fiogf49gjkf0d

نعم.. فليسقط حكم العسكر.. نعم المجلس العسكري متباطيء وربما متواطيء.. نعم تصرفات المجلس تنم عن جهل وربما محاولات لإفشال تحقيق أهداف الثورة.. نعم لابد وأن نثور على المجلس وأن لا نجعله يحتكر السلطة ربما لسنوات طويلة.. ولكن فلنحكم العقل والمنطق.. والضمير.. والوطنية.
من هم ثوار مصر؟؟ هل حمزاوي ومن على شاكلته هم من تصدوا لقمع مبارك.. هل اسحاق هو المتحدث الرسمي باسم الشعب  المصري كله.. هل ضمير الأمة هو النجار الذي لم نره إلا بعد الثورة؟؟ من هم الثوار؟؟ ومن هم مفجري الثورة.. نحن نعرف منهم محمد البرادعي.. ووائل غنيم الذي وصفه من يدعون أنهم الثوار بالماسونية.. ولا ننكر جهود اسحاق في كفاية لكنه ليس المتحدث باسم الشعب ولم يحصل على شرعية وغالبية بدليل الانتخابات الأخيرة.
من قادوا الثورة وكانوا دروعا في مقدمتها نعرف منهم المختفي حمدي قنديل.. والمنزوي عمار الشريعي.. والذي اصابه جنون الثأر ممدوح حمزة.. ومن تصدوا بصدورهم لبلطجة مبارك والعادلي في يوم موقعة الجمل الفاصلة ويطلق عليهم الاخوان.. وكان الشعب كله ثائرا ضد الظلم والفساد.. فكان الشعب كله ثوار باستثناء المقربين جدا والمنتفعين بحق أمثال ساويرس الذي تلون وتحول بسرعة رهيبة كالبرق عندما استشعر بذكاء يحسد عليه بأن النظام اصبح في خبر كان والنصر للشعب والثورة.
ما يحدث في مصر الآن يجب أن نفكر فيه بتعقل.. وما يحدث في مصر الآن سببه صاحب الكوارث الكبرى وهو المجلس العسكري.. وما يحدث في مصر الآن سببه إما تعمد خراب مصر أو الجهل وكلاهما جريمة تستحق أشد أنواع العقاب.
ما يحدث في مصر الآن سببه البلطجية.. وأطفال الشوارع.. ومن سرقوا الثورة وركبوا عليها ولقبوا أنفسهم بالنخبة.. وهم نخبة المنافقين المتمصلحين.. ما يحدث في مصر الآن سببه الثوار المتخاذلين عن الدفاع عن مصر وممتلكات الشعب ومنشآت الدولة.. ما يحدث في مصر الآن سببه أنا وأنت وكل المصريين بسكوتنا عن مناصرة المنطق والعقل.
لقد كنت إلى وقت قريب وقبل بداية المرحلة الأولى من الانتخابات بأيام أطالب بتأجيل الانتخابات ورحيل العسكري.. وكنت مع الثوار فيما يقومون به في شارع محمد محمود وألعن كل من يتعرض لهم.. لأن أفعال المجلس العسكري وتخاذله في نصرة الثورة وأهدافها كان واضحا.. وتركه للفلول يرتعون أمر يدعو للقلق والريبة.. وحتى بعد خطاب المشير الشهير وإعلانه عن اجراء الانتخابات في موعدها وتسليم السلطة لرئيس منتخب قبل نهاية يونيو كنت ولازلت ساخط على المجلس وأفعاله وإخماده لروح الثورة والحب تلك الروح التي كانت تعم بين المصريين في يناير.. لكن علينا أن نقرأ وأن نعي ونفهم ونخطط.
نعلم أن هناك من يدعون بأنهم فاهمون وواعون ويعتقدون أن معارضتهم على طول الخط تعني بطولة.. لكن إذا لم يفهم هؤلاء وجوب احترام الآراء الأخرى فأعتقد أن كثيرون وأنا منهم نستطيع الرد عليهم بنفس الاساليب التي يمارسونها ونفعل كما يفعلون.. ولكن مصر هي الأهم والابقى والغاية.
هل فسر لي النخبة الجاهلة ما الهدف من الفوضى في الوقت الحالي.. وهل شرح لي من يدعون بأنهم صانعوا الثورة كيف ستسير الأمور الآن بالشكل الذي يريدونه وبرحيل العسكري الفوري وكيف ستنضبط الأوضاع في مصر في ظل انفلات أخلاقي وأمني وعدم احترام للرأي الآخر والاصرار على تنفيذ أي مطلب لأي شخص نام فحلم فاراد أن يفسر حلمه وعلى هواه.
البعض يريد رحيل العسكري الآن ونحن في مرحلة دقيقة تجرى فيها الانتخابات والمشاحنات على اشدها بين الاسلامين والاسلاميين والاسلاميين والليبرايين والعلمانيين والموحدين والكل يضرب في الكل فمن سيُسمح له أن يكون رئيسا من اختيار نخبة طامعة أو من هذا الذي سنثق فيه ويجمع عليه الشعب.
