دعونا نستعن بالعقل ولو قليلاً ونوقظه من سباته، لنتأمل فيه ما يجب أن نصارح المنطق وحقائق الحياة اليومية حولنا في قضية رأى فيها البعض كسباً لشعبيته وجذباً للأضواء له رغم أن الأضواء الصارخة والقوية يبتعد عنها الناس في أذواقهم وميولهم. فكيف إذا كانت هذه القضية ذات علاقة مباشرة باحتياجاتنا الضرورية المنزلية والشخصية التي يستحيل الاستغناء عنها في واقع حاضرنا.
 
الحديث أو الطنطنة في مسألة الوافدين أصبحت مملة، رغم أنني مع علاج هذه القضية وفق ما يحقق معالجة التركيبة السكانية التي نتطلع لها نحن العامة لا تطلعات حكومتنا الرشيدة، مع أن كل حكوماتنا السابقة واللاحقة رشيدة ولله الحمد وكل شيء عندنا زين مو شين.
 
لا تخضع قضية الوافدين سواء في إبعادهم أو بقائهم بيننا إلى الانفعال بالقول أو العمل، بل تخضع إلى التفكير الهادئ بالعقل الإنساني المتزن الذي نرى من خلاله المشهد على طبيعته وواقعه، وهو ما نحتاجه في مثل هذه القضية.
 
في كل صباح نخرج من بيوتنا إلى حيث يريد كل منا، ولعل أول ما نراه نظافة السيارة ونعرف أن نظافتها كانت على يد وافد، ثم لنذهب إلى الخياط لتفصيل دشداشة كويتية ثم الكواي ومعه كهربائي وميكانيكي السيارة وعمل بناء بيوتنا وشوارعنا وطباخينا بالمنازل وخدم القهوة والشاي بالدواوين والحلاقين وبقية الحرف العديدة التي يرى فيها الكويتي برغبة منه أنها خط أحمر لا يقترب منه.
 
لا نرى فيها سوى الوافد الذي ترك بلاده وأهله بحثاً عن لقمة العيش الحلال، فهل هناك من الكويتيين من انخرط في هذه الحرف وغيرها؟ ثم وهل بالإمكان الاستغناء عن الوافد في قضاء خدماتنا، أم أن الأمر استهلاك بالحديث ودغدغة عواطف الناس البسطاء بيننا إلى الانفعال، الذين يصفقون في زفة العريس ولا يعلمون من هو وإلى أين ذاهبون.
 
قد يمكننا الاستغناء عن الإداري والسكرتير وحتى المستشار وما أكثرهم في مكاتب الوزراء والوكلاء، هنا يمكننا القول – الكويتي أنفع – خاصة في ظل وجود الكويتي هنا يبدو التكويت ضروريا، لكن هل توافر العنصر الكويتي الذي يجعلنا أن نقول للوافد ما نبيك مع السلامة روح ديونك؟!