طيب!!!
شعب.. بلا «كتالوج» : حسام فتحي
توقفت كثيرا أمام إعلان اللجنة العليا للانتخابات أن المؤشرات الأولية لليوم الأول للاقتراع تشير إلى أن لجان «العريش» و«بئر العبد» هي من أكثر اللجان كثافة من حيث الحضور.
«العريش وبئر العبد».. يا سادة هي أكثر بقاع مصر المحروسة اكتواء بنار الإرهاب، وبالتأكيد أهلها هم الأكثر رغبة في الخلاص من دائرة الرعب التي يعيشون فيها.
لمن نسي أو تناسى.. فإن «بئر العبد» هي تلك البلدة التي يقع بالقرب منها مسجد «الروضة»، تلك القرية التي تحمل اسم المسجد والتي تعرضت يوم الجمعة 24 نوفمبر الماضي إلى أسوأ مذبحة في تاريخ مصر الحديث،عندما قام «كلاب النار» من الإرهابيين خوارج العصر بتفجير عبوتين ناسفتين ثم نفذوا هجوما مسلحا بالـ «آر بي جي» والمدافع الرشاشة على المصلين العزل فاستشهد 305 مصلين بينهم 27 طفلا وأصيب 128 مصليا.
اعتداء إرهابي غاشم وقذر وحقير، لم يراع حرمة بيت الله، ولا قدسية الصلاة، ولا أمن وأمان المسلمين، ولا حرمة دماء المسلمين، ولا براءة الأطفال وطهارة أرواحهم، ولا أي مبادئ دينية أو إنسانية، كل هذا تحمله أهلنا في «الروضة» و«بئرالعبد»، محتسبين شهداءهم عند الله، وهم من تحملوا من قبل اتهامات بعض «الجهلاء» بأن هؤلاء الأهالي المكلومين والثكالى والأرامل واليتامى هم أنفسهم من يؤون الإرهابيين ويفتحون لهم بيوتهملإخفائهم!!
واليوم يرد أهالي شمال سيناء على هذه الاتهامات الظالمة بتدفقهم على صناديق الانتخاب ولجان الاقتراع ليعلنوا للعالم إدانتهم للإرهاب، ورغبتهم في استئصال جذوره، وإطفاء نيرانه التي حرقت قلوبهم وكوت جنوبهم أكثر من أهلنا في أي بقعة أخرى من أرض المحروسة.
ولمن يستغربون من «رقص» المصريين أمام لجان الانتخاب أقول لهم: أنتم لا تعرفون جيدا «سيكولوجية» شعب مصر، فالرقص ليس فقط فرحا بالتجديد لرئيس يعتبرونه بطلهم الذي خلصهم من «أهل الشر»، لكن رقص المصريين رسالة للداخل والخارج بأنهم رغم الضغوط الاقتصادية سيكملون المسيرة حتى يتحقق الحلم، وتعود مصر إلى مكانتها التي تستحقها ومكانها الذي يليق بها.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.