fiogf49gjkf0d
  

الله اكبر ولله الحمد

الله اكبر الذي قال في محكم آياته " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير).

بعد توقف دام شهرين عن كتابة المقالات يعزى إلى إنشغالى الشديد وتزاحم الأحداث ، أعود لأكتب بعد أن هزتني مشاهد عديدة مع قرب احتفال المصريين بثورتهم العظيمة " وأقول احتفال واعني الكلمة تماما " .

كان لابد أن اكتب ويكتب كل صاحب قلم مدرك لمعنى امن واستقرار وطن ، مدرك لأهمية أن يجد المواطن البسيط ضالته في حياة كريمة ترتكز إلى العدالة الاجتماعية ، ينعم فيها المصريين بخدمات صحية وتعليمية وإسكانية جيدة ، ويجد فيها الشباب الفرص الوظيفية من دون أن يرتبط ذلك بحتمية ان يكون  قريب لهذا الكبير أو محسوب على ذاك الشهير .

لقد عانى المصريين كثيرا وحاول الشباب إيجاد سم خيط ينفذون من داخله لبناء مستقبلهم ولكن هيهات هيهات فمن لم يكن قريباً لكبير أو محسوباً على شهير لم يستطع النهوض وان حاول وجد المتربصين كثر يضغطون عليه بشتى الوسائل لكي يعود إلى الانحناء من جديد ، هكذا كانت تدار بلادنا فقتلت فيها أحلام كثير من الشباب وقبرت مواهبهم فى وضح النهار بعد أن دبرت لهم المؤامرات بليل  .

 لكن دعونا نطوى صفحة الماضي ونحسن الظن في من حولنا ونمعن النظر والتدقيق في مستقبل بلادنا وليكن يوم 25 يناير الذي يدق أبوابنا بعد أيام قلائل انطلاقة نحو غد أفضل يتعاون فيه كل الفرقاء من كافة الطوائف لصالح بناء هذا الوطن وتحسين معيشة أبناءه الذين عانوا طويلا وآن لهم أن ينعموا بخيرات بلادهم التي لا تنضب ، فرحم الله أيام كانت مصر سلة غلال الأرض .

حق الإخوان

وبالعودة إلى أول كلمة في مقالي ، نعم هي شعار الإخوان المسلمين وكلمتهم حينما يستقبلون نبأ سار، وها هى الأنباء السارة قد أسعدتهم وأثلجت صدورنا بعد حصدهم الأغلبية في مقاعد البرلمان الأول بعد الثورة  بنسبة ترنو على الـ50 في المائة قابلة للتنامي بعد انضمام بعض النواب السلف والمستقلين إلى الحزب بعد عقد جلساته الأولى ، وانه لنصر عظيم أهداه الله لهذه الجماعة التي صمدت طويلا في وجه الطغيان والاستبداد والغطرسة التي كان عليها أرباب النظام السابق ، ولم تؤثر السلامة – كمن آثرها – ولم تعزف عن النضال السياسي – كمن أفتى بحرمته -  ثم عاد وكأنه من الساسة القدامى البارعين .

 الإخوان لم يخشوا في الله يوماً لومة لائم  صبروا طويلاً ، صمدوا كثيرا ،  فكان وعد الله لها بالنصر المؤزر في كل ربوع مصر ،  لتكون تلك النتائج ردا على من شكك في إقصاء الشارع المصري للجماعة ، ثم ما لبثوا أن بدأت تباشير النجاح حتى شككوا في نتائج الانتخابات رغم كونها الأنزه خلال عقود من الزمان  بحسب تقارير دولية .

بسط الإخوان نفوذهم بين المصريين البسطاء ومدوا لهم يد العون في وقت غفل فيه النظام ومعظم مؤسسات المجتمع المدني أن تقوم بذلك الدور، ولم يكنوا في ذلك الوقت يسعون إلى سلطة أو يهدفون لغير رضا الله وتحقيقا لمبادئ سامية نادي بها الإمام البنا رحمه الله قبل سبعين عاما .

 

 جاء يوم لم يكن أشد المتفائلين يتوقعه نرى فيه الأمين العام لحزب الحرية والعدالة " سعد الكتاتنى " مرشحا للجلوس مكان ترزي القوانين " فتحي شرور " وأن يكون رئيس حزب الأغلبية " محمد مرسى " نظيرا للرئيس السابق " حسنى مبارك " إبان رئاسته الطويلة لحزب الأغلبية " الحزب الوثني " .

 

 

 

 

 

 

 

ريادة مصر

إن الإخوان المسلمين بما يحملونه من فكر راقي ومبادئ تكرس للإسلام الوسطى والنهج القويم يستطيعون بإذن الله إعادة مصر لتتبوأ دورا رياديا على الصعيد الاقليمى والعربي والعالمي بما تملكه من ثورات بشرية هائلة وقوة إرادة شبابها والانتماء غير المسبوق للوطن ، ولما لا وقد ورد في الآثر "  إذا فتحتم مصر فاتخذوا من أهلها جنودا فهم خير أجناد الأرض وأهلها في رباط إلى يوم القيامة "  وهذا لبسالتهم وقوة عزائمهم وشدة تعلقهم بوطنهم .

