fiogf49gjkf0d
بعد تغيير لواءات الداخلية شهاداتهم امام المحكمة، لم أُفاجأ بتغيير الشاهد الخامس النقيب لشهادته، واتخاذ المحكمة قرارا بالتحفظ عليه بتهمة الشهادة بالزور فقد اثبت سيادة النقيب ان (الضباط على دين لواءاتهم)!!
فقط أذكر اللواءات وضباطهم ووكلاء النيابة الذين قدموهم للمحكمة كشهود اثبات، ثم تحولوا الى شهود نفي ان دماء الشهداء والمصابين في رقابهم، وأن «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} (الفرقان: 72).
ويقول: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (الحج: من الآية 30). ويقول: {وَإنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً} (المجادلة: من الآية 2).
وقال عز من قائل: {إلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (الزخرف: من الآية 86).
وعن أبي بكر – رضي الله عنه – قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر (ثلاثاً)؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الاشراك بالله وعقوق الوالدين وجلس وكان متكئاً فقال: ألا وقول الزور» قال: فمازال يكررها حتى قلنا: ليته سكت». (رواه البخاري ومسلم)، قال ابن حجر في قوله: «وجلس وكان متكئاً» يشعر بأنه اهتم بذلك حتى جلس بعد ان كان متكئاً، ويفيد ذلك تأكيد تحريم الزور وعظم قبحه، بل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من الزور وقوله والعمل به حتى قال: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه». (رواه البخاري.(
وقال عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه: تعدل شهادة الزور الشرك وقرأ: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور).
فشهادة الزور نوع خطير من الكذب، شديد القبح سيئ الأثر، يتوصل بها الى الباطل من اتلاف نفس أو أخذ مال أو تحليل حرام أو تحريم حلال، وقد حكى البعض الاجماع على ان شهادة الزور كبيرة من الكبائر.ولا فرق بين ان يكون المشهود به قليلاً أو كثيراً فضلاً عن هذه المفسدة القبيحة الشنيعة جداً، ولا يحل قبولها وبناء الأحكام عليها ولذلك قالوا فتوى المفتي وحكم الحاكم وقضاء القاضي لا تجعل الحرام حلالاً ولا الحلال حراماً، والقاضي انما يحكم على نحو ما يسمع، فمن قضي له بحق أخيه فلا يأخذه، انما قضي له بقطعة من النار يترتب عليها سخط الجبار،، وعند الله يجتمع الخصوم، لكنها جريمة عظيمة يتعلق بها شر عظيم، وظلم للناس، واستحلال الأعراض والدماء بغير ما شرع الله، واذا كانت الشهادة بالزور مذمومة ينأى عنها كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فشهادة الحق محمودة، ولذلك قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أن تَعْدِلُوا وَإنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَانَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} (النساء:135).
اللهم بلغت.. اللهم فأشهد وقنا عذابك يوم السعير يا أرحم الراحمين.
وحفظ الله مصرَ وشعبها من مكر الماكرين.

حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66

لفلفْ عليك الضلام ورضيت تعيش مأجور
خدّام لكل نظام فاسد، خسيس، مخمور
دول خطوتين قُدّام وتشوف رجال النور
بتقول يا نسْل الحرام مين مرَّنك ع الدور
آخر الشهادة انفصام مادام سعيت للزُّور

مختار عيسى (يوميات يناير)