fiogf49gjkf0d

لم يأت بعد

 

لم اجد تفسيرا منطقيا لعدم اسفي علي انسحاب الدكتور محمد البرادعي من انتخابات الرئاسة وتعاملي مع الموضوع بلامبالاة غريبة حتي انا اندهشت منها ! فللرجل دور مهم وشجاع وتاريخي في التغيير لاينكره منصف ولا يغفله متحر للحقيقة بالرغم من كل الانتقادات التي وجهت له وكل التراب الذي القي علي وجه حقيقته وكل التشويه الذي تعرض له ، ومع ذلك كان شيئا في داخلي يقول ان زعيم مصر القادم لم يأت بعد .

واذا استبعدنا المستشار المثير للجدل مرتضي منصور لاسباب لاتحصي ولا تعد ، ومعه توفيق عكاشة لأننا  برغم كل ما كابدناه طوال الستين عاما الماضية ما زلنا نحتفظ بعقولنا والحمد لله ،وبعد انسحاب المستشار الهادئ هشام البسطويسي ،  فسيبقي في سباق اهم ( وظيفة ) في مصر :عمرو موسي وحازم صلاح ابواسماعيل ومحمد سليم العواوعبد المنعم ابو الفتوح واللواء عمر سليمان  والفريق احمد شفيق والفريق مجدي حتاته وايمن نور ومنصور حسن و مجدي احمد حسين وحمدين صباحي و اللواء محمد علي بلال والسفير عبدالله الاشعل.

طبعا بالاضافة لعدة اسماء ستترشح لاسباب متنوعة ليس من بينها المنافسة علي ( المنصب ) الاكثر جاذبية واهتماما وأهمية .

ولكن هل منصب رئيس جمهورية مصر العربية سيتحول حقا الي ( وظيفة ) مهمة تكتب في خانة المهنة لبطاقة الرقم القومي وجواز السفر ورخصة القيادة ؟ ..وتتحول مصر العظيمة الي دولة يحكمها البرلمان المنتخب والاغلبية البرلمانية التي اختارها الشعب؟ ويظل الرئيس شخصية عامة تلقي قبول جميع الاطراف لكن صلاحياته تتقلص وتذهب للحكومة التي تشكلها الاحزاب الفائزة . وهو امر اعتقد ان الظروف الداخلية والخارجية لن تمهد الطريق له ، فمرحلة البناء المحتومة والتي ستجئ _ بأذن الله _ بعد عقود من تخريب مصر وتجريفها علي كل الاصعدة تحتاج ( قائد ) وزعيم تجتمع فيه كل الصفات التي تتشوق اليها مصر في قائد يعبر بها اخطر مراحلها ، دون ان يتحول الي طاغية او فرعون جديد ترتكب في عهده الاثام تحت شعار لا صوت يعلو فوق صوت المرحلة !! ولا اعرف لماذا لا اري هذا القائد المنتظر بين كل الاسماء السابقة ،  برغم انجذابي لبعضهم.. واحترامي لاغلبهم ..واقتناعي بصدق فئة منهم.

..ودون الدخول فيما جاء في الكتب والمراجع القديمة منها والمستحدثة عن صفات الحاكم وولي الامر في الاسلام ، وما جاء حول ذلك في القران الكريم والسنة الصحيحة المطهرة والتي ادعوكم جميعا لقراءة ماتيسر منها قبل اختيار الرئيس القادم ، اجدني مدفوعا لتذكر تجارب القادة العظام الذين قادوا شعوبهم في فترات حرجة من التاريخ ، ليتبادر الي الذهن اسماء مثل ونستون تشرشل في بريطانيا ، ومهاتير محمد الذي حول ماليزيا الي نمر اقتصادي حقيقي ، ومصطفي كمال اتاتورك باني تركيا الحديثة ، وغيرهم الكثيرون ممن يذكرهم التاريخ و قادوا شعوبهم الي بر الامان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، ولا اجد من يشببهم في قائمة المرشحين لرئاسة مصر المحروسة .

 فهل عقمت ام الدنيا عن انجاب قائد وزعيم يأخذ بيدها الي مستقبل تستحقه ؟ ويعبر بها الي شاطئ امان تستشرفه ويمسح عن وجهها غبار ستين عاما من المهانة والذلال والتجريف لكل ما هو جميل ؟ واغراق الناس في طوابير العيش ،  والانشغال باكل العيش ، واطلاق الامراض تفتك باجساد المصريين ،  و التخلف العلمي يعشش في عقولهم الا من رحم ربي ؟ ام ان هذا القائد الزعيم الملهم العادل الحاسم الصارم في الحق الديمقراطي ذي الرؤية المستقبلية الثاقبة الذي سيعيد للمصريين كرامتهم في الداخل والخارج ويعيد لمصر مكانتها المستحقة بين الامم ويبني نهضتها الحديثة ..هذا الرجل سيظهر في اللحظة الحاسمة لتلتف حوله الامة ، وتتضافر معه الجهود في عبور عظيم لمستقبل يكاد يفوت ابنائنا فأنتظروه وادعوا الله معي الا يطول انتظارنا .

اللهم احم مصر وشعبها من كل سوء ويسر لاهلها من امرهم رشدا

حسام فتحي