fiogf49gjkf0d

 هدية إسرائيل لمصر.. هل نقبل الهدية؟!

في مرحلة ما بعد الثورة والتحرر من مبارك وأفكاره وتوجهاته واطماعه أصبح لزاما علينا أن نفكر بشكل مختلف وأن نختلف ايضا في أساليب تعاملنا مع الأحداث ومع الدول الأخرى سواء إسرائيل أو حتى الدول العربية والاجنبية.

ومن هذا المنطلق وبعد الاحداث الاخيرة على الحدود المصرية الاسرائيلية واستشهاد خمسة شباب مصريين بنيران إسرائيلية بغيضة.. لم يعد هناك خيار آخر أمامنا سوى أن نفكر بشكل عملي ومنطقي سريع ومدروس.. وبعد أن مرت عدة أيام على هذه الحادثة يمكننا القول بأنه رب ضارة نافعة.. فها هي إسرائيل تقدم لنا الفرصة على طبق من ذهب لنعيد صياغة التاريخ ونعيد صياغة اتفاقية كامب ديفيد بالشكل الذي نراه.

اسرائيل نقضت معاهدة ديفيد بتصرفها هذا وبالعودة لنصوص الاتفاقية نجدها تحرم على اسرائيل أي اختراق للاراضي المصرية فما بالنا وقد تعقبت خمسة مصريين وقتلتهم على الأراضي المصرية.

الآن أصبح الأمر واضحاً تماما.. واسرائيل اعترفت بغباء بأنها قتلت المصريين حتى وإن كان عن طريق الخطأ فها هي تقدم لنا الاعتذار وهو ما يؤكد نقضها لاتفاقية كامب ديفيد التي يجب إعادة صياغتها من جديد إن كانت إسرائيل ترغب في السلام.

لسنا ضد السلام.. بل إننا دعاة سلام.. نريد السلام حتى نحقق التنمية والازدهار لبلدنا.. وبناء عليه وبالمعطيات الموجودة أصبح لزاما علينا أن نحقق السلام العادل والكامل.. وهذا لن يتحقق إلا بخضوع سيناء تحت السيطرة المصرية الكاملة.. لذلك المطلوب من المجلس العسكري الآن ودون أي تأخير أن يدفع بأعداد مهولة من الجنود والمعدات والعتاد بكل اشكاله دبابات وطائرات وبناء ترسانات عسكرية كفيلة بردع اي تفكير إسرائيلي في الطمع في سيناء.. أو أي اختراق أمني من الفلسطينيين أو حزب الله أو القاعدة أو الخارجين على القانون.

لابد وأن نضع إسرائيل أمام الأمر الواقع فالفرصة الآن سانحة تماما والمجتمع الدولي معنا والظروف تخدمنا فإسرائيل لم يعد بمقدورها الآن التفكير في الدخول في حرب مع مصر.. ولن يتعدى اعتراضها على دخول القوات المصرية بكثافة إلى سيناء أكثر من الشجب والاستنكار.. وإن فكرت في أي عمل عسكري فسيكون الرد عليها قاسيا حيث يعيش الشعب المصري ومن خلفه المؤسسة العسكرية حالة من الثورة والغضب.. وليس لدينا الكثير الذي نبكي عليه وهم يعلمون ذلك تماما وأن الكرامة والعزة أصبحت هي المطلب الأول لدى الإنسان المصري وهذا لا يتحقق إلا باسترجاع سيناء وفرض السيطرة الكاملة عليها.

أيها المجلس العسكري أسرع في اتخاذ القرار ونريد أن نرى في يوم وليلة سيناء المصرية وقد سيطر عليها الجيش المصري بشكل كامل وأصبح مستعدا لصد اي عدوان غاشم.. وبعد أن تصبح سيناء تحت السيطرة الكاملة نستطيع أن نتفاوض من جديد مع هذا العدو الذي يحتاج في التعامل معه إلى الخديعة وإلى سياسة فرض الأمر الواقع.

