fiogf49gjkf0d
التحرير ... والأخوان
 
كنت من أشد المناصرين لجماعة الأخوان المسلمين على الرغم من اعتراض كثير من أصدقائي سـواء كانوا من المسلمين أو الأقباط على مناصرتي لهذا التيار أو الجماعة، وكنت أضع دائما التجربة الجزائرية أمام عيني وأتساءل لماذا لا نعطيهم الفرصة لنرى ماذا سيفعلون، خاصة أن حكم العسكر الذي استمر نحو 60 عاما لم يحقق آمال شـعبنا العظيم في أن يصبح شـعبا أكثر تحضرا وتقدما، وكنت انطلق في مناقشـاتي وحـواراتي مع زملائي من منطق التغيير والتجربة الحقيقية، فلقد جربنا حكم العسكر، ولم نجرب حكم غيرهم، وبالتالي لا نستطيع تقيم تجربة ما إلا بالخضوع الفعلي لها. ولكن يبدو أن أصدقائي كانوا أكثر إدراكا مني بطبيعة فكر ونهج جماعة الأخوان المسلمين التي كشفت عن وجهها الحقيقي، أظهرت مدى انتهازيتها، ففي الوقت الذي تحتاج فيه قوى الشعب للتحالف والتعاضد أمام مطالب عادلة ابسطها احترام الإنسان وقيم العدالة والمساواة، تعلن الجماعة عدم مشاركتها في تظاهرات 19نوفمبر2011 لتنفصل بذلك عن فئات المجتمع، ولتؤسس لها خطا ومنهجا مختلفا في التعامل مع أحداث ميدان التحرير، الميدان الذي أعاد للجماعة مكانتها وكرامتها وخلصها من الذل والتعذيب في سجون أنظمة اعتادت على الضرب بيد من حديد، الميدان الذي خلصها في 25 يناير من استبداد وصلف أجهزة أمن الدولة.
الميدان الذي أعاد للجماعة شرعيتها بعد 60 عاما من الذل والقهر. إن عدم مشاركة الأخوان المسلمين مع إخوانهم من أبناء الشعب المصري يدل على أنهم لم يتعلموا الدرس بعد وأنهم في حاجة إلى مزيد من حملات التعذيب والتنكيل حتى يعودوا إلى رشدهم ويعرفوا أن الشعب المصري طيف واحد وليس أطيافا متعددة، وليعرفوا أن للشعب المصري بقطبية المسلم والمسيحي عقيدة واحدة، وليتعلموا أن التعلق بذيل العسكر لا يجنى عليهم سوى التعذيب والتنكيل والحظر، لقد نسوا ما تعرضوا له من تعذيب إبان حكم الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر على الرغم من مشاركتهم في صنع ثورة 1952، ونسوا ما تعرضوا له أيام الرئيس أنور السادات الذي استخدمهم كأداة لتحقيق تطلعاته ومآربه، ونسى الأخوان ما تعرضوا له من أنواع التعذيب والتنكيل أيام الرئيس المخلوع، نسوا كل هذا وراحوا يلهثون وراء المجد الذي صنعه لهم ميدان التحرير بكل طوائفه وتياراته، نسوا ما تعرضوا له وراحوا يضعون أيديهم في أيدي العسكر الملوثة بدماء الشهداء، بل ونسوا دماء شهدائهم الذين سقطوا نتيجة التنكيل والتعذيب الذي تعرضوا له طيلة 60 عاما، ويبدو أنهم اعتادوا على ذلك وهذا ما يدعونا إلى مناشدة كل أطياف الشعب المصري ونحن نتطلع إلى انتخابات نزيهة وغدا مشرق حاذروا من الأخوان المسلمين ومن حيلهم وألاعيبهم التي أصبحت لا تنطلي على احد . ........
 استمتعت جدا بالمشاهد التي نقلها التليفزيون المصري من ميدان العباسية، وهي المشاهد التي أظهرت البون الشاسع بين فكر ميدان التحرير وفكر ميدان العباسية، كما أظهرت الفروق الجوهرية بين تطلعات ميدان التحرير وتطلعات ميدان العباسية، فها هي أحدى المتظاهرت تظهر علينا وهي ترتدي النظارة الشمسية من ماركة ( فرساجي) وفي أناقة لا تليق بالمكان الذي تتواجد فيه لتطلب منا دعم العسكر، وأخرى لا يصدق المرء أنها عاصرت يوما أو شاهدت أحدا من أبناء الطبقة الكادحة تدعونا لدعم العسكر، وثالثة في العقد الثامن مرفوعة على الأكتاف وهي تهتف ولا تدري لمن !!! بينما من يشاهد صور ميدان التحرير يعرف ( إذا كان يملك ذرة من إحساس أو وعي ) لماذا يتظاهر هؤلاء المتظاهرون . لقد ذكرتني تلك المشاهد بما ذكره ذات يوم رئيس وزراء مصر الأسبق ( مع الآسف ) حينما قال "أنا وأولادي خرجنا أيضا نتظاهر مطالبين ببقاء الرئيس المخلوع" .