ما الذي دهانا وأصمنا وأعمانا !!
 
طالعت بجريدة الراي الكويتية الصادرة بتاريخ اليوم الإثنين الموافق 18/5/2015م وبالصفحة الأخيرة خبراً بعنوان " مصري يبتز طليقته بصورها " وفي التفاصيل أن المطلقة أقامت دعوى للمطالبة بنفقتها وفقاً لما توجبه الشريعة وما ينص عليه قانون الأحوال الشخصية ومن ثم فقد تحصلت على حكم نهائي واجب النفاذ إلا أن المطلق بدلاً من أن يمتثل لأداء ما عليه من متجمد نفقة لجأ لحيلة شيطانية وهو الضغط على المطلقة عن طريق نشر صورها الخاصة التى كان يحتفظ بها حال الحياة الزوجية طبعاً عبر وسائل التواصل الإجتماعي!. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن لماذا تردينا إلى هذا المنزلق المشين الذي يتنافي مع قواعد الخلق القويم والشرف والرجولة قبل أن يتنافي مع قواعد الدين؟.
 
حينما جاء الإسلام إلى الجزيرة العربية كانت هناك قواعد تحكم القبائل رغم السلوك الجاهلي إلا أنها كانت تتسم بالكرامة والزود عن الأهل والعشير وصدق العهد والوفاء بالكلمة مهما كلف ذلك الصدق من أعباء,وقد أبقى الإسلام على كثير من تلك القيم , بينما نحن في هذا الزمن وبعد قرون عديدة من نزول الإسلام ورسوخه وإرساء مبادءه تراجعنا تراجعاً ينم عن الجهل بالقيم الإنسانية قبل الجهل بقواعد الدين فأصبح الذي يدعى التدين ويتظاهر به أول من يخالف قواعده الأساسية فتجده نصاباً أفاقاً لم يسلم الناس من شروره وآثامه,ومن هو منوط به الحفاظ على زوجه وأن يوفر لها الحياة الكريمة أول من يؤذيها سواء حال قيام الزوجية أو بعد الفراق رغم ورود الآيات الكريمات التى تبين أن الزواج رباط مقدس وأنه ميثاق غليظ وأن الزواج سكن ومودة وفي حال ما إذا شابت العلاقة الزوجية ما يعكر صفوها – وهو أمر وارد – لا يؤذي أحدهما الآخر بل يفترقا بالمعروف كما أرتبطا بالمعروف وأن يؤدى الزوج ما عليه من حقوق للزوجة دون نقص أو إفتئات إلا أن تعفو هي وتتنازل وهو ما أورده المولى عز وجل بقوله: " وأتُوا النّسَاءَ صدُقاتِهِنّ نحِلةً فإن طبنَ لَكُم عَن شئٍ منهُ نَفساً فكُلُوهُ هنيئاً مَرِيئاً " النساء/4
 
ويقول عز من قائل : " وإن يَتَفرَقا يُغنِ كُلاً مّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللهُ واسِعاً حكِيماً " النساء/130 وغير ذلك الكثير والكثير بين دفتي القرأن العظيم وما جاءت به السنة النبوية الشريفة من الحض على حسن التعامل بين كافة الناس وعلى وجه الخصوص بين الزوجين سواء حال قيام رابطة الزوجية أو بعد إنفصامها أما أن يأتي علينا هذا الزمان الذي انعدمت فيه النخوة والمروءة وأصبح من هو مؤتمن أول من يخون ويهدد الآخر بهتك الستر وفضح العرض فهذه أمور تنبئ عن خطر داهم وتنذر بعقاب وخيم على المجتمع بأسره,وهو ما يجعلنا نتساءل عما يحيط بنا من هرج ومرج وكثرة القتل الذي أصبح لا يؤذي المشاعر لشيوعه وذيوعه بأساليب أضحت مقززة ومن يقوم بها أبناء جلدتنا ومن هم من ديننا وليسوا من أعداءنا في الدين أو العقيدة مما يجعلنا نقف وقفة مع أنفسنا ونعلم أن ما يجري فهو ما جنته أيدينا ومن أعمالنا سلط علينا وما ظلمنا الله ولكن ظلمنا أنفسنا قبل أن نظلم ممن علينا أن نحفظهم ونرعاهم ونصون أعراضهم.