العلاقة بين طاهر أبوزيد والخطيب هي نفسها العلاقة بين محمد بركات وابوتريكة، وسعيد صالح وعادل امام، وعبدالحليم حافظ وام كلثوم. علاقة بين موهبتين احداهما عظمى والاخرى عظيمة فقط. هي العلاقة بين القمر والشمس، ومهما تغزل الشعراء والعشاق في القمر تظل الشمس هي السراج المضيء الذي يستمد منه القمر نوره وبهاءه. ورغم شعبيته الجارفة ظل العندليب تلميذا امام الست، وظلت ام كلثوم كوكب الشرق. وعندما كان بركات يتألق ويبدع كانت الجماهير تهتف بحياة القديس ابوتريكة وترفعه فوق الاعناق. مرسي الزناتي حاول امام الزعيم الاباصيري وسقط. لما اراد عبدالحليم ان يتمرد على الست ويخرج عن هيمنتها وسطوتها اخطأ واضطر للاعتذار لها، ورضي ان يكون القمر. يحسب لطاهر ابوزيد العنيد والاقل موهبة وذكاء من الخطيب انه لا يتوقف عن محاولاته حتى لو باءت بالفشل. الخطيب يمضي في الطريق الذي رسمه لنفسه بمهارة وحرفنة. أبوزيد لم يعتذر او يرفع الراية البيضاء بعد، طاهر ابن البداري يتوارى في الظل شيئا فشيئا، ويأبى أن يكون القمر...