fiogf49gjkf0d
فلسطين بين الضمير العالمي .. والفيتو الأمريكي- كتب/ سعيد مندور
في كلمة تاريخية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورته الـ 66 ووسط تصفيق حار من المتابعين خارج قاعة المنظمة الدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والدول العربية ودول العالم وبين الحاضرين في القاعة قال خطب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وقال " جئتكم اليوم من الأرض المقدسة أرض الرسالات السماوية لأتحدث باسم أبناء الشعب الفلسطيني لأقول بعد 63 عاماً من عذابات النكبة المستمرة كفى كفى آن الأوان أن ينال الشعب الفلسطيني حريته وحان الوقت لتنتهي محنة ملايين اللاجئين وأن ينالوا حقوقهم، وفي وقت تؤكد الشعوب العربية سعيها للديموقراطية فيما عرف بالربيع العربي فقد دقت أيضاً ساعة الربيع الفلسطيني ساعة الاستقلال" بهذه الكلمات والجمل التي تحمل في طياتها الكثير والكثير من المعاني ناشد الرئيس أبو مازن الضمير العالمي بكل شجاعة وبدون تردد وبدون خوف من الفيتو الأمريكي والبطش الإسرائيلي، وجاء هذا في اعتقادي بأنه سلسلة من المقاومات فإنها مقاومة دبلوماسية وسياسية تاريخية تأخرت كثيراً ولكنها أتت في هذا اليوم التاريخي ..
وتقدم الرئيس أبو مازن بكل شجاعة رغم كل التهديدات، بطلباً رسمياً للأمين العام للأمم المتحدة أمام مرأى ومسمع دول العالم للاعتراف بدولة فلسطين كدولة كاملة العضوية على حدود 4 يونيو 1976، وتحدث مع الضمير العالمي وقال " أنه لا أحد لديه ذرة ضمير يمكنه أن يرفض حصولنا على عضوية كاملة بالأمم المتحدة بل وعلى دولة مستقلة " وفي المقابل في كلمة لرئيس الكيان الصهيوني نتنياهو وفي إطار المراوغة السياسية قال أنه عمل جاهداً من أجل تحقيق السلام في دعوته للرئيس الفلسطيني أبو مازن إلى المفاوضات مرة أخرى وقد رفض أبو مازن هذه الدعوة، وكأننا لم نجلس مرات ومرات ووفود ذاهبة ووفود آتية ومفاوضات هنا ومفاوضات هناك دون نتائج ملموسة وكانت المفاوضات فقط من أجل المفاوضات، فهل أتت مفاوضات السلام المزعوم بنتائج طيلة ستة عقود.
ففي هذا الخطاب التاريخي أمام الأمم المتحدة انكشفت الأقنعة عن ما هو مع الحق والعدالة وحرية الشعوب والسلام، ومن رافض لذلك. فيا أحرار العالم ويا ضمير العالم الحي انتفضوا للحرية والعدالة وكرامة الإنسان وقولوا كلمة حق .. فالشعب الفلسطيني ينتظر منكم أن يسمع الجواب لإنهاء معاناته وإنهاء احتلال أراضيه .. فهل من مجيب. فالاعتراف بدولة فلسطين كاملة العضوية سينهي الصراع الدائر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وسيجنب شعوبهم الأذى وسيعيشون في آمان. ويا أحرار العالم أبعد هذا الحدث سيسمح لإسرائيل أن تبقى دولة فوق القانون .. دولة رافضة لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة والمحاكم الدولية، وستظل دولة محتلة؟!
سعيد مندور
Sism59@hotmail.com