ولد الشاعر المصري الرقيق حسين السيد عيسى في 15 مارس 1916 من أم تركية وأب مصري، تفنن في قرض القصيد والشعر الغنائي بكل سلاسة ورقة، ولم يتناول من بحور الشعر إلا السهل الممتنع، فكانت اغانيه لسان حال المجتمع والشارع والناس.
 
حسين السيد دخل على والدته يوم احتفال العالم بعيد الأم ليلة الحادي والعشرين من شهر مارس حاملاً بيده هدية قال لها إنها لن تنتهي ولن تنسى، هدية اسمها ست الحبايب، ألفها الشاعر بدقائق، ولحنها العبقري محمد عبدالوهاب في ربع ساعة، وسجلت بصوته في نفس الليلة، ست الحبايب عاشت منذ 21 مارس 1958 إلى يومنا هذا تذاع كل سنة دون منافس، غنتها فايزة أحمد في الخمسينات من القرن الماضي، وغناها حسين الجسمي في القرن الحادي والعشرين، وسوف تغنيها الأجيال عام ثلاثة آلاف وعشرين، هكذا هو العمل الناجح الطيب، يكون قائله رميماً في قبره المنسي، وقوله يتردد على كل لسان، حسين السيد كانت هديته لأمه صفحة من أيام الزمان تتقلب من حوله الأيام وتعود شمسه تسطع من جديد، فنتذكر الشاعر وأمه ونترحم على عبدالوهاب، ونطرب لفايزة وتدمع عيوننا عندما تقول كلماتها
 
انام وتسهري
تباتي تفكري
وتصحي من
الاذان وتيجي
تشقري يارب
يخليك يا أمي
يا ست الحبايب
يا حبيبة حبيبة.. هذا هو حسين السيد الذي غاب عنا بجسده ويعيش معنا بفنه وإبداعه، رحمه الله، شاعر الأجيال.