fiogf49gjkf0d
المؤامرة...(6) حرب الغاز...!
 بقلم : محمد يسري موافي
 بداية الكلام: يخاطبني السفيه بكل قبح * فأكره أن أكون له مجيباً * يزيد سفاهة فأزيد حلماً * كعود زاده الإحراق طيباً* من روائع الإمام الشافعي.
 ***************
بدأت الخطة التركية البديلة والتي وضعتها واشنطن بالتعاون مع إخوان تركيا بحيث تقام مظاهرات بقيادة إخوان سوريا في حماه وجسر الشغور ويقوم مسلحون باحتلال الجسر لأن عدد رجال الأمن فيها لا يزيد عن 80 عسكرياً فيضطر الجيش للتدخل ويغرق في حرب شوارع واحداث عنف ويتخللها إلقاء عبوات ناسفة حتى يهاجر الأهالي إلى تركيا فيتدخل الجيش التركي! بعد أن طالب عبد الحليم خدام علناً على التلفزيون الإسرائيلي بتدخل القوات التركية، أعلن أردوغان بعدها أن كل الخيارات متاحة تجاه سوريا بما فيها الحل العسكري, وقتها جاءت تهديدات إيران لتركيا بقصف القواعد العسكرية الأمريكية كرسالة من طهران للأمريكيين, لكن أردوغان كان مصمماً على الخوض في المغامرة, لأن مستقبله كاملاً متعلق بالغاز كما ذكرنا سالفاً. وتضيف المحللة السياسية والكاتبة د. غادة اليافي: بدأت مرحلة التنفيذ حين قام 400 مسلح بشن هجوم على مراكز الأمن والشرطة وحين جاءت تعزيزات عسكرية نصب لهم كميناً وقتل كل من فيها, ونجح المسلحون في احتلال جسر الشغور, فبنى أردوغان مخيمات بانتظار دخول الجيش التركي, وبعد مصرع 120 رجل شرطة وأمن, بدأت قناة الجزيرة القطرية ولأسبوع تكرر خبر مفاده أن العشرات ينزحون من جسر الشغور تخوفاً من دخول الجيش السوري انتقاماً لمصرع رجال الشرطة وذكرت الجزيرة أن بعض الناشطين أكدوا أن الجيش هو من قتلهم!. وفي غضون ذلك طلب أردوغان من الجيش التركي دخول سوريا, لكن الجيش تفاجأ بوجود قوات سورية على الحدود ظهرت فجأة ولم يعد بمقدور الجيش التركي الوصول إلى جسر الشغور إلا بأمر حرب على سوريا, ولم يتجرأ أردوغان على التوقيع على قرار الحرب. كانت الخطة البديلة عند الأتراك هي مفاوضة سوريا على رأس حزب الله أو تصفية القضية الفلسطينية مقابل الهدوء وتم إشعال حماه التي كانت تشهد أصلاً إضراباً تحول إلى أعمال عنف وتم قتل معظم رجال الأمن في حماه ومنطقة الرمل في اللاذقية, على أمل أن يصل داوود أوغلوا ليفاوض سوريا بهم, ولكن سوريا طلبت تأجيل الزيارة ثلاث أيام, وحين وصل وجد أن الجيش السوري دخل حماه وأنهى أعمال العنف، وبينما كان أردوغان يطلق تصريحات نارية تعبر عن الهستيريا التي أصابته, وبناءً على طلب قطر تم تأسيس مجلس انتقالي سوري ترأسه برهان غليون - دون أن يعلم - وقبض لاحقاً عشرين مليون يورو لقبول هذا المنصب! على أن تقوم قوات مسلحة باحتلال جزء بسيط على الحدود لتقوم قطر وتركيا بالاعتراف بالمجلس الانتقالي السوري كممثل شرعي لسوريا, وقتها نقل أمين جامعة الدول العربية نبيل العربي رسالة إلى دمشق، وقبلها أطلق أمير قطر تصريحه الشهير بأن الاحتجاجات في سوريا لن تتوقف حتى يتم تلبية شروط المتظاهرين، لكن هذه الخطة فشلت أيضاً.
