fiogf49gjkf0d
هاتوا لنا بنبون
 
أسئلة كثيرة سنظل نطرحها رغم إدراكنا بعدم جدواها وبعدم وجود من يجيب عليها في ظل الثقافة التي تسود في مصر حاليا والتي يتبناها فيلسوف عصره وعبقري زمانه رئيس وزراء مصر الأسبق صاحب مبدأ ( خليهم في ميدان التحرير ونجيب لهم بنبون ). السؤال الأول الذي نطرحه ويطرحه معنا ملايين من المصريين ينبع من الواقع ويدور حول رؤية العسكر للأمور في مصر، ففي ظل حالة الاحتقان التي يعيشها الشعب منذ سقوط رأس النظام السابق، والعسكر يعيشون كعادتهم في أبراجهم العاجية لا يعرفون ولا يشعرون بالنبض الحقيقي للشعب وتظهر تلك الحقيقة ماثلة للعيان متمثلة في حكومة شرف منزوعة الصلاحيات التي أراد لها العسكر لن تكون ألعوبة وربما أضحوكة الشعب في ظل ترشيح ميدان التحرير لـلدكتور عصام شرف الذي كان عليه أن يتخلى سريعا عن تلك الحكومة ويعود إلى التحرير عندما شعر أنه لا يستطيع في ظل حكم العسكر أن يحقق طموحات الشعب وتطلعاته الطبيعية بعد نحو 30 سنه من القهر والفساد و60 من حكم العسكر، ولكن يبدو أن بريق السلطة خطف بصيره د.عصام وجعله يتخلى عن الميدان الذي رشحه. لتأتي بعد ذلك حكومة د. الجنزوري ـ لسنا معها أو ضدها حتي نرى ماذا ستفعل ، على الرغم من اعتراض ميدان التحرير واعتراض كثير من القوى السياسية في المحروسة على تلك الحكومة ، ولكن العسكر أمروا ، والعسكر قالوا ،والعسكر نفذوا ، كثير من الأمور الأخرى التي تدور في هذا الإطار إذ رفض ميدان التحرير الانتخابات البرلمانية ولكن العسكر قالوا كلمتهم، وأفرزت هذه الانتخابات تيارات بعينها لا نعلم إلى أين تقودنا إذا تحكمت فينا، وإذا مُنح لها حق وضع الدستور. ولان المياه لا تطلع في العالي كما يقولون يبدو أن الإعلام المسموع والمرئي لا يصل إلى الأبراج العاجية التي يسكنها العسكر وبالتالي ياويلتاه هم منفصلون عن الشارع ومنفصلون عن ميدان التحرير وعن ما يجري فيه. يعيشون في أبراجهم العالية ويهيمون في أحلامهم وتطلعاتهم دون الإحساس بما يدور أسفل تلك الأبراج، وكان من المفترض ووفق البيان الأول للعسكر أنهم في اجتماع دائم حتى تزول الغمة وينصلح حال البلاد والعباد، وهذا أول وعد وعدوا به الشعب ولكنه لم يتحقق، وكان من المفترض أن يتكرموا علينا ويمنحونا لحظة شفقة ليدرسوا وهم أصحاب العبقريات الإستراتيجية مطالب الشعب الذي يدعمهم ويضحى من أجلهم بالغالي والنفيس، ولكنهم يعيشون كالعادة في نشوة الكبر والغرور ينزعون الصلاحيات من هذا ويمنحون البركات لذاك دون الاهتمام بمطالب شعب يتطلع لنيل حق بسيط جدا من حقوقه وهو العيش بكرامة في وطنه.
 
اما السؤال الثاني والذي يجب أن نطرحه ويطرحه معنا الملايين لماذا تركوا البلد كل هذه المدة الطويلة دون أن يتخذوا إجراءات حاسمة لعودة الحياة إلى طبيعتها خاصة فيما يتعلق بأمن المواطن، وهو الذين يتشدقون ليل نهار بأننا حمينا الثورة، وبأننا شركاء بها لأننا انحزنا إلى الشعب، ولكن الحقيقة أنهم لم ينحازوا إلى الشعب، لأن الشعب لا يعني لهم شيئا، فإن كان الأمر يعنيهم حقا، وإن كانوا ينظرون إلى الشعب ويهتمون به كانوا اتخذوا خلال الشهور العشرة الماضية خطوات إيجابية عملت على وضع هذا الشعب الطيب والمسكين فوق نقطة الصفر أو نقطة الانطلاق. يا سادة أن العسكر أصحاب المربع الأول وتلميذه، بل هم من صنع رأس النظام الذي كان وربما لا يزال يتشدق بإن المواطن البسيط هو (شغلي الشاغل)، فمن يراجع خطابات الرئيس المخلوع يكتشف أمرين مهمين جدا، أولهما أن معظم تلك الخطابات لم تخلو ولو لمرة واحدة من جملة وكأنها من كتاب المحفوظات الخاص بطلبة الصف الخامس الابتدائي ( أنني انحاز إلى المواطن الفقير وأدعو الحكومة إلى التخفيف عنه )، أما الجملة الثانية والتي يبدو انه استقاها من أحد قصص وروايات ثلاثية باب الحارة ( أجيب لكم منين ؟)، وهنا يتجلى التناقض بعينه، التناقض في انحياز الرئيس المخلوع وندعو الله أن يكون مقبورا للمواطن الفقير، وفي الوقت نفسه يقول لنفس المواطن الفقير ( أجيب لكم منين )، والآن ماذا ينتظر من خريجي مدرسة الرئيس المخلوع، وماذا ينتظر من جيل تربي على العناد وتربي على رفض السنن الكونية القاضية بالتغيير، وتكبروا على سنن الله في كونه، إذ كان الرئيس المخلوع ناظر المدرسة يرفض التغيير، ودائما ما كان يقول في خطاباته أنا لا أحب التغيير وكأنه يقارع الله، فماذا تنتظرون من أصحاب هذه المدرسة من العسكر والذين لديهم أجندة خاصة يعملون على تنفيذها ؟؟؟؟
 
 احمدالله الذي أمد في عمري وجعلني قادرا على تعلم واستخدام كلمة ( أجندة ) التي لا يخلو خطاب لرئيس من الرؤساء أو حاكم من الحكام المدحورين على أيدي شعوبهم من تلك الكلمة التي أصبحت في عام 2011 من أشهر الكلمات العربية وربما ستدخل موسوعة جينيس مع نهاية العام الجاري. هشام زكي