fiogf49gjkf0d
 
لم أشعر بالدهشة أوالاستغراب وأنا أقرأ خبر العثور على  20 طن ذهب و80 مليون يورو مدفونة في الصحراء الليبية بمدينة «زلة» الجنوبية، فيبدو أنني تعودت على هذه السلوكيات «المريضة» من حكامنا الأشاوس، من قضى عليه شعبه منهم، ومن ينتظر.
ويبدو أن على «دول الربيع العربي» أن تخضع رؤساءها الجدد لاختبارات نفسية مكثفة قبل تولي كرسي الرئاسة - مع التأكد ان قاعدة الكرسي «تيفال» فرنسي أصلي -  ثم اجبارهم على توقيع تعهد بقبول العرض على «كونسلتو» أطباء نفسيين كل ثلاثة شهور على الأكثر، للتأكد من عدم إصابتهم بأية اعراض لأمراض نفسية، من تلك الأنواع الوبائية المنتشرة بين هذه النوعية من الحكام، والتي تؤدي لهلاوس سمعية وبصرية، وذهانية حادة، تجعلهم - اللهم احفظنا - لا يستمعون إلا لنصائح المنافقين، ولا يستوعبون إلا كلام «أغوات البلاط»، و«طواشي» السلاطين، ولا يفهمون إلا تعليقات مضحكي الملوك، وكذابي «الزفة»، ولا يرون إلا أنهم الرؤساء الضرورة والقادة الذين لا غنى عنهم لبقاء شعوبهم، والزعماء الخالدون الذين يدور الكون حولهم، وتبدأ الخليقة بمولدهم السعيد، وتقوم القيامة بمماتهم حيث لا يجوز للأرض أن تدور بعد رفع أرواحهم الطاهرة إلى الرفيق الأعلى.
وعودة لأطنان ذهب القذافي العشرين، وملايين يوروهاته الثمانين، فالرجل الآن بين يدي الرحمن، لكنه ذكرنا بصديقه- الذي ينتظر قضاء الله – رئيس تونس السابق زين العابدين، وكنزه الخفي الذي اكتشف في تلك الخزانة السحرية داخل جدار قصر «سيدي الظريف بضاحية سيد بوسعيد المحاذية لقرطاج، وكيف كانت اشعاعات أطقم الألماس تنعكس على عيون المشاهدين المصدومين، لحجم الكنز المخفي، الذي ضم إلى جانب الألماس والذهب أكثر من 36 مليون دولار أمريكي من العملات المختلفة، في بلد كان نصيب الفرد فيه من الناتج المحلي الإجمالي لا يتجاوز عشرة دولارات في اليوم الواحد.
أما سابقهما القائد الركن.. والزعيم الضرورة.. وحامي بوابة العرب الشرقية، صاحب الـ99 لقبا واسما والذي كان آخرها «فأر الحفرة»، وأقصد الرئيس العراقي المشنوق صدام حسين الذي عثر عليه الجنود الأمريكان الذين سحبوه من جحر الفأر الذي كان فيه على 750 ألف دولار نقدا في صندوق معه غير مبالغ خيالية تم العثور عليها في صناديق وحقائب مدفونة في «خرابات» وبقع صحراوية تجاوزت الملياري دولار، وهذا ما أعلنت عنه السلطات المتعددة التي تعاقبت على إدارة «جمهورية الرعب» الشهيرة بالعراق بعد سقوط صدام، تلك الإدارات التي لم يسلم بعضها من شبهة «اخفاء» بضع مئات من الملايين دون تسليمها!.. وحتى الآن لم تعرف الجهات التي وضعت يدها على مئات الملايين من الأموال السائلة، التي تعود في الأصل للشعب العراقي «المكبوت» أيام حكم صدام، و«المطحون» أيام سيطرة الأمريكان، و«المقتول» بعد انسحابهم!
لن أطيل عليكم.. لكنها «سيكلوجية» الطغاة لا تتغير، وسلوكياتهم المشوهة لا تتبدل، يتساوى في ذلك القذافي، وصدام، وبن علي، ونيكولاي شاوشيسكو الذي بنى لنفسه ثاني أكبر مبنى في العالم – بعد البنتاجون – بتكلفة 3 مليارات يورو، قبل أن يقتله شعبه مع زوجته بالرصاص، وفرديناند ماركوس الذي ضبط مسؤولو الجمارك الأمريكيون معه 24 حقيبة مليئة بالألماس والذهب والمجوهرات وشهادات للخزانة بمليارات الدولارات.
وسوف يكشف التاريخ أن «المخلوع» لا يختلف عنهم وان كان من حوله أكثر ذكاء واحتياطا من سابقيهم، لكن الزمن وحده سيزيح الغطاء عن كل شيء،.. فلننتظر.. ونشاهد.. ربما نتعلم.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66