fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
جيران آخر زمن
 
«الجار قبل الدار».. هذا ما نقوله في مصر لمن يبحث عن سكن جديد، وننصحه بأن ينتقي جاره قبل سكنه، ولكن – والعهدة على حكومتنا الرشيدة – فقط «باظت» أخلاق الجيران – وخصوصا سكان الجيزة – ولم تعد كأخلاقهم أيام زمان!! أيام الزمن الجميل، عندما كان «الجار.. للجار».
.. ايه.. كان زمان.. أما الآن فالجيران يسارعون بالشكوى لأعلى الاجهزة الامنية لمجرد ان «عمارتهم» بها مكتبان لقناتين فضائيتين، احداهما «الجزيرة مباشر – مصر»، وهي قناة مزعجة «تنشر الغسيل القذر» الذي يؤذي «أبصار» الجيران، و«يزغلل عيونهم»، و«ينقط» على «غسيلهم» الشفاف، أما القناة الاخرى فحلوة.. وبنت حلال، ولا ضير من وجودها.
ولان اجهزة الامن لدينا «يقظة»، ومتوثبة، وفي «خدمة الشعب»، وجيران المحطة «الوحشة» جزء من هذا الشعب الذي تخدمه اجهزة الامن بذمة وضمير «حيين»، سارعت هذه الاجهزة الى اقتحام مقر القناة بتاعة «الغسيل القذر» وتم مصادرة اجهزتها، والتحفظ على احد مديريها، ووقف «نشرها» للغسيل القذر المؤذي للعيون!
.. بتضحكوا على ايه.. يا جماعة والله ما بهزر.. طيب اقرأوا معي ما بثته وكالة انباء الشرق الاوسط الحكومية الرسمية المملوكة بالكامل للدولة المصرية حول الموضوع:
«صرح مصدر مسؤول بأن شرطة المصنفات الفنية وحماية الملكية الفكرية، وبناء على الشكوى المقدمة من قاطني العقار رقم 160 والعقارات المجاورة له بشارع النيل بمحافظة الجيزة بشأن تضررهم من استخدام محطات بث فضائي (SNG) في بث برامج اخبارية من الاستوديو الخاص بها. وبفحص البلاغ اتضح صحة المعلومات حيث تبين وجود بث في قناة الجزيرة مباشر مصر، وبناء عليه وجد ان الشركة تخالف القانون وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها».
وتوته توته.. بدأت الحدوته.. حدوته.. العودة لمواجهة الرأي بالقمع، وحرية الاعلام بالاقتحام البوليسي، وتحياتي للزميل العزيز الصحفي المعارض الشريف أسامة هيكل.. عفوا أقصد معالي وزير الاعلام، الذي قال أمس لبرنامج «صباح الخير يا مصر» ان إيقاف القناة غير مرتبط بالمحتوى الاعلامي، وانما بعدم احترام القوانين المصرية. (ولا تعليق).
.. ومازلنا مع الجيران في الجيزة، اللي كانوا أجدع ناس كما آل لنا عمنا الكاتب الساخر العظيم المرحوم محمود السعدني، في حكاياته مع قهوة «كتكوت» وميدان الجيزة، لكن يبدو ان ذلك كان زمان.. فسكان شارع أنس ابن مالك الذي «تحتل» سفارة الصهاينة 3 طوابق كاملة منه، برغم انهم سبق واشتكوا لـ«طوب الارض» من الازعاج الذي نتج عن «احتلال» السفارة لعمارتهم، ثم اشتكوا من التشويه الذي سببه لهم «الجدار» العازل – الذي أزاله الثوار لاحقا – وان هذا الجدار تسبب في حجب «الرؤية» عنهم وعن المحلات الكائنة خلفه، برغم ذلك سارع نفس هؤلاء الجيران الى المطالبة بحماية ممتلكاتهم وحياتهم، بالابقاء على الجدار!!
البديع.. والجميل كان تصريح د.علي عبدالرحمن، محافظ الجيزة، الذي جاء فيه: «ان الحواجز الامنية والخرسانية التي يتم انشاؤها الآن حول العمارات المجاورة لسفارة اسرائيل تهدف لتأمين الافراد والسكان القاطنين بهذه العمارات وحماية ممتلكاتهم الخاصة.. وليس لتأمين السفارة الاسرائيلية»!!
ما سبق «نص» كلام المحافظ عدا علامتي التعجب فهما من عندياتي!
أحاول أن أجد تعليقا لا يعاقب عليه القانون، وبصراحة خذلتني الكلمات «المؤدبة».. فساعدوني ساعدكم الله.. لان طعم «البالوظة» في فمي.. تفاعل مع «العِمَّة» «المألوظة» فوق رأسي.. فتوقفت عن «فعل» الكتابة.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66
 
الحلم خطّى السور.. وشوش عيدان النور
وما خافش م المحظور.. ولا قيد ولا سلسله
الوالي عينه قزاز.. وحاشيته برواز
وعسكره عكاز ودفتره هرجله
لا تيأسوا ولا.. تستصعبوا المسأله
طرح المدى عناقيد.. والخطوه دي أوله
 
مختار عيسى (من أغاني مسرحية «مرافعات الولد الفصيح»)