نحن لن نعتدي على إسرائيل ولن نبادر بالإعتداء ولكننا سوف نلقنهم درسا جديدا إن فكروا في اختراق مصر مرة أخرى.. نعلم أن هناك من يحاول أن يدفع مصر للصراع مع إسرائيل منهم من هم داخل مصر كالإخوان المسلمين الذي لا يعون خطورة الحرب أو من هم خارج مصر كالفلسطينيين أو حزب الله أو القاعدة.. وهنا لا نريد أن نجرجر إلى هذه الحرب وأن لا ندخلها إلا بدوافع مصرية وطنية خالصة.. ولهذا لابد من مراجعة الأمر فيما يتعلق بالمعابر.. والتعامل مع الفصائل الفلسطينية أو حزب الله أو إيران أو القاعدة أو غيرهم بشكل مختلف نضع فيه المصلحة المصرية في المقام الأول بعيدا عن الشعارات العروبية والقومية التي أصبحت نقمة علينا.

ويجب أن نعلم جميعا كلنا كمصريين أنه آن الأوان أن نفكر في أنفسنا وفي بلدنا أولا.. فمصر لن تكون مؤثرة ولن يحترمها العرب جميعا والمسلمين إن لم تكن دولة قوية ومهمة ولها تاثير وصاحبة قرار وقادرة على الردع لكل من يعتدي عليها.

من الضروري ان تلتفت مصر لمشاكلها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تحلها ومن ثم تنظر للعرب المحيطين بها وعلى رأسهم الفلسطينيين.. وانني وكثيرون في مصر وخارجها لاحظوا خلال السنوات الماضية ان العرب جميعا باتوا يفكرون في اوضاعهم بشكل منفرد فلا قومية عربية ولا وحدة اسلامية ولا غيرها عادت هي الهاجس لدى هذه الشعوب.. وقد لاحظت وانا في مصر خلال الشهر الماضي ان هناك من يعبث بامننا وعلى رأس هؤلاء الفلسطينيين انفسهم.. فهم من فتح السجون وهم من وتروا علاقاتنا مع اسرائيل التي تتحين الفرصة للانقضاض على مصر.. وهم من يثيرون الفتن والنعرات داخل مجتمعنا.. اعرف ان هناك من سيعترض على كلامي هذا من المصريين ولكني اؤوكد ذلك والحقائق مثبته منذ رفع العلم الفلسطيني خلال ايام الثورة الاولى وحتى حادثة ايلات التي راح جراءها الشهداء الخمسة.

قضية فلسطين نتفق انها مهمة عروبيا واسلاميا ولكنها قضية ليست أولى لأن قضيتنا الأولى هي مصر بلدنا التي ان لم تنصلح لن نستطيع ان نقدم شيئا لفلسطين أو غيرها.. وان كان هناك فلسطينيين كارهين لنا وحاقدين علينا - ليس جميعهم طبعا- ولكن كثيرون منهم ومن عاش في الدول العربية يعرف ذلك جيدا.. فلماذا نقدم القضية الفلسطينية على القضية المصرية ولمصلحة من؟

ما يحدث على الارض يؤكد ضرورة أن يتواجد الجيش المصري في سيناء للدفاع عنها وتطهيرها من أتباع القاعدة من الجنسيات المختلفة والارهابيين والبلطجية.. وما أراه أن العالم كله سيكون في صف مصر.

الزعيم المخلص الراحل أنور السادات فعل ما استطاع فعله في وقت اتفاقية كامب ديفيد وحان الوقت لأن نكمل من حيث انتهي السادات حتى تكتمل عملية التحرير لسيناء الغالية.. فهل يفعلها المجلس العسكري ويعيد لمصر كرامتها وعزتها وسيناءها المحررة على الورق فقط وليس على أرض الواقع.

** يالها من مصادفة أن يكون من بين الشهداء المصريين الخمسة من يحمل اسم كاتب المقال.. (أسامة جلال).. فكم أنا فخور بهذا الإسم وهذا الشهيد ورفاقه الذين أفنوا عمرهم من أجل حماية بلدنا الغالي.