تذكرت بالأمس مشهداً بشعاً رأيته في طفولتي المبكرة ومازال جسدي يقشعر كلما استرجعته حتى يومنا هذا..
اعتقد ان عمري لم يكن يتجاوز 5 ـ 6 سنوات، عندما وقفت مع أبناء جيراننا نترقب ولادة قطتهم بشغف يستحقه فعل الخروج الى الحياة، لكنني صعقت بمشهد القطة الأم الوديعة المسالمة وهي تلتهم أحد مواليدها بادئة 
بفصل رأسه عن جسده وكانت الصدمة شديدة القسوة والعنف.. حتى انني أكره القطط حتى يومنا هذا.. وأعشق وفاء الكلاب!
وعندما جريت الى حضن أمي منزعجا.. باحثا عن إجابة لم اقتنع أبدا بتبريرات ان القطة بعد الولادة مباشرة بحاجة الى «بروتين»!!.. ولا أنها تأكل المولود «الأضعف» حتى لا يموت جوعا لعدم استطاعته منافسة إخوته على 
الفوز بالتقام ثديها!!.. ولا العكس انها تأكل «أقوى» أبنائها حتى لا «يجور» على حق إخوته!!
ولا أنها تأكله «خوفا عليه» ألا يفترسه حيوان آخر!!
كل هذا «الهراء» لم يقنعني.. ولم ينجح في مجرد «إبهات» التأثير السلبي للمشهد الذي لازمني طوال حياتي.. والحقيقة انني استعدته مرة أخرى وأنا أفاجئ بالإعلامي المحترم أسامة كمال وهو يقول في برنامجه على 
الهواء ان الصديق العزيز.. ابن مصر البار حقا.. والمخلص فعلا.. عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق لم يتسلم راتبه منذ عدة شهور بعد «إبعاده» من منصبه و«تسكينه» كمستشار لوزير الثقافة حلمي النمنم (
الذي لم أعهده بهذا الخنوع!!) وبالتالي فعصام الأمير يعيش دون شكوى.. ودون تذمر.. ودون «دخل» منذ عدة أشهر.
عصام الأمير خدم مصر في وقت هرب فيه الكثيرون من تحمل المسؤولية، وتصدى بشجاعة لجبال الفساد في «ماسبيرو»، وحاول جهده إعادة الروح لتلفزيون الدولة، وبدأ الاعتماد على الدماء الجديدة وإقصاء من استمرأوا الذل 
والعبودية والخنوع، واحتلت خلايا أدمغتهم «فيروسات» التآمر والتلون والخداع.. وفجأة وقبل ان يكمل مهمته «أطيح» به من كرسيه، ولم يقل عصام وقتها لماذا.. وآثر الصمت لمصلحة البلد.
لكننا فهمنا بعد ذلك انه لم يوافق وقتها على ما وافق عليه من جاء بعده.. لنصل إلى ما نحن فيه.. «وكل لبيب بالإشارة يفهم»!!.. وليس الآن وقت إقحام الرأس في عش الدبابير، ولكن ان يصل الأمر الى محاربة الرجل 
الشريف المحترم في رزقه.. ومعاشه وراتبه المستحق، بعد ان استبعدوه من منصبه فلا أظن ان ذلك يرضي أحدا، وخصوصا الرئيس عبدالفتاح السيسي!
أرجوكم لا ترسلوا للمخلصين رسالة «أن بهية لا عزيز لديها.. وتأكل ابناءها دون سبب».. فمصر أحوج ما تكون الى كل «عصام الأمير».
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.