fiogf49gjkf0d
عقد عمل …لطيب اردوغان ومهاتير محمد
لا نستطيع أن نذكر اسم كلٍّ من طيب اردوغان ومهاتير محمد إلا بما يسبقهما من السيد، فهما سيدان حقا بكل ما تحمل كلمه السيد من معنى في المفهوم السني أو الشيعي أو الصوفي أو حتى البوذي، فهما السيدان اللذان حققا الكثير والكثير لبلدانهما خلال فترة حكمهما. والسيدان لمن لا يعرفهما استطاعا خلال عشر سنين فقط من توليهما الحكم في كل من تركيا وماليزيا أن ينهضا نهضة كبيرة جدا ببلدانهما، وخلال عشر سنين سجلا اسميهما بأحرفٍ من نور، بل حفرا اسميهما بالذهب على صفحات التاريخ، وهذا هو الفارق بيننا وبينهما، بين أناس جاءوا إلى الحكم من خلفية عسكرية وعقيدة صارمة وربما صادمة أيضا، وأناس جاءوا إلى الحكم من خلفية وعقيدة مدنية، بين أناس أحبوا أوطانهم واخلصوا في حبهم فوضعوا البرامج والخطط لنهضة شعوبهم، وأناس أحبوا كراسيهم ومصالحهم الخاصة فأذلوا الشعب وحقروه، أناس كان همُّهم الأول والأخير المواطن البسيط الفقير، وأناس كان همُّهم الأول والأخير تأمين أنفسهم وكراسيهم وأولادهم من بعدهم فسلبوا ونهبوا حتى وصلوا إلى مرحلة الحلب، أناس لم يسجل تاريخهم أزمة للغاز أو رغيف الخبز أو مياه الشرب، وأناس يصرخون ليل نهار(أجيب لكم منين) وأرصدته وأرصدة زمرته الحاكمة تزداد كل دقيقة . هذا هو الفرق يا سادة بين الحب والإخلاص، والتسلط والجبروت، بين العقول النيرة والقلوب الطاهرة التي تحترم الشعب وتقدره، وبين منْ يحقر شعبه ويجعله مطيه له ولغيره من زمرته، بين حكام عرفوا قدرات شعوبهم فاستغلوها أيما استغلال، وحكام تفننوا في إهدار وتحجيم قدرات الشعب فضاعت هويته وكينونته. ولأننا مازلنا نرزح تحت حكم العسكر الذي لا اعتقد أنه سيزول قريبا، ولأننا مازلنا لم نبتكر رجلا يستطيع أن يقود مسيرة التنمية والتقدم بحب وإخلاص، ولأننا لم نكتشف بعد من بين أدراج وأرفف الجامعات والهيئات العلمية المصرية الرجل المناسب الذي يستطيع أن يقدم ويقود مشروعا نهضاويا مصريا، فلماذا لا نستعين بكل من السيد اردوغان ومهاتير محمد للعمل في مصر لمدة عشر سنين على أن تمنح لهما الصلاحيات الكاملة لإدارة شئون البلاد، لعل وعسى نرى مصرنا الحبيبة بعد عشر سنين تقترب من النموذج التركي أو النموذج الماليزي، ورحم الله محمد علي باشا الألباني الجنسية مؤسس الدولة المصرية الحديثة.
 
هشام زكي