بعد أن صليت الفجر أمس الجمعة، وقرأت سورة الكهف، دعوت لمصر أن تكمل طريقها إلى ما وعد به الرئيس عبدالفتاح السيسي في بداية فترة رئاسته الأولى، بأن أم الدنيا ستكون "أد الدنيا"، وأن يسهم المصريون بوعيهم في إكمال الصورة.
وكان المحك الأول في انتخابات الرئاسة للمصريين بالخارج، الذين سيظهرون للعالم انطباع المصريين عن إنجازات الفترة الماضية، ومدى تقبلهم لما تم فيها، ورغبتهم وسعيهم لإكمال المسير إلى مستقبل أرقى، بدأنا وضع أساسه وأصبح الطريق ممهدًا لإكمال البناء والتشييد.
وما هي إلا ساعة بعد صلاة الشروق إلا ووجدت رسائل تنهال على هاتفي من أصدقاء مقربين في أغلب الدول العربية، وخصوصًا الكويت، عن طريق موقع "مصريون في الكويت" النشط، الذي صوَّر كل لحظة من لحظات العرس الديمقراطي من الجزيرة الخضراء، مكان تجمّع المصريين المقيمين بالكويت وانتقالهم إلى مقر سفارتنا هناك، للإدلاء بأصواتهم، والصورة الرائعة التي نقلها المصريون إلى العالم، صورة لا تظهر إلا وقت حاجة مصر إليهم، رجال وقت الشدائد والأزمات، وجوه تملؤها الفرحة والسعادة، وكأنهم خرجوا احتفالاً بعيد وطني، تملأ الزغاريد المكان، والأغاني الوطنية تتردد على الألسنة في فرح ليس له مثيل، أجواء تمنيت لو أنني بينهم، أحتفل معهم بالإسهام في تكملة البناء الذي بدأناه منذ أربع سنوات.
لن أخفي عليكم أن الغيرة ملأت قلبي، وتمنيت أن أرى هذه الصورة الرائعة بشكل موسّع في كل ربوع مصر، وأن أرى المصريين مصطفين طوابير أمام لجان الانتخاب، والفرحة تملأ وجوههم، وأصوات الزغاريد تعلو في سماء مصر، فرحًا بالعرس الديمقراطي، وكلمات الأغاني الوطنية تجعل القلوب ترقص قبل الأجساد، رافعين علم مصر، مرفرفًا في الأيدي وفوق الرؤوس، في صورة تؤكد للعالم وعي المصري بخطورة المرحلة التي نمر بها، وأنها عنق الزجاجة، الذي يجب أن نتحد على رأي واحد كي نعبره، ونحقق لوطننا ما نحلم به، ولأبنائنا ما نرجوه من ربنا.
خروجنا للتصويت في الأساس من أجل وطننا وأمنه ورخائه، ليس لإنسان بعينه، أو لنظام بعينه، فالبشر زائلون والأنظمة أيضًا إلى زوال، والشاهد في ذلك ليس بعيد العهد، فقد ظل نظام مبارك ثلاثين عامًا جاثمًا على حكم مصر يأبى تركه، إلى أن كتب الله له الزوال، وكذا حكم الإخوان الذين ظلوا يسعون إليه من عشرينيات القرن الماضي، لم يدم حكمهم أكثر من عام.
ما أعنيه أن دستورنا قد حدد فترتين لأي رئيس يتولى حكم مصر، وقد حدد الرئيس عبد الفتاح السيسي 2030 عامًا لشعور المصريين بأثر ما زرعنا من خير ومشروعات تنموية تنهض بمصر، لذا يجب علينا، نحن المصريين، أن نستعد من الآن لاختيار من سيكمل المسيرة، بدراسة كل خطوة لنبني عليها، كي لا نفاجأ بعد نهاية فترة حكم الرئيس الثانية بأننا غير قادرين على اختيار رئيس من بيننا يكمل المسير ويحقق النهضة، وكي لا نبدأ من جديد مع الرئيس الجديد.
يجب علينا أن نرسّخ الدستور ونرسّخ الديمقراطية، ونكمل الطريق الذي اخترناه في 30 يونيو مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، لذا يجب على كل مصري واعٍ قادر على تولي زمام أمور مصر أن يراقب ويدرس ويدقق في كل خطوة تخطوها مصر الآن نحو التقدم والرقي ليكمل البناء، لا ليهدم ما تم بناؤه ويبدأ من جديد.
أمامنا أربع سنوات، لا تُعدُّ وقتًا بحساب الزمن، نسأل الله فيها التوفيق والسداد لمصر، رئيسًا وحكومة وشعبًا، وأرجو أن نجد بعدها عشرات المصريين المخلصين يتقدمون ليكملوا مسيرة التقدم، بعد أن رسّخ لنا الرئيس عبد الفتاح السيسي دعائمه وأسسه، فإلى الأمام بإذن الله، نتحد على إكمال المسير، والله الموفق والمستعان.
آخر الكلام
بكرة أحلى يا مصريين          مع رئيس مخلص وأمين
قالها مرة في 30 يونيه           مصر هتبقي أد الدنيا
بس كونوا متفائلين               وادعوا ربكوا قولوا آمين   
ادعوا يلا قولوا آمين          بكرة أحلى بكرة أحلى بكرة أحلى يا مصريين