رجل البلوفر أو"المتهتاتي"!
———————-بقلم: محمود الشربيني
—————————————————
- &<28420;قالت لي انت قلبك إسود ومهبب.. وهذا طبعا أفضل من ان يكون إسود و" منيل" .. أي ممزوج بالنيلة .. فالهباب يمكن التخلص منه،فمناديلي الورقية المبلله لاتفارقني في المحروسة، ويمكنها ممارسة عملية الإزالة بسرعه، أما النيلة فيبدو أن التخلص منها مسألة صعبه " إلا قليلاً" ووجه الصعوبة يكمن في أنها ربما تحتاج إلي "غسالة" ، إو علي الأقل إمرأه تستطيع أن" تَمْرُشْ" بكفاءة !
- لكن لماذا قلبي إسود وليس أزرق؟ ومهبب وليس منيل؟ هل لأني أمقت رجلاً يكاد أن يعلن من صالة 2 أو 3 " في مطار القاهرة الدولي إسمى أحمد شفيق"؟! تقول صحف تستعرض حالياً من يمكنهم المنافسه (…) في انتخابات الرئاسة ( إذا أقيمت!)أن من بينهم خالد علي، وليس حمدين صباحي ، ومنعم أبو الفتوح والرئيس عبد الفتاح ضيعها الشهير بالسيسي سابقاً، وأخيراً رجل المطار رئيس وزراء مصر الغائب تماما اثناء إندلاع "موقعة جمل" أبناء مبارك ، وأعمدة نظامه، وأيتامه، وأرامله،ولقطائه، وشراشيحه، وشرشوحاته- الذين كان يخشاهم الدكتور الفقي ويحسب لهن ألف حساب- ومخبريه ونوائبه ورجال أعماله وفاسدينه في البر والبحر والجو، وفي مجلسي الشعب والشوري والمؤسسات الاعلاميه والشرطيه والعسكرية أيضاً!
- تخيلوا معي المشهد الفكاهي: رجل البلوفر، أو المتهتهاتي، أو رئيس وزراء مصر بعد جمعة الغضب، ينزل من طائرة خاصة ، وضعته الإمارات علي متنها، وحصلت لها علي تاشيرة العبور الآمن إلي صاله 2 ، أو 3 وهناك ، في قلب الصالة وبينما الركاب القادمون من مختلف انحاء العالم ينتظرون حقائبهم ، كي يغادروا إذا به ( رجل البلوفر إياه) يناديهم ويقول لهم : أنا الذي أنجزت لكم هذا المطار وهذا هو أهم إنجاز أتقدم به اليكم لنيل ثقتكم ، واترشح علي أساسه رئيساً للجمهورية، أمام رجل الثلاثين من يونيو الموصوف من قبلي بأنه "ضيعها" وهذا هو لقبه الجديد: عبد الفتاح ضيعها!
- - كلما طرحت الصحف والمواقع الإعلامية أسماء مرشحي الرئاسه المحتملين في حالة إجراء إنتخابات ( لا تشير مجريات الامور في بلدنا مطلقاً إلي إنها قد تحدث ! أذكركم بان زميلي أبراهيم عيسي تهكم من قبل علي هذه الانتخابات عندما تساءل بجمله صارت أمثولة ولم تكتف بأن تذهب مثلاً فقط، عندما سأل ساخراً: هل هذا بلد مقبل علي انتخابات رئاسية خلال شهرين او ثلاثة؟!)
- صالة 3 أو صالة 2 وهمٌ كبير ياعم احمد شفيق، وإن كنت ستتصور أننا سنفتح لك أذرعنا لنقول لك بالأحضان ياصانع المطار " تبقي غلطان وذنبك علي جنبك"! .. مطار إيه ؟ مطار ايه اللي انت جاي تقول عليه" مطار الحب كما تقول مسرحية مدبولي.. ام مطار الفشل كما أقول لك ، فأنا لا أحب مطارك هذا ولا أقدره ولا أراه عملا يكرم عليه الوزير ، وانما تنتقد لأجله الدوله ، لانها سمحت بمثله ، وسمحت بالطنطنه والضجيج والعجيج ، بل وفكرة الترشح من منصة مطار القاهرة ، وكأنه جواز مرور الي قصر الاتحاديه؟ ورأيي انه إنجاز ( إن - جاز)لا يذهب بأحد حتي إلي قصر الدوبارة او رأس التين! و.."بكتيره" يوصل إلي" قصر شفشق" في التجمع الخامس ، حيث اتكهن أنه يسكن هناك!