 

 إن الإخوان المسلمين ليسوا ملائكة بل بشر يحملون فكر يؤخذ منهم وقد يرد ، لكن لا ريب في أنهم الأجدر فى الساحة والأقدر على قيادة السفينة ، وبذلك شهدت صناديق اقتراع المصريين فى 27 محافظة وهى الديمقراطية والحرية والنزاهة التي دعا إليها كل العالمين ببواطن الأمور السياسية من شباب وكبار إبان الثورة العظيمة فلماذا تنكرها عليهم  اليوم بعض التيارات  ؟

 

 أرجو من جميع المصريين أن يساندوا من تخيرهم الشعب ليشرعوا ويراقبوا ، علينها دفعهم للأمام ، وعلى من يحاول وضع العراقيل في طريق سفينتهم أن يتوقف ويضع الله ثم مصر بين عينيه ، ولنترك الفرصة للإخوان كما منحنا الفرصة لغيرهم بصمتنا وخنوعنا وخوفنا طوال عقود.

 

وان لم يوفق الإخوان في قيادة الدفة فكفى أن نأتمنهم على أموالنا وبلادنا فتاريخهم ناصع البياض فلن يسرقون ولن يكيدون لأحد ولن يقصون أحداً  ، وأظن  أن الشواهد الأخيرة تشير إلى ذلك وما دعوة العضو البرلماني رامي لكح للأخوة المسيحيين أن يطمئنوا للإخوان وأن يعود الى مصر من غادرها منهم  إلا دليلا على ذلك .

 

 

يوم الظالم

واعتقد أن من ينوى سرقة مقدرات هذا الشعب سواء من الإخوان أو من غيرهم سيفكر مليا وسيعاود التفكير آلاف المرات لان التاريخ يسوق لنا العبر والعظات  ، وليتنا نتعظ من ما ساقه لنا فى العام 2011 المنصرم  من أدلة دامغة على أن الله لا يترك الظالم مهما علا وتجبر، ولننظر إلى الآية التي بدأت بها المقال فمن عجائب 2011 أنه عام زلزلت فيه عروش السلاطين، ودكت فيه حصون الطغاة وزعزعت فيه ممالك العملاء الخونة ،  والحقيقة أن أحداً لم يكن يتوقع تلك النهاية الدرامية السريعة لهؤلاء  الحكام فى تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا على الطريق وان صعبت ، ولكن الغرابة كانت في سرعة تتابعهم ، فنحن على يقين بأن الله جل وعلا غير غافل عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار أي أنه سبحانه وتعالى  يمهل الظالم ، فإذا أخذه لا يفلته كيف لا وهو القائل سبحانه في محكم التنزيل: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير).

 

كم لنا ولغيرنا من عبر في هؤلاء الذين أمسوا وهم يتحكمون في كل شاردة وواردة ويعيثون فسادا في الأرض ويرهبون الجميع ، لدرجة أن من كان يصلى الفروض الخمس في جماعة بالمسجد لا يسلم من استدعاء امن الدولة له ومحاولة إرهابه ، إنهم أمسوا يملكون رقاب العباد وزمام البلاد وأصبحوا وهم أذل خلق الله، يتسولون العطف والرحمة من شعوب لطالما أذاقوهم ألوان الظلم والعذاب  .

 ولنتذكر المشهد الذي يتوسل فيه القذافى إلى نفر من شعبه لكي لا يقتلوه رغم ما كان عليه من قوة وجبروت وغطرسة وجنون العظمة ، لنتذكر المشهد الذي يرقد فيه مبارك طريح الفراش داخل قفص حديدي مستجيبا لنداء القاضي " أفندم " . لا أذكر ذلك من قبيل الشماتة - استغفر لله  - لكن للعبرة أن الله لا يترك الظالم ، ورغم إيماني العميق بثورتنا ومساندتي لها عبر مقالاتي منذ مطلع يناير 2011 إلا اننى كنت أثناء الثورة ولا زلت أواجه بالرفض كل من يوجه سبابا أو إهانة لرجل حكم مصر 30 عاما ولم يكن عادلا ، فعليه من الله ما يستحق ولنلتفت إلى مصر الجديدة نحاول أن نبنى ونعمر فيها لتعود قبلة العالم بشكل فعلى ، لتعود للمواطن كرامته في كل دول العالم ويتوقف القاصي والداني من أرباب المال والمتغطرسين عن التهكم على البسطاء من أبناء مصر ، لكن لن نستطيع الوصول لذلك إلا عبر نهضة تنموية داخلية أولا يشعر فيها  المواطن بالأمن والاستقرار والعدالة ومن هنا تأتى دعواي للدفع بسفينة يقودها الإخوان .

النرجسيون

إن مصر التي حازت على وعد بالأمن والآمان من قبل العلى الرحمن لن تذهب إلا في طريق الأمن والآمان والاستقرار مهما حاول ثلة من أبنائها " وأٌقولها آسفا " ثلة من أبنائها الموتورين المرضى بداء الشهرة والشيفونية والنرجسية أن يجروها عكس الاتجاه الذي تخيره الله لها بسواعد شباب أنقياء قادوا من دون غيرهم الثورة الرائدة .

 

وأدعو الله أن تمر ذكرى 25 يناير على أحسن الوجوه وأن تشهد احتفالية بما تحقق من ايجابيات يغفلها الباحثين عن الشهرة والأمجاد الشخصية عبر ازدراء المجلس العسكري  والترصد لسلبياته وتجاهل ايجابياته في فترة تولى فيها المسؤولية والوطن في اخطر أيام تاريخه .

اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئنا وسائر بلاد المسلمين .

 

أخر السطر

تهنئة من القلب للإخوة الأصدقاء نواب دائرتي السويفية : عن الحرية والعدالة  أ . عبد القادر و د نهاد وعن حزب النور د . عبد التواب  ، والله أسأل أن يوفقهم وكل النواب إلى ما فيه خير البلاد والعباد ، وحظ أوفر قادم لا محالة للصديق المحامى فوزي السروجي الذي كان قاب قوس واحد أو أدنى من حصد المقعد البرلماني عن مدينة الفشن .