نقول في مصر مجموعة من الأمثال الشعبية المعجونة بخبرة السنين الطويلة، فعندما يكرر المرء «أفعاله» نقول «رجعت ريما لعادتها القديمة»، و«نهيتك ما انتهيت والطبع فيك غالب»، و«الطبع يغلب التطبع»، و«يموت الزمار..» وهلم جرا..
تذكرت حِكَمْ وأمثال المصري العتيد وأنا أتابع موسم تدشين حملات «انتخبوا الرئيس»، و«سيزون» إطلاق استمارات «اخترناك.. واحنا معاك».. نفس الأفكار «اللزجة» التي بزغت في عهد السادات وترعرعت وانتعشت في عهد مبارك الطويل، تعود لتنفجر في وجوهنا كرأس «ميدوسا» الشائهة.
.. يا سادة أنتم تسيئون للرجل من حيث لا تدرونـ وربما تدرون ـ فالقاعدة تقول «ان كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده»، وأنتم بكل نفاقكم التليد، ومداهنتكم العتيدة، وتلميعكم الرديء للرجل تضرون بصورته ولا تفيدونها.
.. وقبل ان يتسرع الإخوان ويفرحون بما أقول، أو «يتسربع» الموالون ويصنفوني إخوانياً أو عميلاً أو خائناً.. أقول انني لا أطيق تنظيم الجماعة، وأعتقد بأن استمرار السيسي لمدة رئاسية ثانية هو في صالح مصرـ وهذه قناعتي- لكن الدعوة لإعادة انتخاب الرئيس لا تكون بهذه الفجاجة الممجوجة، ولا السطحية البدائية، ولا ألاعيب البهلوانات المكشوفة التي يجيدها سياسيون وإعلاميون احترفوا «اللهط» على كل الموائد.
أوقن تماماً أن الرئيس السيسي لم يطلب من أحد «تلميعه» إعلامياً، وأعتقد جازماً انه لم يعط موافقته على أي حملة دعم.
كما أوقن أن المصريين لا يحتاجون إلى سماع «كونشيرتو» درب النفاق الرخيص الذي انفجر في وجوههم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا «جوقة» حاملي مباخر «استمارات» إعادة انتخاب الرئيس التي ربما تسببت في عدم الإقبال على انتخابه فعلياً عبر صندوق الانتخابات، وهو ما نحتاج حقا الى حث الناس على فعله، فربما اعتقد الناس ان التوقيع على الاستمارة كاف، وان الرجل الذي يحصد هذه الشعبية الجارفة عبر مواقع التواصل، ليس بحاجة الى مجرد ورقة في صندوق انتخابي!!
ارحمونا.. يرحمكم الرحمن.. واتركوا إنجازات الرجل تتحدث عنه.
وحفظ الله مصر ورئيسها وأهلها.. من كل سوء.