لقد فُرض علينا المجلس العسكري.. ومن الصعب أن نقبل أو يقبل قلة منا برئيس مختار وليس منتخب.. فالمسيحيين مثلا لن يقبلوا بحازم أبوإسماعيل رئيسا.. والإسلاميين لن يقبلوا برئيس ليس على هواهم.. وحركة 26 ديسمبر التي سوف أطلقها من باب الدعابة بعد يومين لن ترضى باقل من أنور السادات رئيسا.. فعلى من سنتفق في ظل هذا الصراع.
البلد تسير الآن في الاتجاه نحو الاستقرار.. والانتخابات في طريقها للنهاية لتأتي انتخابات الشورى ثم الدستور فالرئيس الجديد (الله يعينه).. فلماذا هذا الإصرار على المليونيات والتشاحن.
علينا أن ننتظر خصوصا وأن الأمور تسير في مسارها.. علينا أن نختار الرئيس بأغلبية ونرضى به حبا في الديقراطية وليس فيه.. وعلينا أن ننتبه لعملنا وأن لا ندع الأمور تنفلت أكثر مما هي عليه.
الثوار لم يخربوا أو يحرقوا ولكنهم مهدوا الطريق لاصحاب المطامع فلماذا يصر بعض الشرفاء على التأزيم والتصعيد والتشاحن الذي لن يفيد وضرره أكثر من نفعه بمراحل؟!
من يحب مصر.. لا يخرب ولا يدمر.. ولا يسمح للبلطجية بأن يجدوا المناخ المناسب لهم للتخريب والترويع ولإحداث الفتنة لتنفيذ أي أجندات سواء من أعضاء الحزب المنحل أو مخططات لدول عربية ككقطر أو أجنبية كأمريكا.
عشنا وشفنا قطر.. قطر.. أي والله قطر.. تتدخل في شؤون مصر.. تخيلوا.. قطر!! بسبب من.. بسببنا نحن.. الثائر الحق من يؤجل ثورته من أجل الصالح العام.. والثائر الحق من يكظم غيظه.. وينتظر إلى أن يحين الوقت المناسب ليثور.. فلتسقط جميع المليونيات بعد اليوم طالما أنها لن تزيدنا إلا فرقة وتشرذما.. وليكن موعدنا في المليونية القادمة بعد يونيو إن لم يلتزم العسكري بوعوده.. ولنعمل وبجد وإخلاص وبمجهود مضاعف حتى نؤكد لأنفسنا - لا يهمنا العالم - بأننا نستحق ثورة 25 يناير.. وانها لم تأت من فراغ وإنما كانت بإخلاص هذا الشعب بعد مشيئة الله ومساندته عز وجل لنا في هذه الثورة التي حماها ملائكة الله.. فهل نتعقل ونصبر وننتظر ونكون واعين للمسؤولية التي اصبحت على عاتق كل مصري.
من يقال عنهم النخبة أثبتوا أنهم ليسوا سوى بعض المتمصلحين جاءتهم الفرصة ليظهروا عبر وسائل الإعلام ليصبحوا أشهر من مرفت أمين ونور الشريف كما قال الصحفي المحترم عصام العبيدي.. ومن ادعوا أنهم ثوار وأصروا على خراب مصر هم بحق بلطجية.. الثوار المحترمون غادروا الميدان.. من زمان.. بعدما تصدر المشهد الباعة الجائلين والبلطجية ليصبحوا ممثلوا الثورة والمتحدثين بإسمها.. لقد أصبحت الائتلافات والحركات والتيارات والتنسيقيات الثورية أكثر من الهم على القلب.. منهم الثائر الحق المخلص.. ومنهم من يرتدي رداء الثائر ليحصد الغنائم.. فهل نهدأ لنفرز الطيب من الخبيث؟
على الجميع التزام الهدوء والعمل بهمة ومن أجل مصر.. إلى أن يتخاذل العسكري من جديد ويتراجع عن تسليم السلطة فنعود له بكل قوة في التحرير وكل الميادين ولا نغادر الا بعد ان يغادر.. أما ما يحدث الآن فهو دعم للبلطجة.. وتشجيع للقلة المندسة واللهو الخفي.. ونخلق المناخ المناسب ليندس بين الثوار النطيحة والمتردية واصحاب الأهداف المسمومة.. بل إننا نشجع العسكري على أن يبقى ونخلق له ذريعة مناسبة.. بل ونجعل كثير من المواطنين يتعاطفون مع العسكري أكثر وأكثر وفي النهاية يظل يحكم بحكم الأغلبية المطلقة.  
ليتنا نفهم ونعي ولا نصر على أن رأينا صحيح دون تفكير في الرأي الآخر.. ليتنا نفهم حتى لا نجد أنفسنا في النهاية نترحم على حكم المخلوع وولده ونصبح نتمنى أن يأتي جمال ليحكمنا من جديد.. نتمنى أن لايأتي اليوم الذي نقول فيه.. آسفين فعلا ياريس.