fiogf49gjkf0d
 
 
المشهد الذي يصوره الإعلام الآن أن مصر قد انقسمت الى معسكرين:
التحرير الذي يمثل ثورة  25 يناير، ويرفض استمرار حكم المجلس العسكري للبلاد، ويطالبه بالتخلي عن السلطة لمجلس مدني أو عسكري - مدني مشترك، ومحاكمة المتسببين في قتل المعتصمين والاعتداء عليهم.
ومعسكر العباسية - نسبة للميدان وليس المشفى الشهير الخاص بالأمراض النفسية والعصبية - والذي يقوده مرشح الرئاسة الأقل حظاً دكتور توفيق عكاشة، والذي يطالب باستمرار المجلس العسكري، ووصل بهم الأمر أمس الى الهتاف «بالروح بالدم نفديك يا مبارك»!! في مظاهرة عنوانها «لا للتخريب».
فهل هذه الصورة، وبهذه الحدة هي حقيقة الأمر؟ وهل فعلا اتسعت شقة الخلاف الى حد التضاد الكامل؟ والوقوف على شفا «حرب أهلية» يتمناها الكارهون، ويشفق علينا من تبعاتها العقلاء والمحبون؟
دعونا ننحي جانبا نقاط الخلاف، وننظر الى القواسم المشتركة بين «التحرير» و«العباسية» حتى نصل الى ما يشبه الارضية المشتركة لإعادة توحيد شعب مصر العظيم، الذي - في رأيي المتواضع - يراد له أن يظهر بمظهر المنقسم على نفسه، وهو في واقع الأمر ليس كذلك، ولنستعرض معاً بعض الأسئلة البسيطة التي – ربما – توصلنا اجاباتها إلى هذه الأرضية المشتركة.
-1 هل يشجب أو يستنكر أو يعارض تجمع «العباسية» قيام ثورة 25 يناير أساساً؟
< الإجابة في رأيي: لا، بل خرج أبناء أحياء القاهرة القديمة وضواحيها مؤيدين للثورة ومشاركين فيها منذ أيامها الأولى.
-2 هل تعترض «العباسية» على محاكمة مبارك وكل من أفسد في عهده؟ برغم الهتاف المفجع.
< الإجابة أيضاً.. لا أعتقد أبداً، ولكن المصريين شعب «طيب» جبل على احترام الكبير سناً، ولم يعتد طوال عقود طويلة على محاسبة قادته ورؤسائه، وقد لعب الرئيس المخلوع، و«الديب» الأريب، ومستشارو السوء على هذا الوتر،.. الراجل كبير، الارتجاف الأذيني، «السيئة» الأولى و«ننوس عين أمه» هما السبب، وما إلى ذلك من لعب بالمشاعر والعواطف، ولكن الطبقات المتوسطة وما دونها من طبقات المجتمع هي الأكثر تضرراً من مبارك ونظامه على الاطلاق، وبرغم هتافهم بالروح بالدم نفديك يا مبارك، وهو هتاف كنا نظنه «انقرض» إلى غير عودة، إلا أنهم عند المناقشة تجدهم مع محاكمة عادلة لمبارك ولجميع رموز الفساد.
-3 هل ترغب «العباسية» في استمرار حكم العسكر للأبد؟ وهل يرغب «التحرير» في تركه للسلطة فوراً؟
- الإجابة في الحالتين «لا» برغم بعض المزايدات من الطرفين فالعباسية مع إبقاء الأمور على ما هي عليه حتى 30 يونيو الموعد المعلن لتسليم السلطة للرئيس المنتخب، و«التحرير» يعلم جيدا استحالة التخلي الفوري عن السلطة حتى لا تسقط الدولة، وهو ما لا يريده أحد، ولا يقبل به مصري شريف لا في التحرير، ولا في العباسية.
ويضغط «التحرير» للإسراع بعملية نقل السلطة، خاصة بعد التجاوزات التي حدثت كنتيجة طبيعية لعوامل كثيرة، منها: وجود مؤامرات خارجية مؤكدة، وفلول داخلية لا مراء فيها، وبلطجية صنعهم النظام، وأطفال شوارع هم الآن شباب ورجال ونساء شوارع أيضا بحكم السن، .. وأيضا لعدم تأهل العسكريين في الجيش للتعامل مع المدنيين، وهو ما لا يعيبهم، بل يدين من وضعهم في هذا المأزق الحرج.
-4 هل يختلف «التحرير» و«العباسية» على احترام الجيش؟
- الإجابة أيضا لا، مطلقا فالجيش المصري العظيم هو درع مصر وحامي حدودها، وقاهر اعدائها، ولا يوجد مصري شريف يشك في ولاء الجيش لمصر.
لكن دور الجيش وقياداته هو حماية البلاد لا حكمها.. هكذا ببساطة، وقد اعترف لواءاته بحدوث تجاوزات لابد أن يحاكم مرتكبوها، بل ويجري التحقيق فيها فعلا.
.. المسألة إذاً تحتاج لكثير من الهدوء والحكمة، فكما أنه لا يوجد مصري يقبل ما حدث لبناتنا وشبابنا من تجاوز، ايضا لا نقبل ان يتم «إيقاف حال» البلد بالاعتصامات والمليونيات، مع ما يقوم به المندسون والبلطجية بغض النظر عن دوافعهم.. ودافعيهم.. والدافعين لهم!! لكن الكوارث تحدث كل مرة.
.. يجب على الجميع الاحتكام لصوت العقل، والاعتراف بالأخطاء، والبعد عن «العناد» الذي سيلقي بمصر الى مصير نندم عليه جميعا.. «تحرير» و«عباسية».
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء، وحماها من كيد الكائدين.. وشر المتربصين.. وشماتة الشامتين.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66
 
اتفاقي أو اختلافي
مش قصيدة مدح
في وقت التصافي
أو تعافي ع الخلايق
أو هجاء للخصم،
أو ذم الخليفة
الحقيقهْ إن جوه الحاله سوس
قام بينخر في النفوس
اللي أفكاره فلوس
واللي بيفكر يدوس
واللي بيقاوم رحيله
واللي مستني الجلوس
واللي واخد الدين عبايه
يعلن الزهد ف خطابه
خلف بابه يجر روس
اختلافي أواتفاقي
مش هيبعد همّي عني
أو يخليني أغني
غصب عني..
اللي صاير في المداين
خد سفاين صبري مني
سابني باغرق..
جوه حاله فيها سوس
م اللي بيقاوم رحيله
واللي مستني الجلوس!
 
مختار عيسى (يوميات يناير)