fiogf49gjkf0d
السفارة في المغارة! ... بقلم د. حمزة زوبع
 
 
 
 
استبشرنا خيرا بالثورة وبأنباء الانتخابات وفرحنا أكثر حين علمنا أن المصريين في الخارج سيصوتون ويشاركون بآرائهم في صنع مستقبل مصر، لكن سفارة بلادي في الكويت حولت الفرح إلى مأتم حين تأخرت في إبلاغ المصريين بموعد الانتخابات وأصدرت بيانها يوم الخميس قبل الماضي، مع أن بدء الانتخابات كان الأربعاء قبل الماضي، مع العلم أنني قمت بالاتصال بأحد القناصل بالسفارة يوم الأربعاء وأبلغني أنه لا علم له بالانتخابات وأنه ينتظر تعليمات ومع ذلك أقبل المصريون على الانتخابات. صحيح أنه أرسل لي في المساء فاكسا ببيان للسفارة وهذا ما يزيد الشكوك حول ما قاله لي بأنه لا يعلم شيئا عن الانتخابات! ذهبت مجموعة (حوالي مائة مثقف مصري) تحمل رسالة لمعالي السفارة تطلب منه بعد الطلبات للتوعية بالانتخابات وتضع إمكاناتها تحت تصرف السفارة لكي تساعدها في إنجاز هذه المهمة. رفض سعادة السفير واعتمد على موظفي السفارة ولما أيقن أنه لا يمكنه تنفيذ الفرز بهذا العدد القليل استدعى زوجات العاملين بالسفارة بدلا من أن يستعين بأعضاء الجالية الذي تقدموا إليه لكي يساعدوه. لم تكتف السفارة بما حدث ولكنها اختارت وبطريقة عشوائية سبعة مراقبين (هكذا أطلق عليهم) ولكن الحقيقة كما وصفوها لي في بيان أرسلوه إلي وإلى العديد من الوكالات والمواقع أن السفير قام باحتجازهم داخل السفارة ولم يطلعهم على شيء، لا على أعداد الصناديق التي كانت تأتيهم الواحد تلو الآخر ولا يعرفون عدد الأصوات وحين بدأ الفرز طلب منهم أن يديوروا وجوههم (تصوروا...) يعني قال لهم (وشكم في الحيط) سألوا لماذا نحن هنا إذن ألسنا مراقبين: قال لا بل متابعين؟ تصوروا الاستخفاف بعقول الناس وعقول النخبة من الشعب والعامة على حد سواء.. السفير المحترم أصر على موقفه ومنعهم من متابعة الفرز ولا التأكد من صحة ما يجري وقال هذه هي تعليمات الوزارة وأنا وحدي هنا من يقوم بالمهمة. وحيث أنني ومجموعة المائة التي أشرت إليها في مقالي قد طلبنا لقاء السفير ولم يلبي، ووضعنا أنفسنا وإمكاناتنا تحت تصرف السفارة ورفض فإنني أتوجه إلى وزير الخارجية طالبا منه أن يخبرنا هل هذه سفارة مصر في الكويت أم مغارة علي بابا يفعل بها السفير ما يشاء وما يريد ولا يقيم وزنا لأحد! على العموم الإعادة بدأت والجولات المقبلة ستبدأ ولا أعتقد أن الناخبين في الكويت يمكنهم أن يتحملوا مثل هذا الأمر مجددا... لا اعتقد أن السفير لم يكن يعلم بقيام الثورة... تبقى مصيبة لو كان يعلم وتبقى مصيبتين لو لم يكن يعلم... في كل الأحوال ما حدث في سفارة مصر في الكويت كوارث وليست مصائب ! آخر السطر زمن الكلام الحلو فات واللي في ودانه صمم مش راح يسمع إلا إذا سمع الأموات !