حل مشاكل العنف في مصر في 4 خطوات

د. إيهاب عبدالغني

iabdelghany68@gmail.com

مشكلات مصر كثيرة وتبدو وكأنها مستعصية ولكنها تحتاج لشخص ذكي ومبادر وغير تقليدي.. مخطط جيد ومنفذ منضبط ..شخص يبحث عن الحلول ويبتكرها بما يتناسب مع الازمات الاقتصادية والمجتمعية الحالية ولعل الاساس الذي تبني عليه عملية الاصلاح الاقتصادي والانطلاق يبدأ من قاعدة مجتمعية مؤهلة سلوكيا للعمل والانتاج... مصر في المقام الاول تحتاج الي الحد من العنف المجتمعي بـ 4 خطوات ...

أولا الي ازالة العشوائيات التي انتشرت كالسرطان الشرس واستبدالها ببيوت تصلح للاقامة الادمية وهذه سوف تتكلف عشرات المليارات وليتنا استفدنا من المليارات السابقة التي انفقت علي ما سمي بـ "تطوير العشوائيات" والتي فشلت فشلا ذريعا لفقدان الفكر والمضمون ...تدبير عشرات المليارات وربما المئات ليس بالامر الهين وهو التحدي الحقيقي أمام الادارة القادمة ولعلي ذكرت في المقالة السابقة أسلوب قد يبدو فكرة جيدة لازالة العشوائيات واعادة بنائها بمواصفات قياسية ومعايير مدروسة جيدا وبالطبع فهناك مبادرات كثيرة تحتاج فقط للتكامل. الامر الثاني في هذه الخطوة هي الحاجة الي شوارع تصلح لسير السيارات التي يقودها آدميون وتقلل من حوادث المرور التي يضيع بسببها آلاف الأرواح سنويا وتؤدي الي اصابات بليغة واعاقات شديدة كما تحتاج مصر أيضا الي انضباط مروري صارم ووسائل نقل جماعي تقلل من سيطرة البلطجية والفاسدين علي الميكروباصات والاتوبيسات والتوك توك.

الخطوة الثانية لتقليل العنف المجتمعي هي الادارة الجيدة للخدمات الجماهيرية بتيسيرها وجعلها مريحة وفي متناول الجميع ولعل أكثرها أهمية تلك الخدمات التي تقدمها وزارات العدل والداخلية والسجل المدني والصحة والضرائب والبنوك وغيرها وهذه تحتاج الي قليل من التمويل وكثير من الجهد فهي لا تحتاج أكثر من أجهزة كمبيوتر واماكن مناسبة لراحة المراجعين ويحبذا لو تم عمل مجمع للخدمات الجماهيرية بكل محافظة يضم كل الوزارات في منطقة بعيدة عن العمران علي طريق رئيسي مزود به جراج كبير للسيارات وكافتيريات وصالات واسعة وكراسي مريحة وموظفين بشوشين وصبورين وهناك تجارب كثيرة في هذا الصدد لم تكلف الحكومات شيء سوي الرغبة في ذلك ومنها ما يدر عائد علي الدولة من خلال الاستثمارات الملحقة في الجراجات والمحلات بخلاف رسوم الخدمات.

والخطوة الثالثة هي استحداث قوانين تحدد علاقة الناس ببعضها مثل قوانين اتحاد الملاك والغاء قانون الايجار القديم الظالم ونظام تسجيل العقارات والسيارات وغيره فهذه هي الاساس الذي يبني عليه احترام الناس لبعضها وتزيد الثقة بينهم ويقل تدريجيا الاحتكاك بين الناس أو تعدي شخص علي حق الاخر.

واخيرا نحتاج الي اعلام محترم يدير عملية التغيير بأن يبتعد عن الاغاني الوطنية وتمجيد السلطة ويهتم بدفع المجتمع نحو الايجابية والسلوكيات الجيدة ذلك من خلال وسائل الاعلام القومية والمستقلة الخاصة والحزبية .. كما يحتاج الاعلام الي الصدق والشفافية والموضوعية والبعد عن الفرقعات والتضليل والتشهير والعصبية.