fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
اختفاء 236 «بليار»
 
 
.. في البداية شككت في قدرتي السمعية، وظننت ان محدثي.. المحرر «الشامي» الشاب في قسم الاقتصاد باحدى الصحف الخليجية يقول «مليار» دولار بطريقة مدغمة،.. ومع تكرار اللفظ في حواره تأكدت انه يقولها «بليار» بباء واضحة غير مخففة ابدا، فحاولت ان استخدم اللباقة والكياسة، وأرددها على مسامعه مرة «مليار» واخرى «بليون» لعله يرتدع أو ينتبه، واخونا مُصِر على تكرارها «بليار»، ضاغطا بشدة على حرف الباء، وكأنه يصححها لي، فنفد صبري، وكاشفته بانه يقصد ألف مليون وليس «بليار» التي نادرا ما تستخدم الا في علم الفلك، حيث تعني واحدا صحيحا وأمامه 15 صفرا، ويسمى ايضا «كوادريليون»، أما المليار فتعني الف مليون وهي نفسها البليون، وان كان الانجليز القدامى يجعلون امام البليون 12 صفرا، الا ان ذلك لم يعد يستخدم الآن، واصبح المتعارف عليه ان المليار والبليون كلاهما بنفس القيمة أي واحد صحيح وأمامه 9 اصفار أو ألف مليون.
تذكرت هذه المحادثة.. وأنا أشاهد وزيرة الشؤون الاجتماعية والتأمينات السابقة د.ميرفت التلاوي – والتي كانت أول سيدة عربية تشغل منصب وكيل الأمين العام للامم المتحدة والمدير التنفيذي لمنظمة الايسكوا – وهي تفصح على الملأ عن سرقة حكومة عاطف عبيد، ووزير المالية الجهبذ د.يوسف بطرس غالي لمئات «المليارات» من اموال اصحاب المعاشات والموظفين الغلابة، والمعروفة بـ«التأمينات الاجتماعية». ميرفت التلاوي حسب ما أذكر كان لها موقف مشرف أدى لاستبعادها من حكومة د.عبيد عام 1999. بعد ان تقدمت باستقالتها مرتين احتجاجاً على عدم ادراج موضوع «التأمينات والضمانات الاجتماعية» على جدول مجلس الوزراء إبان مشاركتها في حكومة د.كمال الجنزوري 1999/1997.
ميرفت التلاوي كشفت في لقاء تلفزيوني انه عند اقصائها من الوزارة كانت اموال التأمينات اكثر من 400 مليار جنيه، و اصبحت عام 2006 حوالي 436 مليار جنيه (436 ألف مليون جنيه مصري) أي قرابة 73 مليار دولار أمريكي، وتضيف د.التلاوي أن يوسف بطرس غالي ضم اموال التأمينات الى وزارة المالية، ولا يعترف الآن الا بمبلغ 200 مليار جنيه فقط في شكل «صك» لدى البنك المركزي، وادخلها الميزانية، أما المبلغ الباقي والبالغ 236 مليار جنيه مصري أي حوالي (40 مليار دولار) فقد اختفى ولا يعترف به أحد، وينكر الجميع وجوده! ودعت د.التلاوي رئيس الحكومة الجديدة د.كمال الجنزوري الى سرعة التحقيق في الموضوع لاستعادة هذا المبلغ الضخم. ينتهي كلام د.التلاوي.
الملاحظة الأولى: أن الرقمين 436 مليار جنيه، والــ 236 مليارا يعادلان 70 و40 مليار دولار على التوالي، وهما نفس الرقمين اللذين اشارت التقديرات الى ان ثروة المخلوع و«ننوسين» عين امهما، تتراوح بينهما.
الملاحظة الثانية: هل يمكن ربط هذا المبلغ الضخم بالصفقة التي اراد ان يعقدها «الغالي» مع الحكومة بارشادنا عن مكان وطريقة استعادة هذه الاموال مقابل اعتباره شاهد ملك وعدم محاكمته؟
الملاحظة الثالثة: مرتبطة بالثانية حيث ان يوسف بطرس غالي شخصيا في الفترة بين 1999/1997، تبنى مع صديقه مدير مصرف سيتي بنك (نيويورك) فكرة «استثمار» 200 مليون جنيه من اموال التأمينات في الخارج، ورفضت وزيرة التأمينات ميرفت التلاوي فكرة خروج المبلغ من مصر،.. فهل نجح «الغالي» في تنفيذ فكرته «العبقرية» بعد الاطاحة بالدكتورة وإلغاء وزارتها برمتها؟.. وباسم من تم وضع الاموال في الخارج؟!!
وهل سننتظر حتى يختفي يوسف بطرس غالي، أو يسقط «سهوا» من شرفة «عمارة لندن» الشهيرة، ويذهب سره معه، ثم نبكي، ونندم حيث لا ينفع الندم؟!
ألا يستحق الامر تشكيل لجنة موثوق بها تذهب الى «جحر» «الغالي» ابن الـ…غالي في لندن لفهم واستجلاء حقيقة الأمر؟.. ولا كلهم 40 – 70 «ببببليار دورار» عُمّي.. ويا لله.. فِدانا.. وربنا يعوض على مصر؟! أقولكم.. وصوا لاعبي المنتخب الأولمبي وهم في لندن أن يقابلوا «الغالي».. ويفضلوا يشوطوا فيه لحد ما يعترف خبى فلوس الغلابة فين!!
وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل من سرق قرشا من اموال شعبنا الغلبان وخلانا نمد ايدينا للي يسوى.. واللي ما يسواش.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66
 
 
يسقطُ سهواً
يسقطُ عمداً
الملعوبُ هو الملعوبْ
ضلّ الناهبُ والمنهوبْ
والمسلوبُ كلوح الثلج..
ذاب بحوضٍ لا يرتجّ
قيل القائد صاغ النهجْ:
«ليس لكفن الغالي جيوب»!
والمسحوبُ من المحسوبْ..
حتماً يوماً سوف يؤوبْ
فليسعد مولانا الحارسْ
طبقاً للمرسوم السادسْ
في التوضيح وفي الإلغازْ:
لصٌّ طار بغمضة شعب
جيشٌ حاز الأمر وفاز
بالإيجاز..
«التسليم» هو الإنجاز
 
مختار عيسى (يوميات يناير)