة» لاحضان الشارع، نافضة عن وجهها غبار شائعات العلاقة الخاصة مع المجلس العسكري؟.. أم ان «حسابات» اللعبة السياسية مازالت تخبئ لمصر الكثير.. والكثير؟.
وحمى الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66