أحتفظ بعلاقة صداقة ومحبة واحترام متبادل، مع العديد من الأخوة الوافدين، منهم من عرفته وزاملته سنوات منذ أيام الغزو العراقي، وآخرون عرفتهم منذ سنوات قليلة خلال عملي في الوزارة وفي الصحف المحلية، واعتز وافتخر بهذه الصداقة والزمالة.
الوافد إنسان بسيط جاء لكسب الرزق الحلال وليست له أهداف أخرى سوى العيش بسلام وامان. ولعل اختيار الكثير منهم للعمل في كويت الإنسانية جاء بناء لعوامل عدة، منها الحرية والأمن والامان وغير ذلك.
عندما نستذكر الخدمات الجليلة والكبيرة للوافدين، فإننا نعود بالزمن الى الخلف منذ المرحلة الابتدائية، فنستذكر معلمينا الذين كان لهم فضل كبير لا يمكن نسيانه. كما نتذكر طبيب المستوصف الذي عالجنا ووصف لنا الدواء والبلسم الذي يداوي جراحنا. ولا ننسى ذلك المحاسب الذي يعمل بجد واخلاص رغم ضغط العمل في الجمعيات التعاونية، والمهندس الذي أخلص في عمله وصمم وخطط مدن وشوارع الكويت قديماً وحديثاً. وبالطبع لم ولن ننسى العمال البسطاء الذين اخلصوا في عملهم من اجل كسب لقمة العيش بالحلال.
وعندما كبرنا قليلاً تعلمنا في بداية تسلمنا للعمل الحكومي، من زملائنا الوافدين الذين لم يبخلوا علينا بالمعلومة وتابعونا حتى اتقنا العمل. فقد كنت أعمل بوظيفة مشغل وحدة تقطير المياه في وزارة الكهرباء، ولا انسى فضل ذلك الوافد البنغلاديشي والوافد الفلسطيني او والمصري الذين اخلصوا في عملهم واوصلوا لي المعلومة الصحيحة وحرصوا على اتقاني للعمل.
اليوم نجد بعضاً من المتكسبين، سواء سياسياً اوإعلامياً او حتى اجتماعياً بكل أسف، يحاول جاهداً أن يدق أسفين الخلاف بين الكويتيين واخوانهم الوافدين، وأن يثير المشاكل والاقتراحات من أجل اثارة الفتنة بينهم، فتحصل حادثة تبادل ضرب وهي شخصية لا تمثل كل الكويتيين ولا كل الوافدين، ومن الظلم تعميمها بشكل مطلق على الجميع، فتجد المشاهير في السوشيال ميديا وبعض المغردين يحاولون اشعالها لتصبح قضية رأي عام.
نحن في كويت الإنسانية التي نعتز ونعتبر مساعدتها للعالم ولكل مستضعف واجب علينا من دون مِنّه ولا تفاخر. لا يمكن أن نقبل بأن يُمس من خدم بلدنا وعلمنا وساهم في بناء وطننا وطببنا وساهم بشكل كبير في كل شيء جميل في بلدنا الغالي. فالكويت تستوعب الجميع من دون تمييز ولا كراهية. وما نشاهده اليوم من فئة قليلة، ما هو سوى تكسب ومحاولة للظهور على حساب الوافدين الذين نحترمهم ونعتز بوجودهم بيننا ونقاتل من أجل أن يعيشوا بخير وسعادة ويكسبوا رزقهم الحلال بكل أمن وامان ومن دون تخوين أو إهانة أو نظرة استهجان، من بعض الأشخاص الذين يفتقدون لأبسط سبل الإنسانية والنخوة والكرامة، والله المستعان.