fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
أنقذوا سيناء
 
قد أبدو مغردا خارج سرب الكتابة عن الانتخابات، ولكني لم أستطع أن أخفي فرحتي وأنا اقرأ خبر عبور أكبر ناقلة ركاب بحرية في العالم العبارة «كوستا سافيلوز» بركابها الـ3800 وطاقمها الـ1100 لقناة السويس في طريقها لمدينة «شرم الشيخ» الساحرة، درة السياحة المصرية، والدجاجة التي تبيض ذهبا، وتفتح عائداتها آلاف البيوت المصرية. وكان مصدر فرحي انه على الرغم من كل ما شهدته مصر وتشهده من اوضاع أمنية، تجعل أهلها أنفسهم غير آمنين، وسط حالة الانفلات هذه يأتي الينا آلاف السياح لقضاء 3 ايام في «شرم الشيخ».. قبل ان يواصلوا رحلتهم الى سواحل سلطنة عمان، ومدينة دبي الساحرة.
غير ان مكالمة هاتفية مع صديق من مديري المنتجعات السياحية في «شرم» حولت فرحي حزنا، واطلقت عشرات من الاستفسارات بلا إجابة.
قال الصديق: أنتم في «مصر» تعتقدون أننا نعيش في جزيرة «شرم» المنتجع المفضل للرئيس المخلوع وسط الامواج الزرقاء، وعجائب المرجان، والوان الاسماك، وافواج السياح التي لا تنقطع، والحقيقة اننا هنا نعاني اكثر منكم.
فالاقبال السياحي في اسوأ حالاته، والفنادق لم تحقق الاشغال المعقول برغم اننا في قمة الموسم السياحي وقبل ايام من اعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية التي لا يجد فيها السائح موطن قدم في «شرم» وكل ذلك على الرغم من المجهودات الجبارة التي يحاول المسؤولون عن المدينة بذلها للحفاظ على الجذب السياحي، الا ان هذه الجهود تتحطم على صخرة «الانفلات الامني».. ونحن نتساءل:
هل هناك مصري أو «سيناوي» يرغب في ذبح الدجاجة التي تبيض ذهبا لجنوب سيناء كلها، وأعني «شرم الشيخ»؟
والا كيف تفسر اقتحام عشرات «البدو» المسلحين بكل انواع الاسلحة الآلية لقرية «الدولفين» القريبة من المطار، واطلاق اسلحتهم لترويع السياح الآمنين، بسبب خلاف على قطعة ارض مجاورة للقرية، وكان ذلك يوم أمس الاحد..
وقبل ذلك بيومين فقط - وتحديدا يوم الجمعة الماضي - تكرر المشهد نفسه، وبشكل اكثر عنفا عندما هاجم عشرات الشباب المسلحين قرية «ألف ليلة وليلة» الشهيرة، واطلقوا نيران اسلحتهم الآلية في الهواء، مما ادى لإثارة الفزع والذعر، وهروب عشرات السائحين بعيدا عن منطقة «الارهاب»،.. وربما فروا بعيدا عن المدينة أو عن مصر كلها؟
ويتساءل صديقي رجل السياحة: هل ما يحدث يقوم به «مصريون» حقيقيون يدينون بالحب والولاء لمصر؟.. وهل يعقل ان يكونوا من اخواننا بدو سيناء الذين يحرصون كل الحرص على الحفاظ على مصدر رزقهم؟ فقد ترددت اشاعات كثيرة ان «اسرائيل» وراء ما يحدث حتى تتحول «حجوزات» «شرم الشيخ» الى اسرائيل؟..
انتهت تساؤلات صديقي.. وأنا أعلم أن اجهزة الامن مشغولة في تأمين الانتخابات، لكن «الحالة الانتخابية» مستمرة حتى 24 مارس المقبل، فهل سنترك سيناء ونترك اهم مصادر العملة الصعبة قناة السويس والسياحة تحت رحمة اسرائيل وجواسيسها واعوانها حتى تذبح ما تبقى من مصادر دخل لاقتصادنا المترنح؟
انتبهوا للخطر الماثل الآن يرحكم الله.
وحفظ الله مصر وشعبها من كيد الكائدين.
 
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66
 
الراحلون تكفّنوا بالحوقلات،.
واللحّاد كان مبتسما..
وكان وجهُهُ متقدا.. كأنثى وحيده،
لأن الموت صار صاحبه
وكان أليفا جدَّا معه
وهو يشقُّ الجموع المحتشدة؛
ليسقط بقعة الضوءِ
… الشاحبِ
على جثةٍ رمليةٍ
- لا تنبت فيها أعشابُ الفقراء –
وأنصاف آلهة..
يسمعون اللغوَ،
ولا يتأهبون للرحيل!
 
(مختار عيسى – بعض ما تهيأ للمتيقظ في الحلم)