fiogf49gjkf0d
بقلم / عبد المنعم السيسي تيجي نتغير ؟ !!!!
هناك جملة اعلانية تستخدم في التسويق تدل على قوة المنتج تقول نحن نغير ولا نتغير ولكن للاسف لم تنطبق علينا نحن في مصر فقد غيرنا نظام كان يُنظر اليه على انه من اقوى الانظمة في المنطقة .. وللاسف بعد ان تم كسر حاجز الخوف والرهبة من ذلك النظام البائد اتغيرنا نحن ايضا ولم نعد نحن بعد ان كانت وقفتنا وكلمتنا واحدة الا من قلة الفلول والمتمصلحين والمرتزقة من زبانية النظام الفاسد.. وكثيرا ما اتساءل لماذا فقط وقت الازمات تظهر وطنيتنا وتسمو مبادئنا وترتفع معنوياتنا ونتمسك بانتمائنا وتتوحد كلمتنا ونتناسى خلافاتنا .. هل لاننا شعب شديد التفاعل مع الاحداث ؟ اسئلة كثيرة محيرة وقد نجد هناك الكثير من الاجابات ولكن كما يقول برتراند راسل ان مشكلة العالم ان الحمقى والمتعصبين هم واثقين من انفسهم دائما واحكم الناس تملؤهم الشكوك .. فنحن للاسف تغيرت مفاهيمنا وتغيرت افكارنا وارتفعت اصواتنا في خلافاتنا وتحطمت كافة الحواجز وتضخمت مشاكلنا بسبب سياسة التخوين والتشكيك في كل من حولنا فلم نعد نحتمل الراي الاخر ولم يعد لدينا القدرة على الصبر واصبحت انا اولا ولا اقبل ان أتنازل حتى وان كان من حق الاخرين فأنا ثم أنا ثم أنا ..
 وبعد الثورة غاب دور المؤسسات، وسعى الطامعون الى انتهاز فرصة الضعف والتفكك وعاثوا في قلب الوطن فسادا، وهذا ما شاهدناه ونشاهده يوميا من تدمير وتخريب وترويع وسرقة ونهب وقتل . قد لا نكون غير مسئولين عما يجري ويدور حولنا من تناحر وتكالب وتصارع وتنازع ولكننا من المؤكد اننا مسئولون عن انفسنا ومسئولون عن تصرفاتنا وممارساتنا ولن تتأتي هذه المسئولية الا اذا ادركنا ان ولاة الامر لديهم احساس بالمسئولية اولا ولذلك نقولها للمرة الالف لكافة المسئولين احذروا البطء والتباطئ في اتخاذ القرار واحذروا كل الحذر من الاستخفاف برغبات الناس وارائهم فلم يعد من المقبول ان يخرج وزير او مسئول ايا كان ليستخف بعقول من يخاطبهم ولم يعد من المقبول الا نستمع للاخر والا نتعامل مع الامور بمزيد من الجدية والتعامل بكل تعال وتكبر فكلنا في قارب واحد .. وقد قال افلاطون الحكيم مَن يَأبى اليوم قبول النصيحة التي لا تكلف شيئاً .. سوف يُضطر في الغد إلى شراء الأسف بأغلى سعر .. فلننظر الى ما حدث من النظام السابق وزبانيته فقد استخف بعقول الناس بكلام فارغ اجوف وكانت النتيجة انهم يتجرعون المهانة والمذلة بغض النظر عما يقال بانهم يعيشون في طرة لاند ويتنزهون في طرة بارك ويقضون وقت فراغهم في طرة سبا .. فالبلاد اليوم تعيش مرحلة مفصلية وصعبة وحرجة للغاية في ظل غياب امني وانفلات للعديد من القيم والمبادئ وعدم وعي وادراك بالمسئولية وتجاهل من القيادات لمطالب الشعب ..
 حقيقة لا اعرف السر وراء تباطؤ الحكومة لحل مشكلة الاضرابات التي تتزايد يوميا ولكني اعرف السر وراء تلك الاضرابات التي تزيد يوما بعد يوم . فهؤلاء المضربون واقعون تحت ضغط الغلاء الرهيب الذي لا ينتهي، وهم في الوقت نفسه يجدون غيرهم كانوا يلعبون ومازالوا يلعبون بملايين الجنيهات ويسمعون عن ارقام فلكية استفزازية يتقاضاها لاعبو كرة القدم والفنانون وبعض الاعلاميين اللهم لا حسد . بكل صراحة نحتاج في الوقت الراهن الى تشكيل «لجنة إدارة أزمة» من الحكماء واذا كانت موجودة فيجب تفعيلها تكون مهمتها - فقط - بحث أسباب الاضرابات والازمات التي تشهدها البلاد وحصر القطاعات المضربة وإقرار كامل حقوق هؤلاء المضربين إذا كانت مشروعة بشرط إعلان أسماء اعضاء هذه اللجنة بكل شفافية وأن تعلن ميعاد الانتهاء من بحث هذه الأزمة وايجاد الحلول لها. المطلوب منا جميعا ان نتغير مرة اخرى ونعود لمصرنا بخوفنا عليها ومبادئنا وعاداتنا الطيبة ومشاعرنا السمحة وشهامتنا المصرية الاصيلة .. وانطلاقا من هذه المقالة تم انشاء جروب على الفيسبوك تحت عنوان تيجي نتغير لعل وعسى !!
مدير مكتب جريدة الوفد في الكويت
 tw @ men3emelsisy