fiogf49gjkf0d
«شوك جوزال شيخ رجب».. معناها باللغة التركية «رائع جداً يا شيخ رجب».. و«الطيب» هنا هو رئيس الوزراء التركي رجب «طيب» اردوجان، أو «شيخ رجب» كما يحلو للمقربين منه ان ينادوه.
أولا: من هو رجب طيب اردوجان، الذي سيزور مصر يوم الاثنين القادم، حسب المعلن؟ واعتقد انه سيستقبل استقبال «الفاتحين» بالورود.. والرياحين والفرق الموسيقية بعد موقفه بطرد السفير الاسرائيلي، «وجرجرة» الكيان الصهيوني الى المحاكم الدولية، وبعد رفضه لتقرير بعثة الامم المتحدة الذي منح حق حصار غزة بحريا للدولة العبرية.
ولد اردوجان في اسطنبول في 26 فبراير 1954، ثم انتقل مع والده الى مدينة «ريزا»، شمال غرب تركيا على البحر الاسود حيث كان يعمل والده في خفر السواحل، قبل ان يعود الى اسطنبول مع اشقائه الخمسة، ليضطر الى بيع «السميط» التركي بالسمسم!! والبطيخ والليمونادة في شوارع المدينة القاسية، حتى يجمع قيمة مصروفاته الدراسية، ويساعد والده الفقير، خلال مرحلتي الدراسة الابتدائية والاعدادية التي قضاها في مدارس اسلامية تدعى «إمام خطيب»، قبل ان يكمل تعليمه الجامعي في كلية الاقتصاد والأعمال بجامعة «مرمرة».
وفي نهاية السبعينيات انضم الى حزب الخلاص الوطني، بقيادة نجم الدين اربكان، وانتقل الى حزب «الرفاه»، الذي رشحه لمنصب عمدة اسطنبول، لينجح، ويلمع نجمه السياسي، وينتقل الى حزب العدالة والتنمية ويصبح رئيسا للوزراء عام 2003.
ولكن أهم محطات حياته كانت عام 1998، عندما كان رئيسا لبلدية اسطنبول وحارب الفساد فانتهى به المطاف للخضوع لمحكمة «أمن الدولة» التي قضت بسجنه بتهمة التحريض.. على الكراهية الدينية، ومنعه من العمل في الوظائف الحكومية فعرف طعم الظلم!!.. ورغم انف «أمن الدولة».. التركي طبعا أصبح رئيسا للوزراء!!
أما السبب الطريف للحكم عليه وسجنه ومحاولة القضاء على مستقبله فغريب عجيب اذ جاء في الحكم ان اردوجان القى قصيدة تقول أبياتها: «المساجد ثكناتنا.. والقباب خوذاتنا.. والمآذن حرابنا.. والمؤمنون جنودنا»؟!
ثانيا: دفعتنا الاحداث دفعا للمقارنة بين مواقف رجب طيب ومواقف د.عصام شرف تجاه الكيان الصهيوني، بسبب تشابه احداث قتل الجنود الصهاينة لـ9 أتراك على اسطول سفن الحرية، وقتل نفس الجنود لضابط وجنود من المصريين المرابطين على حدودنا مع «العدو». ولا يد لنا في ذلك.
ثالثا: بعد مقال الأمس «عم الشيخ رجب.. الطيب» تلقيت اتصالات عتاب بسبب استعمالي «القسوة المفرطة» على حكومة د.شرف الرشيدة، كونها في مرحلة «تسيير الاعمال»، و«ما بعد الثورات تحدث ارتدادات»، و«الانفلات الامني»، و«عدم وضوح الرؤية تجاه «حادث» الحدود،.. ومثل هذه العبارات التي لم اقتنع بحرف منها.. مع كل احترامي لقناعات ونوايا قائليها الاعزاء.
ومازلت مصراً على رأيي بأن «الأتراك» جعلونا كالمثل المصري الشهير – مع التصرف -: «الحكومة.. القرعة تتباهى بشعر بنت اختها».
فالاتراك طردوا السفير.. ونحن نبني «جدار عازل» حول سفارتهم المطلة على النيل!
رابعا: مقارنة بسيطة بيننا وبين تركيا ارجو التركيز في قراءتها بعناية:
1 – تعداد المصريين الرسمي 76 مليونا طبقا لتعداد عام 2009، والفعلي حوالي 85 مليونا، متجانسي الاعراق.
وعدد الاتراك 72 مليونا حسب احصاء 2008، ربما اصبح 80 مليونا الآن، والتركيبة السكانية التركية معقدة تتكون من عشرات الأعراق.
2 – مساحة مصر مليون كيلومتر مربع، ومساحة تركيا 779.4 الف كيلومتر مربع.
3 – مصر تنفق على البحوث والتطوير %0.23 من الناتج القومي بقيمة 43 مليون دولار، وتركيا تنفق %0.78 بقيمة 574 مليون دولار.
4 – الدين الخارجي المصري 34.7 مليار دولار والداخلي 29 مليارا، والدين الخارجي التركي 290.3 مليار دولار، والداخلي 182.4 مليارا. حتى عام 2005.
5 – الناتج المحلي الاجمالي المصري 188 مليار دولار، والتركي 736 مليار دولار حسب أرقام 2010 (مرتفعا اكثر بثلاثة اضعاف مما كان عليه عام 2002 حيث كان 231 مليار دولار!!) (لاحظ ان الاتراك اقل عددا.. وينتجون اكثر من 3 اضعاف انتاجنا!!!).
6 – متوسط معدل النمو الاقتصادي المصري في اقصى حالاته كان %4.1 كمعدل للسنوات العشر الاخيرة، تراجع الآن الى اقل من %1 (ولا توجد احصاءات)، فيما بلغ في تركيا %6.7.
7 – وأخيرا بلغت نسبة السكان تحت مستوى خط الفقر العالمي في مصر اكثر من %20، وهي في تركيا لا تتجاوز %0.48.
ختاماً.. من يملك قوته.. يملك قراره.
وحمى الله مصر وشعبها من كل مكروه.

حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66


مين دا اللي رافع للسما راسه
«طيب» وعايش لشعبه وضميره بمقاسه
غير اللي شافوا الجموع بالبطء ينساسوا
غير سرّاقين الحلم والعلم والمعنى
آخر المتمة نجمه.. وف وسط حراسه!

مختار عيسى (يوميات يناير)