fiogf49gjkf0d
أسئلة محيرة بشـــأن العسكر
سألني أحد الأصدقاء عن جدوى الكتابة ، وعن جدوى ما يتم طرحه من أفكار في ظل حالة التخبط التي تعيش فيها مصرنا الحبيبة ، ويبدو من سؤاله حالة اليأس الشديد التي وصل إليها كثير من أبناء الوطن سواء كانوا في الداخل أو الخارج ، حالة اليأس التي فقدوا معها كل معنى للانتماء والوطنية نتيجة فترات طويلة من الحكم الفاسد بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، فترات طويلة لم يكن هم الحاكم فيها المواطن الفقير ، ولم يكن همه النهضة بالبلاد ، بل كان هم الحكام الذين تعاقبوا علينا كيف يحلبون البلاد ويمصون دم الشعب ، بل عملوا على ذله وقهره من أجل مصالحهم وكراسيهم ، فأصبحنا وأصبحوا معنا يسمعون يوميا عن عشرات القتلى من الشباب الذين يموتون غرقا في سبيل بحثهم عن الرزق في دول أخرى غير المحروسة ، ولا أحد يحرك ساكنا وكأن لسان حالهم يقول ( عادي لدينا غيرهم الكثير ) ، وكأن المصري كُتب عليه في ظل حكومات العسكر المتعاقبة منذ قيام ما يسمى بثورة يوليو 1952، أن يحصل على لقمة العيش مغموسة بالدم والذل والقهر، في الوقت الذي ينعمون هم بخيراتها . لقد استفزني سؤال صديقي عن جدوى الكتابة ذلك لأن سؤاله لا يحتاج إلى رد أو إجابة واضحة شافية، وإنما يحتاج إلى دراسات متعمقة حول نظم الحكم في مصر، وحول انتماءات من يعتلى سدة الحكم ، والواقع أن الأمر يحتاج إلى تفكير عميق وإلى إطلاع على كثير من الأمور التي يتعمد العسكر إخفائها مدعين إنها تدخل في نطاق الأمن القومي ، تلك الكلمة التي يلوكها العسكر صباح مساء ومنذ قيام ثورة يوليو 52 ، وكأنهم هم فقط الأوصياء على الآمن القومي، وكأنهم هم فقط الذين يدركون دون غيرهم إبعاد ما يسمى بالأمن القومي ، تلك الكلمة السحرية الفضفاضة التي مكنتهم من التحكم في أرزاقنا وأرزاق أولادنا وحتى في أعناقنا . وحتى لا نبتعد كثيرا عن مفهوم المقال أتساءل ولا شك إنكم تتساءلون معي عن هوية العسكر وهل يفقد العسكر حُماية الوطن ودرعه الحصين الانتماء ، هل يشك آيا منا في انتماء هؤلاء القادة الذين سطروا أعظم الملاحم في صراعنا الطويل مع العدو الصهيوني .
لا شك إن الإجابة ستكون بالنفي ، والنفي القاطع لأن هؤلاء العسكر مصريون حقيقيون ، وإن انتماءاتهم للوطن تفوق انتماءاتنا بحكم تربيتهم وعقيدتهم العسكرية . إذن ماذا يحدث ، لماذا يتغيرون بمجرد اعتلائهم سدة الحكم ، لماذا ينهبون ثروات الشعب الذي آمنهم على حياته وأحبهم فترك لهم الحبل على الغارب ، ولماذا يفتقرون في ظل تربيتهم وتعليمهم العسكري الذي يتضمن دراسة الإستراتيجيات إلى رؤية صادقة وحقيقية للنهوض بالشعب المصرية تعليميا واقتصاديا واجتماعيا، آلم يطلع هؤلاء العسكر على تجارب الآخرين المثمرة ، إلا يغار هؤلاء العسكر من الدول الأكثر رقيا ونهضة ؟ إلا يتمنى هؤلاء العسكر أن يروا المحروسة في طليعية الأمم ، أسئلة كثيرة ومحيرة وتدعو إلى العجب في كثير من الأحيان ، ولكن إلا يزول جزء من هذا العجب عندما نعلم أن حرم الرئيس الأسبق (العسكري ) من جذور بريطانية وتحمل الجنسية البريطانية وربما الانتماء أيضا ، وحرم الرئيس السابق (العسكري أيضا) من الجذور نفسها وتحمل نفس الجنسية !!!!!!!
هشام زكي