fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
.. وماله وابور الجاز؟
 
.. في أواخر الستينيات بدأ المصريون يتعرفون على الطوابير.. وازدادت حدة الطوابير طولا مع شعار «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، فكانت الاسر الفقيرة والمتوسطة «تقسم» اعضاءها للوقوف في «طوابير» كانت احد المعالم الاساسية للحياة اليومية، خصوصا في الاحياء الشعبية بقاهرة المعز، فهناك من يقف في طابور الجمعية التعاونية الشهير بطابور «الفراخ واللحمة».. وهناك من يذهب الى طابور الجمعية الفئوية التابع لها، مدرس.. محام.. ضابط.. مهندس، حيث بدأت النقابات والجمعيات الفئوية في لعب دور مميز لتوفير الحاجات الاساسية لمساعدة اعضائها، وهذا طبعا غير «طابور» بطاقة التموين الشهيرة أول كل شهر لصرف الاحتياجات الاساسية من سكر وشاي وزيت وأرز، وفي وقت ما كانت هناك كوبونات للجاز.. لزوم «وابور الجاز».. ولمن لا يعرفه من الجيل الجديد عليه ان يجرب متعة مشاهدة فيلم «لعبة الست» للراحل الرائع نجيب الريحاني الذي لعب فيه دور حسن أبوطبق الشهير بـ«حسن وابور الجاز»، ليعرف ما هو وابور الجاز. ثم بدأت الطوابير.. تطول.. وتنتشر.. وتتغلل.. وتستمر.. وتتوسع.. وتتغول حتى اصبح الانسان المصري الحديث يقضي «السواد» الاعظم من حياته، واقفا في طابور ما.
.. حتى جاء عصر «المخلوع» فعرفنا طوابير العيش، واصبحت جزءاً أساسيا من الحياة اليومية للمصري المطحون، وبدأنا نسمع عن فلان الذي نفذ فيه أمر الله وفاضت روحه وهو واقف في طابور العيش، وفلان الذي قتل فلاناً لمحاولته اخذ دوره في الطابور، وفلانة التي – لا مؤاخذة – داهمتها آلام الولادة قبل ان تصل الى شباك مركز البيع بـ«نفرين بس» بعد ان تحملت ما لا يطاق حتى لا تترك الطابور، ويضيع عليها الدور!
حتى وصلنا الى طوابير انبوبة البوتاجاز التي تحولت الى «لغز الالغاز» الذي قد يتطلب تحضير روح الاقتصادي الالماني العظيم «لودفيج ايرهارد» الوزير الذي انقذ اقتصاد بلاده بعد الحرب العالمية الثانية.. ربما استطاع حل ازمة انابيب البوتاجاز!!
وطبعا لا ننسى ان طابور التصويت هو الاستثناء الوحيد الذي طالما تمنيناه وسعينا اليه، بعد كل هذه الطوابير «المهينة».
وهنا أذكر الحكمة المتكررة التي صاغها المصريون في نكتة تقول: «ان مبارك اراد ان يختبر قدرة ننوس عين امه جيمي على ادارة البلاد بعد التوريث، فأتى بقفصين يحويان دجاجا وديوكا، ووضع واحدا امامه والآخر امام جيمي، وطلب منه ان يفتح القفص الذي امامه فانطلقت الديوك والدجاج تصيح في ارجاء الغرفة، وتعب «المحروس» في جمعها و«السيطرة عليها» بعد ان ناله من اظافرها ومناقيرها ما ناله.
ثم فتح المخلوع العجوز القفص الذي امامه فلم تتحرك فيه دجاجة.. ولم ينبس ديك ببنت «منقار»! وقبل ان يفتح «جيمي» فمه متسائلا، عاجله المخلوع بحركة مفاجئة امسك فيها القفص الآخر، واخذ يهزه بعنف دقائق طويلة حتى بلغ التعب بالدجاج والديوك مبلغه، ففتح باب القفص ليجد «جيمي» دجاجه وديوكه اصبحت لا تهش ولا تنش!
.. أقول لحكومة الجنزوري.. وللمجلس العسكري الموقر ان الديوك والدجاج حطموا القفص، وأحرقوا عيدانه، ولن تنفع معهم طوابير انابيب بوتاجاز.. وماله وابور الجاز!!.. ومحلاه «الكانون»!
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66
 
جازَ يجوزُ
حازَ يحوزُ
فمن سيفوزُ بكعك العيد؛
ومن سيلوذُ بقاع الحلم؟
خار يخورُ
وقف الجالسْ
جلس الواقف.
ذُلّ «العاذرُ» والمعذورْ.
الطابورُ هو الطابورْ
والقانون على «التنورْ»
يا سيدنا..
أنت القاهرُ، والمقهورْ
أنت الشاطرُ، والمشطورْ
يا سيدنا..
كيف تمرُّ الريحُ جوارك لا تهتم
كيف يفرّ اللص أمام الحارس؟
وقف الجالس
جلس الواقف.
ليس تحل اللغزَ مجالس!
 
مختار عيسى (يوميات يناير)