استشهد من استحق شرف الشهادة.. على يد من لا يستحق الحياة «.. ودين أبوهم اسمه ايه اللي فتحوا القلب لخيول العدو؟» أدعو بالرحمة لشهدائنا.. الأبرار.. وبتمام الشفاء لمصابينا.
.. وأختلف مع من يصف الفاجعة التي وقعت لخيرة أبناء مصر من ضباط وأفراد الشرطة على طريق الواحات بأنها مجرد «حادث إرهابي»، وأظن أن اختزال حجم الخسارة الفادحة التي وقعت في كلمة «إرهاب» فقط هو «إخلال» وسوء تقدير فما حدث هو عملية عسكرية غادرة متكاملة الأركان، تقع ضمن حرب بالوكالة تشنها «دول» على مصر، دول تخطط وتمول وترشي وتستميل وتزود بالسلاح بهدف إسقاط مصر، ومن يظن غير ذلك فعليه مراجعة معطياته جيدا.
وبما أنني لست (خبيرا ـ أو مفكرا ـ أو باحثا) استراتيجيا، فسأعلّق فقط على ما أفهم فيه وهو الجانب الإعلامي، فمن الواضح أن حجم «الفاجعة» أفقد الجهات الإعلامية الرسمية توازنها، فسكتت عن الكلام المباح، ونسيت أو تناست أو تغاضت عن حق الناس في المعرفة، وضرورة تزويد وسائل الإعلام بالمعلومات حتى لا «تجتهد»، فبعد حوالي 24 ساعة من وقوع العملية العسكرية الغادرة كانت وزارة الداخلية مازالت مكتفية ومتمسكة ببيان مقتضب مفاده: «استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة في أثناء مداهمة إحدى البؤر الإرهابية بطريق الواحات، حيث وقعت اشتباكات بالأسلحة النارية بعدما أطلق الإرهابيون النار على القوات، ولقي عدد من الإرهابيين مصرعهم»... كان هذا هو البيان الرسمي حتى كتابة هذا المقال، وبعد ما يقارب 24 ساعة على الفاجعة.
ولا شك أن الفاجعة كشفت أداء «الإعلام الخاص» وحسمت ضرورة عودة دور تلفزيون الدولة.
ومادام لم يتم تعريف الناس بتفاصيل أكثر، «اجتهدت» وكالات الأنباء الأجنبية، والفضائيات (موالية ومعادية) في الحصول على المعلومات من مصادرها المجهولة، فأربكت اجتهاداتها الناس، وأحدثت بلبلة في غير وقتها.. وكالة الأنباء المصرية الرسمية (أ.ش.أ) نشرت أن 17 شهيدا ومصابا وصلوا إلى مستشفيات الشرطة، أما وكالة الأنباء الألمانية الرسمية (د.ب.أ) فرفعت الرقم إلى 58 شهيدا وحددت أنهم 35 ضابطا و23 مجندا.. ووصفتهم وكالة الأنباء الأشهر (رويترز) بأنهم 52 شهيدا، و6 مصابين، أما وكالة الأنباء الفرنسية فحققت سبقا (كارثيا من وجهة نظري) عندما عرَّفت الإرهابيين بأنهم من حركة (حسم) الإرهابية وأن عددهم 8 رجال فقط!! لاذوا بالفرار بعد الاشتباك!!.. فهل فكر أحد في الأثر السلبي جدا لهذه التفاصيل على معنويات ضباطنا وجنودنا؟!
للأسف تأخر صدور بيان رسمي واضح أعطى المجال لهذا التضارب والتكهن «الكارثي» وكان الأفضل إما إصدار بيان واضح أو صدور قرار بمنع النشر فورا إيقافا للبلبلة.
رحم الله شهداءنا الأبرار وعافى مصابينا الأبطال، فهم خير أبناء مصر، وزهرة شبابها، وصفوة مخلصيها، وهدى أولي الأمر لما فيه صالح البلاد والعباد.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.