fiogf49gjkf0d
.. لن تفسد فرحة المصريين بعرس الديموقراطية الذي انتظروه 59 عاماً.. .. لن ينجح حاقد أو موتور أو فِل من الفلول في انتزاع الابتسامة التي شاهدناها على وجوه أهلنا وهم يتوجهون لصناديق الاقتراع، برغم التخويف من البلطجية والمسجلين. .. من منا لم يشعر بالفخر والعزة - وهو يقف في طابور منتظم دون تأفف، ودون «فهلوه». وواسطة.. وأبواب خلفية، وقفز فوق حقوق الآخرين - واثقاً أن الصوت الذي سيدلي به سيسهم في تشكيل مستقبل «مصر الجديدة». .. شئنا أم «عارضنا» فقد نجحت الثورة في إخراج المارد المصري من قمقم الصمت المطبق، وكهف الإحساس بالعجز، ومغارة التواكل وعدم المسؤولية،.. وهاهم المصريون الصامتون ينطقون.. يتكلمون.. يكسرون حواجز الخوف، ويعبرون موانع المشاركة، ليطهروا أنفسهم من سمات سلبية «أُلصقت» بهم لأسباب لا يد لهم فيها. .. هل هذا هو المصري الذي اتُهم طوال العقود الستة الماضية بالفهلوة والتواكل والتحايل واللامبالاة والسلبية؟.. أبداً لقد عادت سمات الشهامة والجدعنة والمروءة والنبل لتظهر.. فجأة عشية الانتخابات، بعد أن كادت تختفي من حياتنا مع تعرضها لـ «الإزاحة.. رويداً.. رويداً من قبل الانتهازية والتمصلح والأنانية والنفاق والفوضوية واللامبالاة التي غرستها نظم الحكم المتعاقبة في حياة المصريين فطرحت أشواكها حادة.. قاسية خلال السنوات العشرين الأخيرة. .. ها هي مصر تستعيد رونقها.. وتسترد بهاءها في انتخابات حرة.. يستحقها شعب عظيم.. دخل الثورة بسمات حاولوا إلصاقها به.. وخرج منها كطائر «الفينيق» بريش جديد زاهية ألوانه تسر المحبين وتغيظ الحاقدين الكارهين. .. ها هي المحروسة.. أم الدنيا تنفض عن ثوبها غبار الدكتاتورية لتلبس ثوب الفرحة، وتدخل ميلاداً جديداً بعد ان نجحت بامتياز مع مرتبة الشرف في امتحان الديموقراطية الصعب لتسير بخطى حثيثة نحو عبور جديد يضعها في مكانها الطبيعي بين الأمم التي سبقتها للرقي، وتعلن إشراقة شمس جديدة تنشر الخير في المنطقة بأسرها، وتقضي على الحشائش الضارة التي تكاثرت وعاثت في الأرض فسادا خلال عصور الظلام والإظلام التي ذهبت دون عودة بإذن الله. .. لم أعد أخشى الانتكاسة، رغم كل ما يحاولون أو سيحاولون فعله، وتوقعوا أن يعبث العابثون بالعرس الديموقراطي، ويقذفوا بكرسي أو اثنين في «كلوب» الفرح.. فلا تعطوهم الفرصة أبدا وعُضّوا على مكاسب الثورة بالنواجذ، ولنعد يداً واحدة الشعب والجيش والقوى السياسية.. وإن شاء الله «الشرطة» بعد أن يستعيدوا «صائد العيون» الهارب!! حفظ الله مصر وشعبها وجندها.. خير جند الأرض من كل مكروه.
 
حسام فتحي
 
الليلُ يخلع ثوبهُ للعابرينْ والصامتون يُثرثرون بأغنيات الفجرْ من ليس يُخرسُ صمتهُ.. ستفرُّ من كفّيِهِ أغنيةُ النهارْ من ليس يُطلق حلمهُ.. ستنام أنباءُ المدينة في يديه.. مقطوعة الأثداء، ذابلة العيونْ قم أيها المعصوبُ دهراً واشرب على الصَّحَوَات نهرَ الكبرياءْ قم وافتحِ الأحداثَ بالسرِّ الدفينْ أنتَ الأمينُ على الضياء قُم فُكّ عينيك، استرحْ.. من ظلمة الآبارِ، وافترشِ السماء
مختار عيسى
 (يوميات يناير)