fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
البريء.. و«البالوظة»
 
بعد أن «شم» رائحة البراءة وهي تهرول نحو «موكله» - من الوكالة وليس الأكل! – انبرى الديب الأريب معدداً مناقب الرئيس المخلوع والخاضع للمحاكمة، حتى بقي فقط أن يزعم أن «أبو عيلاء» هو مفجر ثورة 25 يناير الحقيقي وأن شباب التحرير «غدروا» به، فعاقبهم الله بمنح الفوز بمقاعد البرلمان للإخوان والسلفيين!
ويبدو أن هذه المحاكمة ستتحول الى فيلم هندي أو مسلسل مكسيكي، وسيتفنن «الحواة» في إخراج أبدع ما في جراباتهم من حيل وألاعيب تضم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على عقل شيطان أو بشر، وسيفغر المصريون أفواههم دهشة.. وتتسمر عيونهم استغراباً.. وتتدلى «فكوكهم» السفلى رعباً وحيرة من هول ما سيخرج من أسرار وأهوال، وما سيتفنن في ابتكاره ثعالب القوانين وجهابذة المتخصصين في إخراج المتهمين من سم الخياط، .. وينصب السيرك على طريقة اتفرج يا «سلملم».. واتفرج يا سلام.. على بطل الضربة الجوية الأولى ذي الـ83 عاماً.. بالأمس منسدحاً.. واليوم جالساً.. وغداً واقفاً.. وبعده تأتي البراءة برغم أنف جميع الأنام!!
وبصراحة الحكاية بايظة من البداية.. أبو عيلاء – أطال الله في عمره حتى أرذله ليرى ويسمع ويشهد عواقب ما فعله ببلده وأهلها – يحاكم بتهمة الاشتراك الجنائي في القتل والشروع في القتل.. والنيابة العامة تبدأ مرافعتها بالحديث عن ملف التوريث!!
لا يا راجل.. والله.. تحاكمون رئيساً أضاع مصر.. وأفقدها هيبتها ومكانتها.. وأهدر كل فرص تقدمها.. ونكَّل بشعبها.. ونشر نظامه كل أنواع الفساد والإفساد.. وأضاع دماء شبابها من العراق الى ليبيا.. وتسبب في بيع وتجريف كل ما هو قابل للبيع أو ذي قيمة على أرضها، بما في ذلك أرضها ذاتها، بل ورهن «الغاز» لإسرائيل بعقود مجحفة.. وجعل أجساد شبابها وأبنائها طعاماً لقروش البحرين المتوسط الأحمر.. ووقوداً لحرائق القطارات.. وغير ذلك الكثير، وبعد ذلك تحاكمونه بتهمة الاشتراك في القتل العمد مع سبق الإصرار، بما يحتاجه إثباتها من أدلة وبراهين تطلبونها وبكل براءة وسذاجة من أجهزة الأمن المتنوعة التي تركتم «كل رجال الرئيس» يحكمونها منذ «تخلى» أبو عيلاء عن سلطاته.. وحتى الآن!
.. لا يا راجل.. احترموا عقول الناس قليلاً.. هل تنتظرون إظهار أمر بقتل الثوار موقّع من محمد حسني السيد مبارك ومختوم بختم النسر؟!.. أم تسجيل فيديو – هاي ديفينشن – يأمر فيه مبارك حبيبه العادلي بقتل الثوار وضربهم بالرصاص الحي ودهسهم بسيارات الشرطة المدرعة، واستبعاد الدهس بسيارات – الأتاري – لعدم فاعليتها!
فقط للحق والتاريخ ورغم علمنا أن ذلك لن يغير من «المهزلة» شيئاً، فقد كان الأولى أن تكون المحاكمة سياسية أولاً وتشمل كل كوراث فترة حكم مبارك الرشيدة، أم أن الثورة قامت بسبب قتل المتظاهرين؟!!
أمر أخير جدير بالملاحظة والتفكر والتدبر، إذا وجدنا الوقت الكافي لأي من هذه الأمور فيما نحن نلهط «البالوظة» لهطاً، ونستمتع «بكبس» العمائم كبساً لتغطي عيوننا، مع الحرص على ترك مساحات عارية من أقفيتنا لزوم «ختم النسر»، الأمر الذي أعنيه هو استشهاد الديب الأريب بشهادة سيادة «الولاء» عمر سليمان بعدم علمه بإصدار مبارك أوامر بقتل المتظاهرين، ثم إعقابه ذلك بالاستشهاد بتقارير تؤكد ان هناك «عناصر إجرامية مندسة بين المتظاهرين هي التي قامت بقتلهم، والاستشهاد بـ(تقارير صحافية) عن وجود عناصر أجنبية جاءت من الخارج لتنفيذ مخططات لإشاعة الفوضى وقتل المتظاهرين».
.. هل اتضحت الرؤية؟.. ليس بعد؟.. طيب اسمحوا لي بإزاحة «العِمَّة» قليلاً عن عيوننا جميعاً.. وأذكركم بالمطالبة في مقالين سابقين بتعليق «رسمي» عما نشرته «روز اليوسف» و«المصري اليوم» أكثر من مرة حول هذه التقارير «المزعومة» منسوباً مرة الى جهات تحقيق «سيادية»، وأخرى الى «سي. إن. إن» ولم يرد أحد، وأطبق جميع المسؤولين أفواههم تاركين نشر مثل هذه التقارير دون محاسبة ناشريها.. هل علمتم الآن كيفية صنع طبق «البالوظة» الذي «نلهط» منه جميعاً؟ هل استوعبتم الآن لمصلحة من ستستخدم «ادعاءات» وأساطير الطرف الثالث والعناصر الجاسوسية الخارجية التي تم ضبط «شبكاتها» وتحقق معها «جهات سيادية»؟.. دون أن يؤكدها أو يكذبها أحد؟.. يبدو أن الشبكة الوحيدة «المضبوطة» هي «شبكة» من النوع الذي تلعب فيه بعض أجهزة الإعلام دور «الواد دقدق» الشهير الذي سنسمعه قريباً وهو يزغرد صائحاً: «مبروك البراءة.. يا أبلتي!».
ولنا الله من قبل ومن بعد.. وحفظ الله مصر وشعبها من كيد الكائدين.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66