fiogf49gjkf0d
جائزة نوبل لعبقري العذرية
 
يجب إن يبحث العسكر عن صاحب فكرة كشف العذرية، ليضموه إلى مجلسهم الموقر بل عليهم إن ينصبوه رئيسا لهم وإن يطالبوا بمنحة جائزة نوبل على فكرته العبقرية التي لا تدين نساء وبنات مصر فقط، بل ولآثارها السلبية على شرائح المجتمع المصري كافة، الآثار التي لن تزول سريعا كما يتوقع البعض، بل ستظل لفترة ليست بالقصيرة عالقة ببنات المحروسة اللواتي رفضن الظلم والقهر وضياع الكرامة، بنات المحروسة اللواتي شاركنا على مر العصور والأزمان في صنع نهضة هذا البلد، بنات مصر اللواتي احتضنت ارحامهن رجالا صنعوا التاريخ وشكلوا بعلمهم وعبقريتهم وجدان هذا الشعب العظيم. ولكن ولأن لكل قاعدة شواذ انجبت احدهن شيطانا في صورة إنسان ضرب بكل الأعراف والقوانين والأخلاقيات عرض الحائط، وأطلق ترهاته التي يندى لها الجبين وأفكاره المسمومة التي تلقفتها قلوب غلف وضمائر خربة لا تنظر ولا تهتم إلا بمصالحها الشخصية الضيفة، دون النظر أو حتى التفَكُر في أبعاد أو تأثير تلك الترهات الشيطانية على شخصية المصريين في الداخل والخارج،
 إن الأمر لمحزن حقا خاصة أنه لا يتوقف عند ترهات هذا الشيطان أو ذاك، بل يتعدى ذلك بكثير ليصل إلى وجود آذانا صاغية تعمل على ترسيخ العديد من المفاهيم التي تسئ للمصريين في محاولة منها لتشويه ثورة شباب مصر الجميل، الثورة التي تناولها المراقبون في إنحاء العالم بكثير من الإجلال والتقدير، بينما يظهر من بين أبناء جلدتنا منْ يسفهها ويقلل من أهميتها بدلا من أن يخضعها ويُخضع كل الظروف المحيطة بها إلى الدراسة والتحليل، والوقوف على نهج وتفكير شبابنا المتطلع إلى اللحاق بركب الإنسانية، والطامح لأن يعامل في بلده بكرامة وإنسانية، إن ترهات هذا الشيطان لا تسيء فقط لفتياتنا ونسائنا الذين نزلوا إلى الميدان ليشاركوا في المطالبة باسترداد الكرامة، وإنما تسئ كذلك لكل فتاه أو أمرآة ممن يطلقون عليهن الغالبية الصامتة، أيضا تسئ لبنات وفتيات كل من وقف صامتا ومتفرجا على مهزلة الترهات وما يتبعها من إجراءات وذلك وفق النظرة العامة للأمور، فلم ينظر الغرب على سبيل المثال إلى ثورة مصر على انها ثورة شباب عاني كثيرا من القهر والظلم والاستبداد وضياع العدالة الاجتماعية، ولم يفرق الغرب في نظرته للأمور بين فقير وغنى وشاب وكهل كان يشارك في مظاهرات ميدان التحرير، وبالتالي فلن يفرق بين أبنه قائد عسكري أو لواء أو وزير سابق من نظام فاسد أو ابنه ممن يطلقون على أنفسهم أسماء ما أنزل الله بها من سلطان، وبين مجموعة من الشباب الحر المتطلع إلى غد أفضل،
 
 فالنظرة إلى الأمور واحدة، وبالتالي كان على شيطان العذرية أن يطالب بالكشف عن كل بنات مصر، وفي مقدمتهن فتيات وبنات أبناء الطبقة المخملية أو الطبقة الإقطاعية التي حكمت مصر الثلاثين عاما الأخيرة، ولنرى وقتها كيف ستتصرف تلك الطبقة، وما هو رد فعل العسكر في بعض الأمور التي تشينهم وتلامس كرامتهم. كان حرى بهؤلاء العسكر الذين نسوا أنهم من تراب مصر المحروسة المعجون بالدين ( الإسلامي ـ المسيحي ) وبالقيم والعادات والتقاليد القَيمة أن يبحثوا عن شيطان العذرية، وان يذيقانه صنوف العذاب حتى لا يتجرا أحدا بعدما بالمساس لكرامة فتياتنا ونسائنا، ولكن هيهات، هيهات في ظل فكر عقيم لا زال قائما ولا زال يدير مصر المحروسة .