أردوغان والإخوان..والحلم بتاع زمان...!!!

فجأه إتزينت البلاد وإتجملت رغم وجود بانوراما الفوضى في حياتنا اليومية..ومقالات وصحف بتطبل وتزمر وكمان قنوات فضائية..وناس بدقون ورايات خضرا وشوية بخور جريوا على المطار بالجلابية..وصور وإعلانات فوق الكبارى والميادين ورايات وشعارات وأعلام تركية..وناس تقول ياليل وناس تقول ياعين وناس بتتغزل فى الضيف على القنوات الفضائية..مش قالوا من فات قديمه تاه يبقى إزاى ننسى من حياتنا المرحلة العثمانية..مش قالوا العرق يمد لسابع جد يبقى ليه مستغربين من الحفاوة الغريبة وعاملينها حكاية وقضية..مش بيقولوا علينا أرض الجود والكرم يبقى ليه تزعلوا لما يرحبوا بواحد حوِل بلاده لنموذج جميل وبقى ليها هيبة على الساحة الدولية..مش ده الراجل اللى سحب سفيره ووقف عينى عينك قدام الغطرسة الصهيونية..مش ده الراجل اللى جازف وأغضب إسرائيل رضيعة المنظومة الأمريكية المفترية..أوعى مخك يُغرًك وتقول إنه شو إعلامى أو ورقة ضغط على الحلف الأطلنطى علشان العضوية..وكمان خليك دايما حسن النية وشيل من دماغك فكرة قطع العلاقات بصورة قاطعة ونهائية..لأنه ببساطة أخاصمك أه أصالحك لأ بقت موضة قديمة حسب قاموس المصالح فى العلاقات السياسية..لكن فيه ناس بتشوف الأحداث من خرم إبرة وتفسرها حسب رؤيتها الحزبية..وناس بتتشعبط فى قشة وبتحاول تلاقى نموذج حتى ولو وهمى أو حاجة من ريحة المرحوم أفندينا صاحب العِمًة والسلطانية..المهم سيبك من ده كله وخلينا فى الإستقبال الأسطورى لضيفنا العزيز اللى حرك أحلام وأوهام كتير فى دماغ أصحابنا إياهم مع إفتراض حُسن النية..ياللا تخيًل معانا المشهد وآلاف واقفة فى المطار ومن أول النهار قاعدة ياعينى مستنية..وعلشان يسلوا وقتهم رفعوا فى لحظة شعارات وإعلانات مدفوعة الأجر بتقول إسلامية إسلامية..بذمتك معقولة بلد الحضارة والتاريخ يقفوا ولادها يستنوا خليفة من تانى تحت بند القَرعة تتباهى بشعر بنت أختها ودى حكمة أزلية..خلينا نروح ونشوف كرم الضيافة ومظهر من مظاهر الأحلام العثمانية..وعلى رأى المثل إتلم تَنتَن على تنتون وربنا يكفينا ويكفيك شر الأحلام والنوايا المستخبية..!!       الناس كانت موجودة ومنتشرة حول المطار فى كل مكان..وكأن ضيفنا إنسان جاى من كوكب تانى وناس فاكراه سوبر بشر أو واحد من الجان..وليه لأ وهو زعيم أمته وخلاها فى العلالى ولا فيه يوم قصًر فى حق بلاده ولا حتى خان..المشكله بس فى دماغه ودماغ حبايبنا إنهم لسه بيحلموا بالحلم اللى كان..أيام الخلافة والإمارة والسلطنة والهيلمان..وكأن خلفائنا الراشدين كانوا من سلالة سليم والغورى والضيف العزيز كمان..أهلا وسهلا ومرحبا بالغالى سليل الحسب والنسب الراجل الطيب أردوغان..!! جماعتنا كانت فى لهفة وعشمها كان كبير بعد سنين كتير عجاف..وخرجوا وأعلنوا عن نفسهم بكل حرية ما خلاص مفيش لسه حد بيخاف..المهم الناس دى زي القرع يمد لبره معانا جوه الله لايوريك لكن مع الغريب لطاف ظُراف..المستر الطيب جاب معاه شله من المستثمرين بعد ثورات الربيع وسط التأييد والهتاف..لكن ولا كان مصدق كل الشعبية دى رغم إنه بودانه سمع وبعينيه شاف..كان فاكر ياعينى مصر فى أزمة إقتصادية والناس غلابة ويادوب عايشة فى كفاف..ومصادر الدخل راحت والبلد خلاص فى حالة جفاف..لكن المشكلة إن إخواننا صدقوه وطالبوه بالخلافة رغم إن عينه عالتورتة والتحالف مع الغرب إستراتيجى ومفيش خلاف..الطيب أكل الجو وصدقوه الجماعة وربنا يديم المعروف ويجعل النية صافية والقلب شفاف..المشكلة مش مشكلة خلافة المشكلة هى واحد بقى صاحب زعامة فى المنطقة وجاى ببساطة عاوز مننا إقرار بالوضع الجديد وكمان إعتراف..!!                                  ألوف مؤلفة راحت للطيب على المطار علشان يستقبلوه.. إسلامية إسلامية وبالخلافة طالبوه..وراحوا كمان على الأوبرا علشان خطابه يسمعوه..ونادوا تانى إسلامية إسلامية رد عليهم علمانيه علمانية وإنقلبت الدنيا وراحوا وهاجموه..بعد الإستقبال وقصائد الغزل والهيام قابلوا كلامه بالتشكيك ووفى مقالات كتير ناقشوه..وكالعادة سبحان مُغَيِر الأحوال من حال إلى حال والطيب فى لحظة لا بقى قدوة ولا نموذج وتأييدهم له لحسوه..وعلى رأى المثل طمعنجى بنى له بيت فلسنجى جاب له أهله وسكنوه..ملعون أبو المصالح على تغيير المبادئ والضمير اللى فى لحظة بيبدلوه..شفت المعادلة واحد طمعا نفى سوقنا وجماعة على حسب وداد قلبى وطمعانين فيه وعاوزين يحكموه..!!                                                                                                                                                                      الخلاصة والمشكلة إن الطيب عاوز يكسب الشارع العربى بالمواقف العنترية..رغم إن عينه على الحلف وعلاقته بأمريكا وتوابعها علاقة إستراتيجية..يهاجم أو يسحب سفير أو حتى يعمل شقلباظ أو حركة بهلوانية..ممنوع الإقتراب والتصوير وده أكيد من الثوابت والحقائق السياسية..عاوز تلعب سياسة بلاش تلفوا وتدوروا على المحروسة وإبعدوها من القضية..مصر أكبر من أى صفقة ونظرية عدو عدوى يبقى حبيبى مش حتنفع مع الزعيمة العربية..!!                                                  الشئ الظريف إنه بعد الثورة اللعب خلاص بقى عالمكشوف..تحالفات هنا وتكتيكات هناك وكله حسب الظروف..والهمس بقى صوته عالى ولا عاد فيه حرج وكسوف..مش مشكلة خلى اللى يقول يقول لكن المشكلة فى اللى فاكر نفسه أسد وهو فى الأصل خروف..هى ثورة واللعب عينى عينك وكمان عالمكشوف..هى ثورة وشفنا فيها كتير ومهما حصل إحنا عايشين  فى بلادنا واللى يعيش يا ما حيسمع ويشوف..!!                                                             said_elmasryfahmy@hotmail.com