fiogf49gjkf0d
طيب
عودة الأزهر
لم تكن مصر بحاجة الي عودة الازهر الشريف الي القيام بدوره بقدر ماهي بحاجته الان .
ووثيقة الأزهر المستنيرة التي اطلقها العالم الجليل الشيخ احمد الطيب هي أبلغ رد على أي فكر أو رأي اتهم الازهر بأنه تخلي عن دوره المنتظر أو غاب عن الساحة بعد اطلاق وثيقته الاولي في يوليو الماضي، والممعن في الوثيقة يجدها تصلح قاعدة انطلاق لعصر جديد يحفظ حقوق الشعوب المسلمة ويخطط للعمل علي نهضتها وانارة سبلها بالعلم وليس بالعنف،و بالتفكير وليس بالتكفيروتكفل حق الاختلاف ووجوب مراعاة حقوق كل مواطن وواجباته واحترام مشاعر الآخرين والمساوة بينهم على أساس من المواطنة وتكافؤ الفرص في جميع الحقوق والواجبات، و إحترام حرية الاعتقاد ورفض النزعات التي بدأت تنتشر داعية الي الاقصاء والتكفير وهو ما اجمع عليه والحمد لله ممثلو القوى الوطنية والأحزاب السياسية التي شاركت في لقاء ''استعادة روح الثورة''، الذي دعا له الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، واصدروا بذلك بياناً، أكدوا فيه ضرورة استكمال أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير، والتوافق الوطني على رعاية كل مكونات هذا الوطن، ''دون غلبة أو هيمنة أو إقصاء أو انحياز''. والمضي في البناء الديموقراطي لمؤسسات الدولة وإتمام تسليم السلطة للمدنيين في موعده المحدد دون إبطاء، والالتزام بما أسفرت عنه الانتخابات النزيهة الحرة من نتائج، والتعاون بين شباب الثورة جميعًا وممثلي الشعب المنتخبين في بناء مصر المستقبل تحت مظلة الديموقراطية وعلى أساس من الشرعية البرلمانية والتوافق الوطني.
و ضرورة ''عودة الجيش الوطني، ذخرِ الوطن وحامي انتفاضاته الثورية، إلى دوره في حراسة حدود مصر وأمنها القومي''.
وبقدر سعادتي بهذا التوافق والاجماع الذي اكده كل المشاركين بلا استثناء ، بقدر تخوفي ان يتعثر التنفيذ والالتزام بالحفاظ على ''روح ميدان التحرير''، كما كانت خلال الأيام الثمانية عشرة، ''التي غيرت مجرى التاريخ المصري، وجمعت كل أبناء الوطن على كلمة سواء''.وان تتغلب المصالح الحزبية او المكاسب الانتخابية علي صوت العقل والحكمة الذي مثله الازهر الشريف ، خاصة بعد ان بدأت اصوات بعض الفصائل تتعالي بأنها حققت _ او ستحقق_ مكاسبا طال انتظارها ويصعب التخلي عنها امام ضغط قواعدها الشعبية التي طال اشتياقها للمشاركة ويصعب اقناعها بضرورة تقديم اي تنازل ليتمكن الاخر من المشاركة.
ادعو الله معي ان يستمر التوافق وروح التسامح التي هيمنت علي اللقاء حتي تتحقق الامال ويتوقف مثول المدنيين أمام المحاكمات العسكرية ، و يتم الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، ونشهد تحركا نحو الاسراع بالمحاكمات لمبارك وزمرته الفاسدةبما لا يخل بحرمة الحق ومقتضى العدل وواجب النزاهة، وايضا بما لا يزيد من حرق الدم اليومي لملايين المصريين الذين ينتظرون نفاذ حكم القضاء العادل فيمن افسد بلدهم وامرض اهلهم وكسر هيبة مصرهم وجعل النطيحة والمتردية من اشباه الدول تتطمع في الصعود علي اكتافها التي انهكها الظلم والاستبداد
وحفظ الله مصر وشعبها من اطماع الطامعين
حسام فتحي