fiogf49gjkf0d
تشهد الساحة السياسية في المحروسة حراكا سياسيا غير مسبوق، وتتسابق القوى السياسية فيما بينها للاحتفال بمرور عام على ثورة 25 يناير العظيمة، تلك الثورة التي لا زال العالم يتغنى بها ويتخذها منها نموذجا يحتذى به في التعامل مع الأزمات التي تمر بالشعوب، ولكن مع استعداد القوى السياسية للاحتفال بهذا الحدث الكبير، الحدث الذي أشعرنا بذواتنا وأشعرنا أننا مازلنا قادرون على التطلع لغد أفضل، ومازلنا قادرون على قهر الظلم والتخلف والنهوض من كبوتنا ونكساتنا المتتالية الناتجة عن عدم احترام قدرات الشعب، في هذا الوقت تتعالي أصوات خفافيش الظلام التي تنتشر بيننا لتشكل طابورا خامسا يسعى لبث الفرقة وتقسيم الشعب إلى فئات وطوائف، وتتحرك الأيدي الخفية لتضرب وتعيث الفساد في كل مكان غير مبالية بإنجاز أبناء المحروسة الذين يتطلعون إلى غد يستطيعون فيه التعبير عن أنفسهم بحرية وكرامة، ويستطيعون فيه تحقيق ذواتهم ورغباتهم دون عناء ودون قهر او ذل الحاجة، يستطيعون فيه إيجاد موضع قدم على الارض بدلا من القبور المتحركة في البحر، تلك القبور التي لملمت ألاف الجثث من الباحثين عن مورد رزق والباحثين عن تحقيق ذواتهم، ولكن قوى الظلام ـ واللهو الخفى ـ لا يريدون لنا أن ننهض ولا يريدون لنا إن نعانق عنان السماء ولا يريدون لنا أن نسطر ونسجل كما كنا دائما صفحات التاريخ، قوى الظلام التي فوجئت بثورة 25 يناير، وفوجئت بقدرة وعظمة شباب المحروسة، وفوجئت بشباب يبذل الغالى والنفيس ليرسم بدمه وجها جديدا للمحروسة، وكان ظنها أن دماء شبابنا قد نفذت بعدما امعنت في احتسائها، وبعد أن حقنت دماء شبابنا بأنواع الفيروسات كافة. لقد عادت أصوات الخفافيش والغربان لتنعق فوق رؤوسنا لتخويفنا من يوم الاحتفال، ولقتل فرحتنا وفرحة شبابنا، وعادت الأيدى الخبيثة لتبث سمومها في عقولنا ولمنعنا من أحياء ذكرى عزيزة على كل فرد من أفراد شعبنا، بل وذكرى عزيزة على المحروسة، وعادت الأيدى الخبيثة لتضرب وحدتنا الوطنية في ظل نعاس وتقاعس المسئولين الذين يتشدقون يوميا بأنهم حماة الشعب وحماة الثورة، ومع ذلك وكعادتهم لم يحركوا ساكنا للبحث عن خفافيش الظلام، ولم يحركوا ساكنا لوضع حد للتسريبات الإعلامية التي تسعى لتخويفنا من يوم الاحتفال بالشباب الذي أعاد لنا الحياة  بعد أن كدنا نفقدها ونفقد معها كل أمل في غد مشرق، والسؤال الآن إلى متى سيظل حماة الوطن في تقاعسهم؟ ومتى سيظهرون الوجه الحسن ويشعروننا حقا أنهم منا ونحن منهم؟ ومتى سيساندون الشباب ويمنحوهم الحرية بدلا من تكميم الافواه ؟ والكرامة بدلا من كشوف العذرية ؟ أن الملايين من أبناء المحروسة يرفعون اكف الضراعة إلى الله عز وجل أن يكون يوم 25 يناير يوم سلام واحتفال وان يهدي حماة الوطن وينير بصيرتهم حتى تكتمل الثورة وتتحقق الآمال التي قامت من أجلها .