fiogf49gjkf0d
طيب!!!
المقال الأخير
..بين «فهمتكم الآن فهمتكم».. لـ (بن علي) الهارب، و«خلوهم يتسلوا» لمبارك المخلوع، و«زنقة.. زنقة» للقذافي المقتول، و«سأرحل» لعلي صالح المحروق.. مر بنا أعجب الاعوام في تاريخ أمتنا العربية.
..ساعات ويودعنا عام 2011 الذي اعتقد انه دخل التاريخ، وموسوعة «جينيس ريكورد» راحلا غير مأسوف عليه، في 2011 انفجرت احداث ثورة 25 يناير العظيمة، ولكن لو عدنا بالذاكرة للدقائق الاولى من هذا العام لوجدنا ان مصر استقبلته بحمام دم نجم عن تفجير كنيسة القديسين بالاسكندرية، ونجحت ثورة «الياسمين» في تونس، وفر الرئيس السابق زين العابدين بن علي ليلجأ الى المملكة العربية السعودية، بعد ان لفت طائرته الرئاسية، السبع لفات فوق اجواء ايطاليا وفرنسا ومالطا ومصر، ورفض الجميع استقباله، فاحتوت ازمته الشهامة السعودية.
وبعد مقاومة 18 يوما «تخلى» الرئيس السابق مبارك عن صلاحياته الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة، بدلا من الانتقال الطبيعي للسلطة الى رئيس مجلس الشعب، او رئيس المحكمة الدستورية العليا، ليدخل مصر، ويدخلنا في نفق لم نخرج منه حتى اليوم، بعد مرور عام الا بضعة ايام على الثورة المباركة، وبدأت محاكمات مبارك ونجليه، و«بعض» من اركان حكمه، لكنها لم تنته حتى يومنا هذا، وكان أهم ما تحقق من اهداف الثورة بدء انتخابات على قدر معقول من الحرية والنزاهة، نبارك فيها لمن يأتي به صندوق الانتخابات، لكن سيل الدماء لم ينقطع حتى الآن.
..وكان ثالث الزعماء الساقطين، الرئيس الليبي معمر القذافي الذي قتل من قتل من ابناء شعبه، قبل ان يقتله الثوار الليبيون عقب «استخراجه» من «ماسورة» تصريف لمياه الامطار، واهانته اهانة بالغة وصلت لحد الاعتداء الجنسي قبل ان يطلقوا عليه رصاصة الرحمة في مشهد يذكر باخراج صدام حسين من الحفرة الشهيرة، وبمصرع ابنيه عدي وقصي.
..وشهدت اليمن خلال هذا العام ثورة عارمة، وسال فيها العديد من دماء ابناء الشعب اليمني، وجرت محاولة لاغتيال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بتفجير أحرق وجهه ويديه، واجزاء كبيرة من جسده، ودخل صالح في مفاوضات – مازالت لم تحسم بعد – ربما تنتهي به الى اللجوء للمنفى الاختياري حقنا للدماء.
ورغم ان «الربيع العربي» لم يمر على السودان، الا انه لم يسلم من «سكين» التمزيق، فقد شهد2011 انفصال الجنوب عن الشمال، والامور بين الشقين غير مبشرة بخير حتى نهاية العام على الاقل.
..اما سورية العروبة، فمازال الوضع متأزما بين مجازر يؤكد وقوعها الثوار في حمص وحماة وما حولهما، وينفيها النظام الذي يدافع عن وجوده بضراوة، وسط محاولات لانقاذ ما يمكن انقاذه.. لان سورية ليست تونس، ولا مصر ولا اليمن ولا ليبيا!
..وسارع حكام دول الخليج العربي لمساعدة البحرين في عبور الازمة الكبيرة التي مرت بها، والمظاهرات المتتالية التي اوقعت الضحايا، حتى استقرت الامور الآن وهدأت النفوس.
.. والى البعض من قرائي الذين فرحوا بعنوان المقال وظنوا انه «مقالي الأخير» قبل «الرحيل» عن عالم الكتابة، اقول لهم..ابداً «فهمتكم.. فهمتكم الآن فهمتكم»، ووراكم وراكم بيت بيت وزنقة زنقة.. حتى دون ان ادعي انني صاحب «المقالة الجوية الاولى» أو ازعم انني الكاتب «الضرورة».. كأغلب قادتنا العرب!
وحفظ الله مصر وشعبها وشعوب العرب والمسلمين أجمعين من كل مكروه.. ووقاهم شر الحكام الذين لا يتقون الله في شعوبهم.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66
«لم أكن أنتوي»
قالها ثم نامْ
- لم أكن أرتجي
أنزوي أو أُضَامْ
أو أضم الجناح بركن بعيد
لأن الصباح استراح..
بكف الظلامْ
لم أعد أنتوي
أن أكفّ الكلامْ
غير ان «الحُسامْ»
يبتغي ان نقول..
لهذي البلاد التي لا تنامْ
سَنةً من غرام
سِنةً من سلام
رغم أنف الإمامْ
سيظلُّ اليراع..
فوق هذا الدجى
حلمنا المرتجى..
رغم هذا الحُطامْ
قفزةً للأمامْ
مختار عيسى (يوميات يناير)