fiogf49gjkf0d
طيب!!!
عمرة.. «مباركـ.. ــة»
لا يجب ان يمر مرور الكرام ما حدث للمعتمرين المصريين في مطاري جدة والقاهرة، ومن المسؤولين في الجهتين.
ومع ان ما حدث ليس بجديد على الجميع، وسبق وقوع «كوارث» مماثلة في السنوات الماضية، الا ان ابعاد الازمة هذا العام كانت مختلفة، والحساسية «من الجميع» كانت اعلى لاسباب متعددة:
1 – الانباء الاعلامية غير الدقيقة، بل وبعضها «كذب مفضوح» مثل عرض دول الخليج وعلى رأسها الشقيقة السعودية بـ«فداء» مبارك بالمال، مقابل عدم محاكمته، حتى ان صحيفة مصرية نشرت على صفحتها الاولى خبرا، وضع عليه اسم محرر صحفي «محترم» يقول ان «مسؤول كويتي»، - ذكره بالاسم – عرض دفع وزن مبارك «الماس خام» مقابل الافراج عنه، وحدد 60 كيلو جراما على الاقل، ونسي الزميل المحترم ان وحدة وزن الالماس هي القيراط وليس الكيلو جرام!! ومثل هذه الاخبار، شحنت النفوس بين الاشقاء، خاصة مع انتشار شائعة «طرد العمالة المصرية من دول الخليج، في حالة عدم الافراج عن (المخلوع)».
2 – لم يحدث أي تغيير جوهري لدى المسؤولين المصريين، واصحاب شركات السياحة، وايضا الوكلاء السعوديين فيما يتعلق بالتعامل مع الحجاج والمعتمرين المصريين، نفس الفوضى والتسيب والاتكالية وعدم الاهتمام، والغياب الكامل للرقابة، تتكرر كل عام!!
والغريب ان المسؤولين – مصريين وسعوديين – يندهشون ويتفاجؤون ويصدمون.. كل عام بسبب زيادة اعداد الحجاج والمعتمرين المصريين على الرغم من ان عدد التأشيرات معروف للجميع مسبقا!!، ويقع «الارتباك» الموسمي «المتوقع»، ثم تضيع المسؤولية بين الطرفين،.. ويطغى فرح المصريين بأداء العمرة المباركة، وفرحة السعوديين بانتهاء الموسم «على خير».. و«عفا الله عما سلف».. و«جعل الله معاناة الحجاج والمعتمرين في ميزان حسناتهم» وكل عام وأنتم بخير.. في انتظار موسم جديد.. ومعاناة جديدة!
3 – ولا ننسى، وحتى نكون منصفين، ان معتمرينا ليسوا «ملائكة تمشي على الارض»، بل بشر كبقية البشر فيهم الصالح.. وفيهم غير ذلك، وعليهم تعديل بعض «السلوكيات» التي نشاهدها جميعا، ويجب ان نعترف بها حتى نتمكن من تصحيحها، ولا اعني بعض السلوكيات السلبية اثناء اداء المناسك، وانما العادة «الحميدة» بالتهادي وتوزيع الهدايا على المهنئين بعد العودة، وبالتالي حمل كل ما «ثقل وزنه» بدءا بالتمر وماء زمزم.. وانتهاء بـ«البطاطين» الصوفية دون النظر لقدرة الطائرة، أو الوزن المسموح لكل راكب، وان كان ما سبق أمراً يمكن معالجته بالتفاهم بين الراكب وشركة الطيران التي تقله.
4 – وكالعادة.. كان رد فعل حكومتنا الرشيدة متأخرا كالعادة، وتركت الازمة تستفحل حتى انفجر المعتمرون.. ومعهم المسؤولون في مطار جدة.. فالجميع بشر، وبدأ «تسييس» الأمر، حتى طالب بعض «الصائدين في الماء العكر» بقطع العلاقات مع المملكة!!.. هكذا ببساطة!! بدلا من المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة فورية بين البلدين ومنحها فترة زمنية محددة وقصيرة، لتقديم تقرير يحمل الاسباب الحقيقية لـ«الأزمة»، والتوصيات التي تؤمن «انعدام» تكرارها، والمعاقبة الحازمة والشديدة للمتسببين من الطرفين، والحساب العسير لكل من يثبت تسيبه او تقاعسه.
وليس مجرد اشادة من د.عصام شرف بالسلطات السعودية، وتقديم الشكر الجزيل على روح التعاون من الاشقاء وتشكيل لجنة مصرية «فقط» لتقديم «تقرير عما حدث»!!
وهذا في رأيي يحمل شبهة اعتراف ضمني بان الجانب المصري هو المسؤول وحده عن الأزمة!
5 – وحتى نتعامل مع الامور بشكل عقلاني وصحيح.. ادعو كل مصري وقع عليه ضر بسبب احتجازه في مطار جدة، الى رفع قضية فورية أمام القضاء المصري العادل، ضد «الحكومة المصرية» وشركات السياحة، وشركات الطيران التي تعامل معها أيا كانت جنسيتها، وامام القضاء سينكشف المهملون والمتسيبون وكل مسؤول لا يستحق منصبه، وكل شركة تعاملت مع المعتمر المصري على انه «سبوبه» يجب «نحتها» حتى النهاية، دون اعتبار لكرامته أو انسانيته، أو قدسية الشعائر التي تكبد المال والجهد لادائها.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66