fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
عقبال المحروسة
 
منذ أحرق الشاب التونسي البوعزيزي نفسه عقب الصفعة التي تلقاها من الشرطية فادية حمدي، وأنظار مصر والعالم العربي تتجه إلى تونس، والأعناق تشرئب متابعة تداعيات الشرارة الأولى للربيع العربي الذي سارت نسماته من المغرب إلى المشرق تداعب الجمر تحت الرماد، لتعيد جذوته للاشتعال كما حدث في مصر وليبيا واليمن وسورية وغيرها.
الدكتاتوريات الهشة المحاطة بـ«حِزَمْ» القش الأمنية القابلة للاشتعال سارعت الى اطلاق المقولات الشهيرة ان: «مصر مش زي تونس» وليبيا مش زي تونس ومصر، واليمن مش زي تونس ومصر وليبيا،.. وطبعا سورية تنتمي لكوكب «زحل»!
نعود لمصر وتونس، نحن في مصر ندرك تماما ما نحن فيه اليوم، ونأسف جميعا لما وصلنا إليه، أما الشقيقة تونس، التي نغبطها ولا نحسدها، فاليوم لديهم برلمان منتخب، وحكومة وطنية برئاسة المناضل حمادي الجبالي تسلمت اعمالها فعليا يوم الثلاثاء الماضي، ورئيس جمهورية منتخب، يحق للتونسيين أن يفخروا به، هو المناضل التونسي الدكتور محمد منصف المرزوقي، وهو مفكر وسياسي ومدافع شرس عن حقوق الإنسان، طبيب وإنسان، يحمل شهادة في علم النفس ودكتوراه في الطب، تكرر اعتقاله منذ عام 1994، وعندها احتجز في زنزانة انفرادية، ولم يفرج عنه حتى تدخل نلسون مانديلا شخصيا، وبعدها بـ 3 سنوات اختير كرئيس للجنة العربية لحقوق الإنسان، حتى غادر تونس الى المنفى في باريس، ليحاضر في جامعة باريس، قبل ان يعود الى بلاده عام 2011؛ ليشارك في ثورة «الياسمين»، وينتخب رئيسا مؤقتا في 12 ديسمبر.
لماذا أسهبت في التعريف بالرجل؟.. أقول لكم.. لأنه أشار في أحاديثه الى مصر بكلام مهم، فأحببت أن تعرفوا من هو، حتى تزنوا كلامه بما يستحق.
يقول منصف المرزوقي ان الوضع في مصر حقا يختلف عن تونس، لان مصر «دولة عظمى» - هكذا وصفها – وكبيرة وتعاني من رهانات السياسات الخارجية، والقوى الدولية.
أما تونس فسكانها 11 مليون نسمة، أغلبهم من الطبقة الوسطى، ونسبة الأمية ليست كبيرة، وهنا حدث الفرق بين وضع الدولتين.
وقال المرزوقي وانتهبوا للآتي جيدا: «نحن في تونس نعيش نظاماً مرحلياً، السلطة للمجلس التأسيسي الممثل لسلطة الشعب، وهذا المجلس أعطى جزءاً من صلاحياته لرئيس الجمهورية، وجزءا لرئيس الحكومة، وهو نظام جديد على الدول العربية، التي اعتادت على ان رئيس الجمهورية يملك كل شيء».
وحول التحديات التي واجهت تونس قال: «التعثر في تونس كان في كيفية تصفية العهد البائد، وكان علينا إما ان ننصب المشانق والمحاكمات العسكرية، او الاختيار الآخر الذي قمنا به، وهو التعامل بحكمة واستعمال بعض شرعيات الدولة القديمة إلى ان تولد الدولة الجديدة، وألا نبدأ بالثأر، وهنا اصبحت إمكانية المرور سلسلة».
لم ينته كلام الرجل.. وغدا نواصل القراءة المتأنية في حديثه، والى ذلك الحين أعيدوا قراءة السطور السابقة.. رحمكم الله.
حفظ الله مصر وتونس وشعبيهما العظيمين من كيد الكائدين.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66