- شفيق ياراجل البلوفر! هذا البلوفر الاعجوبه لايستقيم أرتداؤه مع من يجلس علي مقعد رئيس وزراء مصر ، فذاك منصب رفيع المقام ، جلس عليه جمال عبد الناصر. ومصطفي النحاس مع تحفظات ، وعزيز صدقي .. وارتدوا الردنجوت والسموكن الأسود وحت "الكاكي" العسكري . أما الاماثل التي أخترعها شفيق وبلوفره العتيد فكانت محل استهزاء واستنكار ، شأنها شأن تحدثه عن مطاره الجديد وانجازه الفريد الذي لم يأت به الأولون والأخرون!
- لم نسمع كلمة مفيدة من رئيس وزراء مبارك احمد شفيق عندما ولاه علينا بعد جمعة الغضب، فكانت " التهتهه" عنوان المرحلة، ولم يبق من ذكري هذه الأيام سوي واقعتين: الاولي غيابه التام عن أي مواجهه لماحدث أثناء موقعة الجمل، فترك أعداء الثوره ينهالون ضرباً وتنكيلاً بالمحتشدين في ميدان التحرير، فيسقطون تحت سنابك الخيول وكرابيج راكبي الجمال وقطع السيراميك والاحجار التي تدمي الرؤوس والاجساد . لم يهتم بالدم النازف علي ارصفة الميدان ، ولا بمحاولات الفرار من لسعات الكرابيج التي كانت تساق بها الخيول، فإذا بها ترعب المحتشدين في الميدان وتخيفهم وتفرقهم بقسوه وبقوه وبلا هواده، كى يبقي شيطانهم مبارك سادراً علي غيه باقياً في موقعه ، فيحيا هو ويموت المصريون. لم يأمر شفيق وزير داخليته بالتدخل لانقاذ المصريين وايقاف نزيف معركة الجمل التي تعتبر وصمة في جبينه وجبين سلطة مبارك الغاشمة . والموقف الثاني الذي بقي من شفيق كان محاولة افتراس الزميلة راندا أبو العزم مراسلة قناة العربيه لمجرد اجترائها علي سؤال خارج النص! فكيف يمكن لصحفية أحراج رئيس الوزراء بأي سؤال!!!
- ربما يختلف الناس الآن مع الروائي علاء الأسواني، لكنه كان مستعداً بما يكفي من مرارة وألم ليناظر احمد شفيق علي الهواء ، ويدفعه دفعا ليري نفسه وحجمه الحقيقي في عين نفسه وفي عيون المصريين، وحينما حانت لحظة الحقيقة كان واجباً عليه الاستقاله ، لينهي حقبة أربعين يوماً من التهتهه ، نكتشف بعدها أن هذا المتهتاتي الذي يباهي بمطاره الفريد ، ويرتدي البلوفر العجيب كان اكذوبة من أكاذيب مبارك وحقبته، وعلينا الآن كلما حاول ان يطل برأسه من مطاره هذا ، مترشحاً جديداً للرئاسة أن نقول له لانريد الآن مزيداً من الأكاذيب .. والتهتهات .. والبوصلات الضائعه!
- &<28420;آه فعلاً انا قلبي إسود ومهبب .. ولن أنسي .. لكن يكفي ان قلبي ليس ممزوجا بالنيلة الزرقا والا كان المقال كله منيل وازرق واسود ،بل وأسود من قرن الخروب، كما هى احوالنا في ايامنا السوده الآن!