.. لا يا سيدي لا أنادي بعودة إعلام «أحمد سعيد»، ولكني أيضا لا أحتمل استمرار إعلام مذيعات: الهيروين والعفاريت والفبركة وتأجير الكومبارس ليلعبوا دور أبطال البرنامج، ولا مقدمي برامج التوك «شوز» ذوي الشعر الأبيض والقلوب السوداء والعقول البلهاء الذين «تُدَسّ» لهم الأكاذيب فـ«يدسون» في عقولنا الترهات، و«يدسون» في حلوق شعبنا المرارة، قبل ان يطلوا علينا بمسوح الوطنية وابتسامة أكثر اصفراراً من وجوههم الممتقعة! وتبريرات أكثر سطحية من عقولهم الفارغة!

.. ولكن بما اننا في حالة حرب حقيقية مع إرهاب أسود.. متغول.. تدعمه دول وتموله دويلات، وتحميه أمم كانت متحدة، ويسانده بعض أبناء شعبنا ممن عميت بصائرهم وزاغت قلوبهم، أفلا تفرض علينا حالة الحرب هذه أن نضع ونطبق ونلتزم بميثاق شرف إعلامي تحرسه وطنيتنا الحقيقية ويذود عنه حِسّنا الوطني، وتدافع عنه مصريتنا الحقة؟

إن ما يحدث في «مزارع» الفضائيات الخاصة من هتك لعرض مواثيق الشرف الإعلامي، وانتهاك لقيم المجتمع، واغتصاب لحق المواطن في الخبر الصادق والرأي الحر والتقرير المحايد لهو حقا كارثة بكل المقاييس،.. كارثة لابد ان يتم وقفها وفورا لا عن طريق القمع والحجب وكتم الأصوات، وإنما بالإسراع بإقرار القوانين والمواثيق الملزمة، وتشديد العقوبات المالية والأدبية على «المسئول» عن ارتكاب الخطأ، وعدم استثناء أحد من تطبيق العقوبات مهما كان حجمه أو نفوذه، أو مصالح «المعلم» صاحب الفضائية أو «الحاج» صاحب الجريدة أو «المِقَدِّسْ» مالك الموقع الإلكتروني!

وبدلا من «استنزاف» القوى في صراع «نقابة الصحفيين» و«نقابة الإعلاميين» و«الأعلى للصحافة» و«غرفة صناعة الإعلام» حول من صاحب القرار ومنفذ الميثاق الذي يمسك بالعصا ويطبق القانون، أدعو كل هذه الجهات الى التعاضد لتحقيق هدف واحد هو تحقيق الاصطفاف الشعبي خلف الدولة ومؤسساتها في مكافحتها للإرهاب الأسود، وانتشال مصر مما تعانيه، وفي الوقت نفسه «الضغط» على الجهات المسئولة لتوفير المعلومات الدقيقة والسريعة والمتواصلة حتى لا يقع الناس فريسة للمغرضين والأعداء ومدعي العلم.

 

.. صراحة بالأمس افتقدت «هدوووء» ورجاحة عقل عماد الدين أديب، وأنا أشاهد أراجوزات وبهاليل الفضائيات.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.