 
 ومن أهم ملامح هذه المرحلة إقالة وضاح خنفر مدير قناة الجزيرة لفشله في تغطية الأحداث وتأجيج النزاع وعودة البرامج الحوارية ليدخل فيصل القاسم على خط الحرب ضد سوريا، وظهور بوادر التخلي عن الإخوان في مصر حيث ظهر رئيس المجلس العسكري بلباس مدني وكأنه سيصبح مرشحاً رئاسياً, ثم يتم تحديد موعد انتخابات مجلس الشعب المصري، إضافة إلى التلميح باستهداف الجزائر كونها عقدة بوجه واشنطن، وأخيراً ظهور جاسوس صهيوني على التلفزيون السوري بشكل مفاجئ يعتقد المراقبون أنه بداية للرد السوري ليؤسس لمرحلة الانتقال من الدفاع إلى الهجوم! ولفهم وتوضيح نتائج ما يحدث وخطره على مستقبل واشنطن، تحدثنا سابقاً عن تزايد النفوذ الروسي في أوروبا, وإفريقيا مع تصاعد الدول الناشئة كالبرازيل وجنوب إفريقيا والهند والصين وتأثيرهم على مصالح واشنطن, وعلى وحدة حلف الناتو, فإن هناك مخاطر أخرى أكثر كارثية على واشنطن في حال لم تستطيع وضع اليد على مصادر الغاز!. فمنذ العام 1976 قامت واشنطن بفك الارتباط بين غطائها الذهبي والدولار وباعته لتنقذ نفسها على حساب العالم, وأصبح الدولار العملة الوحيدة في العالم التي لا ترتبط بالذهب بحيث إذا صعد الذهب هبط الدولار والعكس, وقد قامت بهذه الخطوة بعد أن كادت تصل إلى الإفلاس فسرقت العالم بخطوة أحادية الجانب!. نقول هذا لأن هذه الخطوة لن تتكرر اليوم, علماً بأن ديون الولايات المتحدة الفيدرالية تعادل 14200 مليار دولار بعد حربيها في العراق وأفغانستان, وما رفع سقف الدين الأمريكي إلا تأجيلاً للأزمة التي قد تدمر الاقتصاد الأمريكي. ففي السابق كانت واشنطن تسترجع الدولار حتى تحافظ على قيمته, رغم أنه ليس إلا ورقة بلا معادل ذهبي, خاصة وأنها تسيطر على معظم منابع النفط في الخليج العربي, الذي لا يسعر إلا بالدولار, بل كل الدولارات التي تأتي من بيع النفط يتم إعادتها إلى واشنطن لشراء بضائع امريكية, وأسلحة, وكإيداعات حيث أن بعض الدول العربية تصل إيداعاتها في واشنطن إلى 3400 مليار دولار. لكن بعد أن أصبح الغاز ينافس النفط,
 
 وبعد كلفة الحروب التي شنتها واشنطن ولم تحصل على ثمنها, ومع والتقارب الروسي - الصيني الذي جعل من الصين قوة ترفض شراء سندات الخزينة الأمريكية, ولا تخضع للضغوط الأمريكية برفع قيمة عملتها, فإن مستقبل الدولار أصبح في خطر, وما تضاعف سعر الذهب خلال السنوات السابقة إلا مؤشراً لانهياره, وبالتالي فإن الأمل الوحيد لواشنطن هو ضمان بيع الطاقة بالدولار الأمريكي حتى لو لم تسيطر عليه. فجزء من حرب الغاز (الربيع العربي) يتعلق بالنفوذ والجزء الآخر وهو الأخطر على واشنطن يتعلق بالعملة الأمريكية نفسها, ولفهم شدة الخطر على واشنطن أنه في حال فشلت في مد خط نابوكو فإنها ستعمل على السيطرة على غاز المنطقة ومحاولة عزل روسيا عن أوروبا وتمديد نفوذها إلى وسط آسيا لتصبح شريكاً في نفط وثروات بحر قزوين، وفشل واشنطن في تغذية خط نابوكو وإسقاط الجزائر سيكون هناك ست أنابيب غاز ستغذي أوروبا بدون نفوذ الأمريكيين وبالتالي يصبح الاتحاد الأوروبي تحت رحمة روسيا وحلفائها, وتصبح عملة بيع هذا الغاز بيد روسيا ويكون البيع بسلة عملات ليس من ضمنها الدولار المتهاوي, ويضمن لموسكو نفوذاً على ثروات بحر قزوين, وهذا يعني تهاوي النفوذ الأمريكي من إفريقيا إلى آسيا إلى أوروبا. وحين بدأت واشنطن مؤامرتها على الوطن العربي كانت تدرك أن عدم سقوط سوريا قد يعني سقوط الولايات المتحدة الأمريكية, ولهذا كانت تملك خططاً بديلة، وهي: 1- توجيه ضربة عسكرية لإيران, لكن مثل هذه الضربة قد تدمر الاقتصاد العالمي كون أكثر من نصف بترول العالم سيكون تحت الرحمة الإيرانية, فكانت تحاول واشنطن استخراج النفط من خليج المكسيك لعلها تؤمن بديلاً للنفط خلال فترة الحرب ومع التسرب النفطي الذي حدث هناك فشلت في استخراج النفط, وبدأ الوقت يداهمها. 2- إسقاط سوريا – إلى الآن - فشل تماماً ولم تتمكن من وضع يدها كاملة على المنطقة. 3- تدخل قطر لإنقاذ اليونان بدعمها اقتصادياً بعد أن كانت أثينا كبش الفداء الأمريكي لأردوغان فيما لو نجحت واشنطن بإسقاط سوريا, فإذا خسرت هذا المخطط الضخم جداً ستعود لسياسة العصا والجزرة, وبعد أن كانت تتآمر مع تركيا على اليونان الآن فإنها ستؤيد اليونان ضد تركيا! فاليونان هو البلد المتوقع أن يدخله خط الغاز الإيراني, فهل واشنطن ستحرك عملية السلام وتعيد محاولة جر الغاز بالطرق السلمية؟ أم ستقوم بالانتقال إلى تصعيد جديد تجازف فيه بكل ما تملك؟. لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
 ********
 إضاءة: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـ&<648;كِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ &O4831;46&O4830; وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّـهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ &O4831;47&O4830; وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ &O4831;48&O4830; (الحج)
 بقلم: محمد يسري موافي
 Ahram.kw@gmail.com Twitter@ahramkw